«اتفاق تاريخي» الأهلي المصري ووزارة الثقافة يحولان مبنى السلطان حسين لمركز فني متحفي

في خطوة هامة تعكس روح التعاون بين القطاع المصرفي والمؤسسات الثقافية في مصر، قام البنك الأهلي المصري ووزارة الثقافة بتوقيع بروتوكول تعاون لتحويل مبنى “السلطان حسين” التراثي بالإسكندرية إلى مركز للعرض المتحفي والفني. يهدف المشروع إلى تعزيز الهوية الثقافية المصرية وإبراز تنوعها الحضاري، ما يعكس التكامل بين القطاعين العام والخاص لتنمية البنية الثقافية.

البنك الأهلي ودوره في دعم التراث الثقافي

يمثل توقيع البروتوكول بين البنك الأهلي المصري ووزارة الثقافة انعكاسًا لمسؤولية البنك تجاه الحفاظ على التراث المعماري. يهدف المشروع إلى إعادة إحياء مبنى السلطان حسين، الذي يعود تاريخه إلى عام 1907، وتوظيفه في العروض الفنية والمتحفية. وأكد يحيى أبو الفتوح، نائب الرئيس التنفيذي للبنك، أهمية هذا التعاون الذي يأتي استكمالًا لشراكات سابقة تهدف إلى توظيف المباني التراثية لخدمة الثقافة والمجتمع، ما يدعم رؤية مصر 2030 في التنمية الثقافية المستدامة.

تفاصيل تشغيل مبنى “السلطان حسين” التراثي

وقّع البروتوكول عن وزارة الثقافة الدكتور وليد قانوش، والذي أوضح أن قطاع الفنون التشكيلية سيعمل على إعداد سيناريو متحفي يعرض مقتنيات فنية تعكس الهوية المصرية، مع تقديم تأمين وتشغيل وفق معايير عالمية. من الناحية الأخرى، سيتولى البنك الأهلي تمويل التجهيزات والصيانة الضرورية، بالإضافة إلى توفير بنية أمنية ولوجستية شاملة. يُعد المبنى نموذجًا رائدًا للمباني المعمارية التراثية، حيث صُمم من قبل المهندس جان ساين ويعكس جمال العمارة الكلاسيكية للإسكندرية.

أهداف المشروع وتأثيراته الثقافية

يهدف البروتوكول إلى تعزيز الوعي الثقافي والفني من خلال دمج التراث في أنشطة تفاعلية تعود بالنفع على المجتمع. وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن إعادة تأهيل المباني التاريخية يمثّل خطوة هامة لتنظيم المشاريع الثقافية التي تساهم في بناء شخصية وطنية متوازنة. كما أعرب محمد الأتربي، رئيس البنك الأهلي، عن فخره وتأكيده على أهمية دعم القطاع الثقافي والفني لتعزيز مكانة مصر حضاريًا واقتصاديًا، مشيرًا إلى أن المشروع يمثل نموذجًا عمليًا للتكامل بين المؤسسات المصرفية والثقافية.

يشير المشروع أيضًا إلى تطلعات البنك في توسيع نطاق أعماله الثقافية ليشمل المزيد من المباني التاريخية ذات القيمة التراثية. بالتالي، يسهم هذا التعاون في جعل التراث عاملًا محوريًا لتحقيق النهضة الثقافية الشاملة. من المتوقع أن يحقق المشروع نجاحًا كبيرًا يعزز من مكانة الإسكندرية كوجهة ثقافية وفنية رائدة، مما يضع نموذجًا مستدامًا لتعاون مؤسسات الدولة المختلفة لخدمة المجتمع.