رواية ميراث الدم الفصل التاسع 9 بقلم يمامة
بسملة وعدنان كاعدين قريبين من بعض، عدنان يرسم خطوط على الأرض بطبشور مال كسرة طابوكة بينما بسملة تراقبه باهتمام
بسملة بحزم : لا تخاف، أريد أشوفهم مرعوبين مثل ما ك كل يوم نرجف بسببهم
عدنان بتحذير : بس لازم تنتبهين بسملة وتسوين الي كتلج علي بالضبط
هزت راسها بين التردد والخوف وبين التمسك بقرارها
عدنان : وقت الضهر مو ينامون ؟
: اي ينامون كلهم
:تمام معناها وكت نومتهم سوي الي كتلج علي واكيد كالعادة راح يرجعون عليج انتي سوي روحج عود جنتي يمنة واني اشهد
مر الوقت وصار الضهر وبهذا الوقت الكل يدخل لغرفتة ومايكعدن لحد العصر بسملة كانت تحوس متوترة وماتعرف الي راح تسوي شنو عقباه بس بعقل طفلة الحقد ملة كلبها وهي تشوف القهر والظلم بعينها تسللت بسملة بخطوات خفيفة، تمشي بحذر حتى أنفاسها كانت تحاول تكتمها، عيونها تلمع بلمعة غريبة، بيها إصرار وشي من الغضب اللي كاعد يغلي جواها. تعرف زين إن اللي راح تسويه ما راح يقتل بس المهم يخلي ذيج الأفعى تحس بالخوف، تحس ولو شويّة بنفس الرعب اللي امها تحس بيه كل يوم.
وصلت للغرفة الباب مردود بس ما مقفول دفعت الباب شويّة، ما رادت يصدر أي صوت، وكفت ثواني تتأمل جبرية الممددة على الجرباية ، نايمة مرتاحة كأنها ما سرقت راحة أحد، كأنها ما كانت سبب دموع أمها اللي تنزل بلا صوت. تشخر وغاطة بقيلولة عميقة بالوقت نفسة سمية واكفة تلف الهن دولمة للعشة ورعد ووعد كدام عينها
مدّت إيدها الصغيرة طلّعت عود شخاط(ثقاب) وصارت تشعل بي على كيف حتى لا تسمع جبرية صوت شخطتة قربته من طرف جرجف الجرباية ، شعلت العود، ترددت شوي قبل ما تخليه على القماش لكن اخذت قرارها قبل ما يطفى عود الشخاط من هوى البنكة وخلت النار تلزم طرف الجرجف وصارت تراقب النار وهي تاكل الأطراف ببطء، تتقدم بهدوء، مثل ما الظلم أكل امها شويّة شويّة. واكل صحتها وحياتها
رجعت خطوة للورى وطلعت من الغرفة بسرعة بسملة ابتسمت بخبث، بدون صوت، كلبها يدك بسرعة، بس عقلها كله هدوء. استدارت بخفة، طلعت قبل لا أحد يشوفها، وتركت وراها أول صرخة فزع .. وشرارة انتقام اشتعلت أخيرًا.
طلعت للشارع وعلى الاتفاق عدنان منتضرها ابابهم اخذها ودخلو لبيتهم بهل أثناء النار بدت تاكل القماش الريحة بدت تنتشر، الدخان بدأ يصعد، بعد لحظات تحركت جبرية ، تكلبت، حست بشي مثل الجوية أو الحرارة فجأة شهكت شهقة قوية! كعدت مفزوعة، إيدها تدور يمين ويسار، عيونها مفتوحة على آخرها، تحاول تفهم شنو الي جاي يصير، رجليها وصلتها حرارة القماش المحترك
فتحت عيونها مفزوعة : يماااااا هاي منين الناررر وكفت جبرية شعرها منفوش وثوبها شبه محترق من أطرافه، تصرخ بهلع وهي تضرب على صدرها.
