قصة مؤثرة: صابرين.. الحرب تسلب قدمها وتحطم حلم الزفاف الجميل

تعد قصة صابرين الخيري واحدة من المشاهد الإنسانية المؤثرة التي تختزلها الحروب والصراعات في قطاع غزة، حيث تجسد معاناة من يبحثون عن أحلام بسيطة تحت ظلال الدمار. عاد النزوح والقصف ليغيرا مجرى حياة صابرين إلى الأبد، إذ فقدت ساقها وحلمها في ليلة كانت تنتظر فيها مستقبلًا مختلفًا مليئًا بالأمل والحب.

صابرين وتفاصيل ليلة الفاجعة

في ليلة السابع عشر من مارس، كانت صابرين تحاول أخذ استراحة من ضغوط التحضيرات للزفاف، لتقضي بعض الوقت مع ابنة عمها في حي تل الهوا. إلا أن الأقدار كانت تحمل لها كابوسًا لم يكن في الحسبان. الساعة الواحدة والنصف فجرًا، انفجر صاروخ حربي في منزل ابنة عمها، ليتحول المكان إلى حطام، وتجد صابرين نفسها ملقاة في الشارع، فاقدة القدرة على الحركة. لم تدرك خطورة ما حدث على الفور، لكنها شعرت برعب كبير حينما طلبت ألا يتم بتر قدمها، وهو ما لم يكن ممكنًا نتيجة للضرر البالغ الذي لحق بها.

تامر الديب ورحلة الألم

كانت صدمة تامر الديب لا توصف، إذ كان آخر حديث جمعه مع صابرين يحمل الضحك وآمالًا بسيطة عن تفاصيل ترتيبات الزفاف. حينما سمع أن الانفجار وقع في المنزل الذي كانت فيه خطيبته، ركض بلا وعي نحو المكان، وبعد صعوبات وصل إلى المستشفى الأردني ليجد صابرين بين الحياة والموت. استجمع شجاعته ليخبرها أن الأمور ستتحسن، رافقها خلال تنقلها بين المستشفيات، حيث عانت من ألم مستمر في الظهر جراء السقوط، بالإضافة إلى الصدمة النفسية الناتجة عن فقدانها لقدميها.

الأمل بعد المأساة

على الرغم من الجراح، يظل الامتناع عن الاستسلام عنوانًا لحياة صابرين. تتابع علاجها داخل مستشفى الوفاء للتأهيل، في انتظار فرصة السفر لتركيب طرف صناعي يمكّنها من استعادة جزء من حياتها الطبيعية. تامر بدوره يقف إلى جانبها بكل إخلاص، مؤكدًا أنه عازم على الاستمرار في مشروع الزواج، برغم الظروف القاسية. اليوم، في غرفتها الصغيرة بالمستشفى، تحتفظ صابرين برواية أسرتها، تقلب صفحاتها بدموع وآمال بغد جديد. فرغم الألم، يبقى الحلم ممكنًا في ظل قوة الحب والصبر.

العنوان التفاصيل
مكان الحادثة حي تل الهوا، غزة
تاريخ الحادثة 17 مارس
النتيجة بتر قدم صابرين واستمرار العلاج

قصة صابرين ليست مجرد مأساة؛ إنها شهادة حيّة على تأثير الحرب على أبسط أحلام البشر ورغبتهم في حياة طبيعية، مليئة بالمحبة والاستقرار، بعيدة عن معاني البتر والدمار.