صوت خالد: ذكرى وفاة الشيخ محمد رفعت ومحطات من حياة «قيثارة السماء»

الشيخ محمد رفعت، المعروف بـ«قيثارة السماء»، يُعدّ أحد أبرز أعلام تلاوة القرآن الكريم في القرن العشرين، وكان مثالًا للخشوع والعذوبة التي لمسها ملايين المستمعين في أنحاء العالم الإسلامي. وُلِد في حي المغربلين بالقاهرة 1882، وفقد بصره في طفولته، لكنه أبدع في حفظ القرآن وأجاد ترتيله؛ ليصبح أيقونة خالدة في عالم القراء.

محطات في حياة «قيثارة السماء»: الشيخ محمد رفعت

نشأ الشيخ محمد رفعت في بيئة توارثت العلم والقرآن، حيث أتم حفظ القرآن الكريم كاملًا في العاشرة من عمره. فقد التحق بكُتّاب درب الجماميز وأظهر موهبة فريدة في التلاوة منذ صغره. وفي الرابعة عشرة، انطلقت مسيرته حين عُين قارئًا للسورة في مسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب، ليملأ صوته المكان روحانية وخشوعًا. استمرت مسيرته حتى عام 1944، حينما حال المرض دون استكمال مشواره في التلاوة، ليثبت بأن خدمة القرآن كانت محور حياته.

إسهامات الشيخ محمد رفعت في الإذاعة المصرية

كان الشيخ محمد رفعت أول من افتتح البث الإذاعي المصري عام 1934 بتلاوة الآية الكريمة: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾، ليؤسس علاقة وطيدة بين القرآن والإذاعة. هذا الحدث لم يكن مجرد لحظة على الأثير، بل كان نقطة تحول في نشر التلاوة بشكل أوسع، حيث ذاع صوته ليس فقط في مصر، بل امتد ليصل إلى العالم الإسلامي كاملاً. هذه الإسهامات جعلت صوته مرتبطًا بشهر رمضان، مما منحه ألقابًا عديدة مثل “مقرئ الشعب” و”مؤذن رمضان”.

مدرسة الشيخ محمد رفعت التلاوية

أسس الشيخ محمد رفعت مدرسة فريدة للتلاوة؛ حيث كان صوته جمعًا بين الخشوع، وأحكام التجويد، وحلاوة الأداء. أثّر أسلوبه بشكل كبير في القراء الذين تلوه، ووصفه الشيخ الشعراوي بأنه نموذج متكامل يحتوي على خصائص أعظم القراء، ما جعله أسطورة في هذا المجال. مقارناته الصوتية أعطته مكانة فريدة في قلوب المستمعين.

الجانب التفاصيل
تاريخ الميلاد 1882
تاريخ الوفاة 9 مايو 1950
المسجد الأول فاضل باشا
أول إذاعة 1934

رغم إصابته بمرض في حنجرته ورفضه المساعدات، ظل الشيخ رفعت أيقونة للصبر والعزيمة. يظل صوته حاضرًا في ذاكرة المسلمين عبر تسجيلاته، شاهداً على حب الناس له وارتباطهم بموروثه الخالد.