جبرية بصوت مفزوع: فاااااطمة فاااااطمة انحركت النار أكلتني الحكيلي
اجت فاطمة من غرفتها مفزوعة من صوت جبرية
فتحت الباب وشافت كدامها النار تاكل بالجرباية
دخلت فوراً وجرت جبرية الي تصرخ بمكانه ورجليها ماتن من الخوف
وكفت جبرية على حيلها بسرعة نزعت ثوبها وصارت تنكت بالفراش
الحكوووولي فااااااطمة ولج فااااااطمة لحكييي احتركننة
فاطمة: ستاااار الله يمااا منين اجت هل نار هااااي
ولججج تعااالي طلعي المن واكفة خلي نطفيهاا
طلعتها خارج الغرفة : ركضت فاطمة بهمة جرت الصوندة من الحوش وداست دكمة الماطور. خلت الماي جرة بالصوندة قوي وركضت دخلتها للغرفة وصارت ترش على الجرباية الي صارت فحم لحد ما طفتها
وطلعت لجبرية .. الي انتهت من الرعب وشبكت ابنها وكعدت تبجي وناسية نفسها بلا ثوب
فاطمة: منين اجت هل ناررر يا ستار
جبرية وهي تبجي : جنت نايمة حسّيت بريحة دخان، وحرارة تلزم رجلية فتحت عيني، شفت النار تاكل فراشي! ولله عبالي اتحلم كاعد اتحلم النار تحاصرني. بس من لزمتي الحرارة فزيت وشفتها ولج فاطمة احس كلبي وكف شلون بية لو لزمتني النار وفحمتني
فاطمة تلزم بأيد جبرية وتحاول تهديها، بس عيونها تدور تدور، تحاول تفهم شلون صار هالشي.
باوعت لمهدي بخزرة: ولك مهيدي خاف انت لاعب وشاعل نار بالغرفة
مهدي:لاولله عمه مو اني اصلا جنت العب جوة الدرج اني ومحمد دعابل ولا داخل للغرفة
محمد (ابن صادق ) اي ماما صدك مو احنه ولله
فاطمة: زين انتي تاركة شي بالغرفة مشتعل
شلون يعني النار كبت بالفرشة؟ النار ما تطلع وحدها، أكو أحد سوى هالشي
جبرية بخوف وهي تلتفت حواليها: إي والله أكو أحد يريد يحركني أكو أحد ناوي يموتني وأنا نايمة
سمية وينها هي وبنااااتها؟ ماكو غيرهن ماكو قابل منو يريد يحركني غيرهن
فاطمة: لا عمي سمية ما تطلع منها هيج وكاحه كووولي بتها العررررمة اكلج ايييي هي تسووويها هاي شيطان بجسم طفل
وكفت جبرية وفاطمة بهمة يرحن لسمية الي بالمطبخ كاعدة تغسل مواعين بعد ما كملت لف الدولمة وماتدري ولا تسمع كل الي صار
جرتها جبرية بعصبية وصارت تأشر الها : ووووين بنج العررررمة وينها
سمية تتسائل باستغراب ما فاهمة
: لا تثوووولين نفسج بنتجج وينها اني اعلمها تريد تحركني العرررررمة اليوم اني احركها بيدي وارتاح منها
صارت تدور بالبيت وتصيح ولججج بسسسمية بسسيمة وينج وين خاتلة ولج تحركيني يا عايقة اليوم اذا لزمتج انهيج بين ادية ولله
سمية تركض وراهن وهي هم تريد تشوف بنتها وين وشاكة انو فعلاً بسملة ممكن تكون هي مسوية هل عملة
وخايفة على بنتها لأن اذا هي مسويتها فعلاً مراح تسلم
، تدور مثل المجنونة بالبيت وتضرب الجدران وعيونها تطفر شرار
ـ وينها ذيچ الحية؟ وينها؟ بسملة اليوم وين تروح تطيرر هاي اني كاعدتلها كعدة وين تروح الزمها الزمها
كانت تلهث، وعيونها تبرق بحقد
سمية كانت واكفة رجليها متيبسات، ودموعها تسيل بهدوء على خدها. كلبها يدك مثل الطبل، تحاول تقنع روحها إن بسملة بريئة، بس شيء بداخلها يخنكها الخوف، الشك، الألم، كلهم صاروا كتلة وحدة تجمعو بحلكها
ـ سمية! وين بنتچ ؟
جبرية وكفت كدامها، عيونها كلها شر، شافت الدموع بوجهها وزادت بالصياح والعصبية
ـ هااااا؟ لسّانچ ساكت مثل العادة ، بس لا عبالج تكدرين تضمينها وينهاااا اكلج وينها
