الفضة اليوم: هل تواصل كونها الملاذ الآمن؟ تعرّف على الأسعار والتوقعات

تُعد الفضة من المعادن المهمة في الأسواق العالمية والتي يبحث عنها المستثمرون كأداة للتحوط والحفاظ على القيمة؛ غير أن أسعارها قد شهدت تقلبات ملحوظة مؤخرًا. يعزو الخبراء هذا التراجع إلى عدة عوامل، منها تحسن أداء الدولار الأمريكي وبيانات اقتصادية قوية في الولايات المتحدة، إلى جانب ارتفاع التوقعات بشأن تعديل السياسات النقدية من قِبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال الأشهر المقبلة.

أسعار الفضة ومستقبلها كملاذ آمن

شهدت أسعار الفضة تراجعًا واضحًا عالميًا ومحليًا مؤخرًا، حيث انخفضت الأوقية في البورصة العالمية بنسبة كبيرة وصلت إلى 3.2%، بينما تراجعت الفضة محليًا بنسبة 2% تقريبًا. تراجع سعر جرام الفضة عيار 999 ليصل إلى 59 جنيهًا، فيما انخفض عيار 925 إلى 54.50 جنيه. هذا الانخفاض أثار القلق بشأن موقع الفضة كمخزن آمن للقيمة، خصوصًا في ظل المنافسة القوية التي يفرضها الذهب والدولار في الأسواق.

ما هي أسباب تراجع أسعار الفضة؟

تُرجع أغلب التقارير أسباب تراجع الفضة إلى عوامل متعددة، أهمها صدور بيانات الوظائف الأمريكية القوية التي قلّصت من احتمالات قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة على المدى القريب. من جهة أخرى، تحسن العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين وحدّ من المخاوف التجارية العالمية، مما أضعف الإقبال على الأصول الاستثمارية المقاومة للتقلبات مثل الفضة. في الأسواق المحلية، ساهم الطلب المرتفع على المنتجات الفضة، بمختلف أشكالها كالأواني والعملات، في تقليل خسائر هذا المعدن، ما يعكس تحولًا في سلوك المشترين نحو خيارات ادخارية أكثر مرونة.

التوقعات حول مستقبل أسعار الفضة

يتوقع الخبراء استمرار الضغط على أسعار الفضة في المستقبل القريب نظرًا لتغير السياسات النقدية عالميًا وتحسن مرونة سوق العمل في الولايات المتحدة. الفيدرالي الأمريكي قد يُفضّل التريث في تعديل أسعار الفائدة حتى يوليو القادم، مما قد يزيد من قوة الدولار ويضعف أداء الفضة مؤقتًا. مع ذلك، لا يزال المعدن الرمادي يحظى بإقبال كبير من المستثمرين الذين يبحثون عن سبل لحماية مدخراتهم، خصوصًا مع طرح خيارات مناسبة تناسب قدراتهم الشرائية؛ مثل السبائك الفضية الصغيرة التي تسهل عملية الادخار وتحويلها إلى سيولة عند الحاجة.

ختامًا، الفضة لا تزال خيارًا جذابًا للمستثمرين، حتى مع التحديات التي تواجهها في الأسواق العالمية. فمع استمرار تقلبات العملات والسياسات الاقتصادية، يُتوقع بقاء الفضة ملاذًا آمنًا للادخار على الرغم من الضغوط الحالية.