«اعتقال صادم» الحوثيون يحتجزون نجل الشهيد محمد محمود الزبيري في صنعاء

في تطور جديد يعكس تصاعد الانتهاكات في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، أقدمت الميليشيا الحوثية على اعتقال عمران محمد محمود الزبيري، نجل الشهيد محمد محمود الزبيري، الذي يعد من أبرز رموز الثورة اليمنية ضد الإمامة. وقد أثارت هذه الحادثة موجة من الغضب في الشارع اليمني، خاصة في ظل المحاولات المستمرة لتغيير الهوية التاريخية والثقافية لليمن.

اعتقال نجل الشهيد محمد محمود الزبيري: الأسباب والظروف

أفادت مصادر محلية وشهود بأن ميليشيا الحوثي قامت باعتقال عمران محمد محمود الزبيري من منزله الواقع في العاصمة صنعاء، حيث تم اقتياده إلى أحد مراكز الشرطة عقب بلاغ كيدي قدمه شخص نافذ موال للجماعة. هذا البلاغ يمثل وسيلة مستمرة تستخدمها ميليشيا الحوثي لاستهداف الأصوات المعارضة أو أي جهة ترى فيها تهديدًا لوجودها، وذلك بالرغم من أن عمران الزبيري ظهر مؤخرًا في وسائل إعلام حوثية مشيدًا بسياسات الجماعة، ما يجعل اعتقاله مثيرًا للتساؤلات حول الخلافات داخل أجنحة الميليشيا الحوثية والتناقض في تعاملها مع الشخصيات الداعمة لها.

رمزية محمد محمود الزبيري ومحاولات الحوثيين لطمس التاريخ اليمني

الشهيد محمد محمود الزبيري هو رمز وطني بارز قاد صفوف ثورة 26 سبتمبر 1962م التي أنهت حكم الإمامة في اليمن. اعتقال نجله عمران يحمل دلالة رمزية على استمرار ميليشيا الحوثي في محاولات طمس رموز الثورة اليمنية. وتعد هذه الخطوة جزءًا من مخطط أوسع يتضمن استهداف المعارضين وتغيير الرموز الوطنية، مثل تغيير اسم “شارع الزبيري” إلى “شارع إسماعيل هنية”. هذا التغيير أثار غضبًا واسعًا بين سكان صنعاء واعتبر تصعيدًا ضد الرموز التاريخية التي يجسدها هذا المكان.

التوترات الداخلية: ما وراء الخلافات بين قيادات الحوثي

تشير المصادر إلى أن اعتقال عمران الزبيري جاء على وقع تصاعد التوترات الداخلية بين أجنحة الحوثيين وأطراف مقربة منهم. الخلافات حول المصالح والنفوذ والأموال أدت إلى استهداف بعض الشخصيات والمحسوبين على الجماعة، مما يوضح محدودية التماسك داخل صفوف الحوثيين. مراقبون يرون أن هذا الانقسام يعكس انهيارًا داخليًا في صفوف الجماعة، حيث لجأت إلى التصعيد ضد حلفائها السابقين لمحاولة احتواء الصراعات الداخلية وضمان استمرار السيطرة.

من الواضح أن اعتقال الحوثيين لعمران الزبيري ليس مجرد حدث عابر، بل يُظهر توجهًا ممنهجًا لتدمير الهوية الوطنية واليمنية لصالح أجندتهم الخاصة. استمرار مثل هذه الانتهاكات يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في اليمن ويدفع نحو ضرورة تدخل المجتمع الدولي للحد من هذه الجرائم التي تستهدف تاريخ اليمن وشعبه.