الذهب يرتفع عالميًا بعد صفقة تاريخية بين أمريكا وبريطانيا بشأن الر.

شهدت أسعار الذهب تغيرات ملحوظة خلال تعاملات اليوم، متأثرة بالتطورات السياسية والاقتصادية العالمية، خاصة فيما يتعلق بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة وعدة دول رئيسية. ومع الهبوط الطفيف في مؤشر الدولار الأمريكي، سجل الذهب ارتفاعاً محدودًا، ليصل إلى مستوى جديد اليوم بعد جلستين من التراجع. وتستمر حركة الذهب في استقطاب الأنظار كملاذ آمن للمستثمرين وسط هذه التقلبات.

عوامل تؤثر على أسعار الذهب عالميًا

يرتبط أداء الذهب بالكثير من العوامل المؤثرة في الأسواق العالمية، أبرزها المفاوضات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين. الانخفاض الطفيف الذي شهده الدولار الأمريكي دعم ارتفاع أسعار الذهب، حيث ارتفعت الأونصة بنسبة 0.7% لتسجل أعلى مستوى لها عند 3330 دولار، بعد افتتاحها عند 3310 دولار. ومع ذلك، عانت الأسعار من أدنى مستوى لها في 4 جلسات عند 3274 دولار قبل أن تعاود التعافي. هذه التحركات الدقيقة تعكس حساسية السوق للمتغيرات العالمية، خاصة ما يتعلق بأزمات الرسوم الجمركية والمفاوضات التجارية.

أهمية الصفقة الأمريكية البريطانية وتأثيراتها

في خطوة مفاجئة، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقية تجارية مع المملكة المتحدة تضمنت إبقاء الرسوم الجمركية بنسبة 10% على الواردات البريطانية مع خفض رسوم المملكة المتحدة إلى 1.8%. بينما تهدف هذه الصفقة إلى تقليل التوترات بين البلدين، إلا أن الأسواق تستمر في مراقبة مباحثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، إذ ترافق هذا الإعلان مع توقعات ترامب بمفاوضات جوهرية تنتهي بخفض الرسوم العقابية الأمريكية على الصين. تساهم هذه المؤشرات في رسم ملامح اتجاه الذهب المستقبلية، خاصة في ظل تأكيد وزارة التجارة الأمريكية استعدادها لإبرام صفقات تجارية أخرى قريبًا.

تراجع الذهب أم انطلاقة جديدة؟

تحول مستوى 3300 دولار للأونصة إلى نقطة ارتكازية تحدد توجهات أسعار الذهب، إذ يتوقع المحللون أن استقرار الأسواق التجارية وتحقيق اتفاقيات شاملة سينخفض بالذهب إلى ما دون هذا المستوى. من ناحية أخرى، ارتفاع التوترات أو المفاوضات غير الحاسمة قد يدفع بالأونصة لتجربة قمم تاريخية جديدة تصل إلى 3500 دولار. أظهرت بيانات حديثة من مجلس الذهب العالمي ارتفاع الأصول المدارة في صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب بنسبة 10% لتصل إلى 379 مليار دولار، مع التوسع في الاستثمار بالذهب بمناطق آسيا وأمريكا الشمالية.

في المجمل، تظل الأسواق في حالة ترقب لتطورات السياسة التجارية الدولية، مما يجعل الذهب محط اهتمام المستثمرين كوسيلة للتحوط من تقلبات الأسواق وتقلب معدلات الفائدة والتضخم.