الأستاذ سالم بن بريك يجد نفسه الآن أمام واحدة من أصعب الاختبارات في مشواره المهني، فمنذ توليه منصب رئيس الوزراء والحكومة اليمنية تواجه تحديات جسيمة تشمل التدهور الاقتصادي، وسوء الخدمات، وتزايد حالة الغليان الشعبي التي بدأت أصواتها تعلو في شوارع عدن، وسط هذه الأزمة، تتزايد التوقعات بشأن قدراته على تقديم حلول عملية وفعالة في وقت قصير لاستعادة زمام الأمور وتعزيز الثقة بين المواطنين والحكومة.
الإرث الثقيل الذي ورثه سالم بن بريك كرئيس للوزراء
إن التحديات الحالية التي تواجه حكومة بن بريك لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة سنوات طويلة من التراكمات والأزمات السياسية والاقتصادية التي خلفها السابقون، فقد شهدت البلاد غياب التوافق الحكومي، والانقسامات الحادة بين القيادات، بالإضافة إلى الضعف الشديد في إدارة الموارد الحيوية للبلاد، ومع استمرار الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انهيار أسعار العملة وانخفاض الموارد، تجد الحكومة نفسها عاجزة عن تلبية احتياجات الشعب أو حتى مواجهة الالتزامات الدولية والإقليمية.
الانقسامات داخل الحكومة تشكل عائقًا أمام تنفيذ خطة إصلاح شاملة، كما أن حالة التوتر بين المجلس الرئاسي والحكومة، وزيادة الصراع بين المكونات المختلفة، تزيد من تعقيد الموقف، فضلًا عن عجز الحكومة عن مواجهة التدخلات الحوثية في الاقتصاد ومناطق النفوذ، ما يجعل مهمة بن بريك في مواجهة هذا الإرث معقدة بكل ما تعنيه الكلمة.
ما الذي يجب أن يبدأ به بن بريك في عدن؟
يتطلب الوضع الراهن من سالم بن بريك اتخاذ إجراءات سريعة لحل الأزمات المتراكمة واستعادة الثقة، وعليه البدء بمبادرات من أهمها تأسيس بيئة عمل متماسكة داخل الحكومة، حيث يتعين عليه تهدئة التوترات الداخلية وطرح أولويات واضحة تمكن الوزارات من العمل بتناغم، إضافة إلى ذلك، فإن وجوده في عدن والتعامل المباشر مع القضايا اليومية يمثل ضرورة لا يمكن إهمالها، فهو بحاجة إلى التفاعل مع المواطنين بشكل عملي وتقديم حلول ملموسة لمسائل الخدمات الأساسية كالطاقة والمياه.
في السياق ذاته، يجب أن يمتد جهده إلى بناء علاقات قوية مع المؤسسات الدولية والإقليمية، ولكن دون التضحية باستقلال القرار الوطني، بل يجب استثمار الدعم الخارجي بفعالية لتنفيذ إصلاحات تنموية دائمة.
المسؤوليات الكبرى لحكومة سالم بن بريك
على حكومة بن بريك أن تنظر بجدية إلى التحديات المتراكمة في كل من المناطق الحكومية وتلك التي تحت سيطرة الحوثيين، حيث أن الانهيار في المؤسسات والخدمات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة يزيد من تأجيج الأزمات، أما في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، فإن الحاجة إلى وضع استراتيجيات فعالة لاستيعاب السكان وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية أمر ضروري.
علاوة على ذلك، تمثل مكافحة الفساد تحديًا رئيسيًا يواجه الحكومة، حيث يجب التركيز على بناء منظومة قانونية فعالة تمكن من مواجهة الفساد بطرق عملية بعيدًا عن الشعارات الجوفاء.
في الختام، يعتبر نجاح سالم بن بريك مرهونًا بقدرته على إدارة التحالفات الداخلية والخارجية بذكاء، إضافة إلى تقديم حلول عملية ملموسة تفوق التحديات الاقتصادية والسياسية المتفاقمة، وإذا استطاع تحويل هذه الأزمات إلى فرص تحسين، فقد يتمكن من إعادة توحيد الجبهة الحكومية وكسب دعم الشعب اليمني.
تردد قناة وناسة بيبي كيدز 2025 الجديد على نايل سات وعرب سات الآن!
الأجور وتكاليف المعيشة: اكتشف اختصاصات “مجلس الأجور” في القانون الجديد
أسعار الذهب بالسعودية اليوم الثلاثاء 18 فبراير 2025
أكبر الانتصارات في تاريخ مواجهات ريال مدريد وأتلتيكو
أخبار التكنولوجيا.. هاتف Galaxy A06 5G بسعر مدهش وهونر تطلق سماعات بمواصفات خيالية
طريقة عمل بسبوسة الطاسة بمكونات بسيطة وطريقة سريعة لكل المناسبات