«تحركات مفاجئة» قرارات رئاسية عسكرية جديدة تطال إب وذمار والبيضاء فما التفاصيل

في تطور غير مسبوق يؤكد السعي لتنظيم العمليات الميدانية، أصدر مجلس القيادة الرئاسي قرارات جديدة تشمل استحداث منطقة عسكرية جديدة تُعرف باسم “المنطقة العسكرية الثامنة”، مخصصة لتغطية العمليات في إب وذمار والبيضاء، وقد جاءت هذه الخطوة في إطار جهود إعادة هيكلة الجيش وتحقيق توحيد القرار العسكري وفق متطلبات الأوضاع الراهنة في البلاد.

قرارات مجلس القيادة الرئاسي بشأن المنطقة العسكرية الثامنة

اعتمدت القرارات الرئاسية تقسيم المنطقة العسكرية السابعة إلى منطقتين منفصلتين، حيث كانت تغطي العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى تقع ضمن مسرح عملياتها السابق، وتعمل القيادة الجديدة على تكثيف الجهود للتركيز على محافظة إب وذمار والبيضاء، إلى جانب تخصيص مقر قيادي جديد للمنطقة العسكرية الثامنة في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع. وتشمل هذه القرارات تعيين اللواء هادي أحمد مسعد العولقي قائدًا للمنطقة بالإضافة لقيادته اللواء 30 مدرع، وتسمية العميد الركن عادل صالح الشيبة أركان حرب للمنطقة، في خطوة تنظيمية لتعزيز القيادة الميدانية في هذه المحافظات.

التغيرات الميدانية وتحديات القيادة الجديدة

يأتي إنشاء “المنطقة العسكرية الثامنة” بهدف تحسين إدارة المناطق الشمالية عسكريًا، وتلبية متطلبات المرحلة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها القوات الحكومية، ويمثل تعيين العولقي، الذي قاد سابقًا محور الضالع، إشارة إلى التركيز على تعزيز الخبرة الميدانية، ومع وضع مقر القيادة في الضالع، يتم توفير موقع استراتيجي يساهم في التفاعل السريع مع الأحداث الميدانية. ومع ذلك تبرز تحديات أمام القيادة بسبب تقاطع النفوذ العسكري بين الجهات المختلفة في تلك المنطقة، لا سيما المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يمتلك قوات منفصلة تتبع قيادته بعيدًا عن هيكلة وزارة الدفاع.

أهداف ودلالات قرارات الهيكلة العسكرية

تأتي هذه الخطوة استنادًا إلى توصيات اللجنة العسكرية والأمنية المشتركة التي تعمل تحت مظلة مجلس القيادة الرئاسي، وتهدف إلى تنفيذ دمج التشكيلات العسكرية وإعادة تنظيمها في إطار وزارة الدفاع والداخلية، مما يعكس السعي لزيادة التنسيق وتوحيد القرارات الإستراتيجية بين الكتائب والوحدات المختلفة، وتصب هذه الجهود في تعزيز قوة الجيش الوطني وتحقيق أهداف مجلس القيادة على مستوى تحقيق الأمن والسيطرة الميدانية. الجدير بالذكر أن اللواء هيثم قاسم طاهر الذي يشغل منصب رئيس اللجنة يعمل على إدارة هذا المشروع الأمني رغم وجود خلافات سياسية داخل مجلس القيادة، تعكس التحديات التي تواجهها هذه اللجنة لتنفيذ خططها بشكل متكامل وفعّال.

يتضح أن استحداث المنطقة العسكرية الثامنة خطوة تعكس رؤية استراتيجية تتطلب تنسيقًا عاليًا بين مختلف الأطراف لتحقيق الاستقرار وتعزيز الموقف العسكري للحكومة اليمنية في مناطق حيوية، خاصة في ظل تعقيدات المشهد السياسي والعسكري الحالي. القرارات العسكرية اليوم ليست فقط جزءًا من إعادة الهيكلة لكنها تعكس إرادة حقيقية لتوسيع سيطرة الحكومة وضمان مزيد من السيطرة على موارد المناطق العسكرية.