الذكاء الاصطناعي يُحدث تحولاً غير مسبوق بتراجع البحث عبر سفاري لأول مرة

شهد عالم التكنولوجيا تغييرات جوهرية في الآونة الأخيرة مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتأثيره على محركات البحث التقليدية، حيث كشف إدي كيو، نائب رئيس شركة آبل للخدمات، أن عمليات البحث عبر متصفح سفاري انخفضت لأول مرة منذ أكثر من عقدين. يعود ذلك إلى تطور أدوات بحث مبتكرة مثل ChatGPT وPerplexity، ما دفع آبل لإعادة التفكير في استراتيجياتها المستقبلية.

تأثير الذكاء الاصطناعي على محركات البحث

تشير شهادات مسؤولين من شركات كبرى مثل آبل إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت تقدم أساليب أكثر ذكاءً وسرعة للحصول على المعلومات. برامج مثل Microsoft Copilot وGemini أثبتت أنها بدائل فعالة لمحركات البحث التقليدية، حيث تتيح للمستخدم تجربة تفاعلية وسلسة. هذا التطور أدى إلى تراجع الاعتماد على محركات البحث مثل جوجل، وخلق تحديات مالية لشركات كبرى تدفع مبالغ كبيرة سنوياً لتعزيز مكانتها كمحرك بحث افتراضي، كحال جوجل التي تدفع لآبل ما يقارب 20 مليار دولار سنوياً.

التغيرات الاقتصادية بين عمالقة التكنولوجيا

من الناحية الاقتصادية، يشكل تراجع عمليات البحث في سفاري تحدياً كبيراً لشركة آبل، خاصة في ظل اعتمادها المالي على العمولة التي تجنيها من شراكاتها مع جوجل. إدي كيو أعرب عن مخاوفه بشأن احتمال فقدان هذا العائد الهام، خاصة مع تحمل الشركة تبعات التوجه نحو الذكاء الاصطناعي. على الجانب الآخر، تواجه جوجل معركة قانونية مع وزارة العدل الأمريكية بشأن مكافحة الاحتكار، ما يزيد من تعقيد موقفها في السوق.

أسهم شركات التكنولوجيا تتراجع

شهدت أسهم شركات آبل وألفابت، المالكة لجوجل، انخفاضاً ملحوظاً بعد تصريحات كيو وخلال جلسات المحكمة الجارية في واشنطن. تراجعت أسهم جوجل بنسبة تجاوزت 7%، فيما انخفضت أسهم آبل بنسبة 2%. يأتي هذا الانخفاض كنتيجة للتوقعات بأن أدوات الذكاء الاصطناعي ستحل محل محركات البحث التقليدية، ما دفع الشركتين لإعادة النظر في استراتيجياتهما التنافسية مستقبلاً.

توضح هذه التغيرات كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على هيمنة محركات البحث الكبرى ومردودها الاقتصادي، خاصة وأن المستخدمين يفضلون الخيارات الجديدة الأسرع والأكثر تفاعلاً. إن التحول الرقمي السريع يفرض على شركات التكنولوجيا تبني حلول مبتكرة للحفاظ على مكانتها في السوق المتغير.