إسرائيل تراهن على غزة وسوريا وإيران لإعادة رسم خارطة المنطقة

تواجه منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا متسارعًا في الأحداث السياسية والأمنية، حيث تسعى إسرائيل لإعادة ترتيب ملامح المنطقة وتوظيف الأوضاع لتحقيق مكاسب استراتيجية. منذ السابع من أكتوبر 2023، بات واضحًا أن الحرب على غزة ليست مجرد صراع عسكري، بل تحمل أبعادًا سياسية وإنسانية عميقة تهدد استقرار المنطقة وتفتح الباب لتحولات جذرية.

الأزمة الإنسانية في غزة: تبعات الحرب والجوع

يتواصل العنف الوحشي في غزة، حيث يكافح المدنيون، خصوصًا الأطفال، للبقاء في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية. وفقًا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، يواجه مليون طفل خطر الموت بسبب الجوع. الوضع الإنساني في القطاع يزداد تدهورًا يوميًا مع استمرار القصف الإسرائيلي، فضلاً عن نقص الوقود والإمدادات الطبية، مما يجعل الأزمة تشكل تهديدًا إنسانيًا غير مسبوق. وإلى جانب ذلك، تستخدم إسرائيل أنظمة توزيع مشددة على الغذاء والمساعدات، مما قد يدفع السكان إلى التهجير القسري والنزوح داخل القطاع.

إسرائيل وسوريا: أهداف سياسية تتجاوز الجغرافيا

من جهة أخرى، تحاول إسرائيل إعادة رسم الخارطة السورية لتحقيق أهداف استراتيجية تخدم مصالحها. منذ سقوط نظام الأسد وتفاقم الوضع السوري، شنت إسرائيل مئات الضربات العسكرية بحجة “العمليات الوقائية”، لكنها تهدف في الحقيقة إلى إنشاء منطقة أمنية تعقمها من أي تهديد، وفقًا لتقارير دولية. إسرائيل تسعى لتفتيت سوريا إلى كانتونات طائفية لضمان سيطرتها الإقليمية الكاملة، مما يعكس نيتها في إنهاء أية سيادة سورية موحدة وإعادة تشكيل توازن القوة في المنطقة.

الحوثيون وإسرائيل: تصعيد جديد في المعادلة الإقليمية

في اليمن، زادت جماعة الحوثيين من هجماتها الصاروخية تجاه إسرائيل كرسالة تضامن مع غزة. الهجوم الأخير الذي استهدف مطار بن جوريون يظهر قدرة الحوثيين على اختراق الدفاعات الإسرائيلية، مما يثير تساؤلات حول كفاءة الأنظمة الدفاعية. الرسائل الحوثية ليست عسكرية فقط، بل تحمل أبعادًا سياسية تشير إلى احتمالية تصعيد أكبر في الصراع الإقليمي، خاصة إذا امتد الصراع ليشمل إيران وحلفاءها.

ختامًا، يبدو أن إسرائيل تستغل الظروف الراهنة في غزة وسوريا واليمن كساحة للتلاعب بتوازن القوى وإعادة تشكيل الخارطة الإقليمية بما يخدم مصالحها. لكنها تواجه تحديات دولية وإقليمية قد تنسف خططها إذا ما اصطدمت بإرادة الشعوب وحلفائها الطبيعيين. المرحلة القادمة تتطلب مراجعة المواقف الدولية تجاه الأزمة وحراكًا دبلوماسيًا جادًا لمنع الانزلاق إلى تصعيد شامل يهدد المنطقة بأكملها.

العنوان القيمة
أزمة غزة كارثة إنسانية وجوع
الوضع في سوريا تفتيت وتفرقة
هجمات الحوثيين تصعيد إقليمي