«تصعيد خطير» دعوة الحوثيين للنفير العام تكشف تحركات غامضة في المشهد اليمني

إثارة الدعوات الحوثية الأخيرة للنفير العام والتعبئة الشاملة تساؤلات واسعة النطاق تتعلق بأبعادها الحقيقية، وخاصةً في ظل إعلان الولايات المتحدة وقف هجماتها الجوية على الجماعة، فضلًا عن التهدئة النسبية التي شهدتها الجبهات. هذه التحركات تأتي في توقيت حساس، وتحمل إشارات تتصل بالخطاب الجهادي المتصاعد لقيادة الحوثيين وبخاصة زعيمهم الذي دعا المواطنين إلى تلبية ما وصفه بـ”واجب الجهاد”.

الدعوات الحوثية للنفير العام: أهداف وأبعاد السياسة الداخلية

تُظهر دعوات النفير العام لجماعة الحوثيين تركيزًا واضحًا على تجنيد الحاضنة الشعبية في مناطق سيطرتهم نحو ما تسميه “الجهاد”. التوقيت المتزامن لهذه الدعوات مع توقف الضربات الجوية الأمريكية يثير تساؤلات حول دلالات الخطاب المتصاعد، خاصة في ظل تشديد رئيس المجلس السياسي للحوثيين، مهدي المشاط، على ضرورة الاستعداد لمواجهة أي تصعيد قادم. تأتي هذه التحركات أبرز عوامل الترقب السياسي والعسكري بما يعكس رؤية الحوثيين لأوضاع الساحة الداخلية، واحتمالية استخدامها لإعادة هيكلة البيت الداخلي، أو ربما تحضيرًا لمعارك محتملة، على الرغم من الهدنة النسبية الحالية.

ما العلاقة بين وقف التصعيد الأمريكي ودعوات الحوثيين؟

يشير إعلان الولايات المتحدة عن توقف هجماتها الجوية ضد الحوثيين إلى تغيرات محتملة في الاستراتيجية الإقليمية، مما يفتح المجال أمام قراءات متنوعة حول أسباب الدعوات الحوثية المفاجئة للنفير. قد تبرز تلك الحركة كتحرك استباقي لوامتصاص أي تحولات إقليمية، خاصة أن الحوثيين يركزون بشدة على حشد الموالين عبر شعارات الجهاد، مما يطرح التساؤل: هل هذه الدعوات تعكس حالة ضعف داخلي ورغبة في تعزيز الصفوف، أم أنها تأتي لإبراز القوة استعدادًا لموجة جديدة من الصراع العسكري؟.

التحليل الإعلامي لدعوات النفير الحوثية

يرى مراقبون أن التحليل الإعلامي لدعوات الحوثيين الأخيرة يتمحور حول كشف خفايا هذه التحركات التي قد تكون مرتبطة بتحصين الداخل أو بمحاولة لإعادة تجميع الأنصار استعدادًا لأي أحداث جديدة. الصحفي اليمني ماجد الداعري، أشار إلى أن توقيت الدعوات يثير حيرة مع إعلان هدنة مؤقتة، مما يُعطي انطباعًا بأنها حركة لإثبات السيطرة أو ضمان الدعم الشعبي المتزايد. لا يغفل أن هناك احتمالية بأن هذه البيانات تستغل كوسيلة احترازية لطمأنة الموالين للحوثيين.

من اللافت إبقاء الحوثيين على مسارات تصعيدية في خطابهم الإعلامي بالتزامن مع التحركات العالمية لخفض التوتّرات، بحيث يستخدمون أساليب متعددة لتوجيه رسائل تعبوية لموالٍ تنجرف نحو القبول بشعارات الجماعة دون النظر إلى الدوافع السياسية والأمنية التي تختبئ خلفها.

بذلك، يبدو أن الدعوات الحوثية للنفير العام تأتي ضمن سياق واسع يشمل أبعادًا سياسية وعسكرية متشابكة، يظل تحديد مغزاها بدقة مرهونًا بالأحداث القادمة.