سمية حاولت ترفع إيدها، تأشر بشي، بس ما عرفت شتگول، شلون توصل لهم إنها ما تدري وين بسملة، شلون تصيح وتكولبنتي مو هي اللي حرگت الغرفة بس صوتها وين؟ ضايع مثلها
بينما كل هالضجة صايرة، بسملة كانت برة يم عدنان خاتلة وتفكر شنو الي صار وتاكل اضافرها بتوتر
بسملة: اني راح اروح للبيت
عدنان: بس هسه تلكين مرة عمج متحلفة بيج
: لعد شنو ابقى هنا وهسه ترجع تتعارك ويه ماما وتطيح برأسها
: بس خاف يكتلونج بسملة
رفعت أكتافها مو مهتمه: عادي واذا اصلا تعودت
كامت من مكانها ورجعت للبيت اول ما دخلت سمعت صوت الصياح والعصبية رجف كلبها بخوف ورعب تبقى طفلة والخوف يلزم كلبها لكن هم بأفعالهم علموها على هيج تصرفات أكبر منها ومن عمرها
اول ما دخلت التفت الها جبرية وفاطمة واجتها بهمة عتتها من ثوبها
: ووووين جنتي ولججج ها وين
سمية ركضت تحاول تفتح بنتها وجبرية لازمتها
بسملة: عما جنت يم بيت ام خالد العب ولله روحي سأليهم
جبرية: جذذابة محد سوه هل سواية غيرج انتي هاي افاعلج مسمومة تعلميني بيججج
ردت ببرائة: عمة شسويت اني كلشي ما مسوية
شكد ما نكرت ما فاد وما صدكتها وحصلت المقسوم كالعادة من الضرب وكطعت شعرها ملختها وحتى سمية حصلت حصة من الضرب لأن تحاول تدافع لبنتها وتجرها من ايد جبرية وفاطمة ..
بسملة تتألم تحت نظرات أمها كالعادة مثل ما سمية كل مره تتألم تحت أنظار بناتها
بغرفتهم كاعدة بسملة تبچي بصوت مخنوك وتمسح دموعها ماتريدها تنزل ، تضم رجلها المصخّنة وصايرة حمرة من الضرب، تحس بحرگة بجلدها وصدرها يضيق من الوجع . عينها حمرة، وشعرها منكوش وطالع من القراصة أيدها صايرة طبع الاسنان ازرك اثر العضة ، وشفايفها ترجف، بس مو من الخوف… من الغضب.
باب الغرفة انفتح شوي شوي، ودخلت سمية. مشيتها هادئة، عيونها متعلقة ببنتها، نظرتها مشبعة بشي غريب .. حزن، عطف، وشي أقرب للشك. لأن تعرف ومتأكدة بسملة هي قامت بهل فعل قربت، كعدت يمها عالفرشة، مدّت إيدها الباردة ومسحت دمعات بسملة ببطء. ما كدرت تحجي بس نظرتها كانت أقسى من أي حچي.ما راضية على فعلها لان تدري كل شي تسوي الهم راح يرجع الها ضرب واذية وچوي
بسملة عضّت شفايفها، تگطع نفسها وهي تحچي بصوت متكسر
: ماما يستاهلون ولله تستاهل، تستاهل أكثر! كل يوم يضربونه وعمو صالح يضربج ليش احنه نسكت وبس نبجي هم خل يبجون
سمية ماكانت تسمع كلامها رمشت بسرعة، بعدين تنهدت بقوة، كأنما تحچي بروحها. وتلومها
مدّت إيدها، لمت شعرها وعدلته حركتها خفيفة، بس عيونها ظلت معلقة ببسملة، نظرة تنبش بالروح، وتسأل
: إنتِ شنو دا شجاي تسوين بنفسج
صار الليل ورجعو صالح وصادق من شغلهم وتقدم اللهم تقرير مفصل بالي صار وهم اكلت بسملة حصتها من الصياح والغلط قفلت بابها سمية على بناتها وكعدت ..
ماكو صوت أقسى من السكوت، وماكو ظلم أمرّ من الوِحدة.
سمية، كانت تمشي مثل الظل، تحاول تصغر، تصير هوى ، حتى محد يحس بيها. لكن الهوى نفسه كان يضيق عليها، والجدران تحاصرها مثل ناس تتفرج عليها وتضحك، بس هي ما تسمع، وما تحجي
من يوم ما انتحر صابر، وهو راح، وخلّاها وحدها بذاك البيت اللي ما بيه غير الهمّ.. كانت تدري إنهم راح يسوون بيها اللي يريدوه، كانت شايلة كلبها بيدها مثل طفل نايم خايفة عليه يصحى،
كانت تغسل المواعين، وتغسل البيت والفراش وتكنس وتطبخ وتسوي شغل البيت كله
وتلملم جروحها مثل شي مكسر وتخفيه.. لكن الخوف مو من الغسل والتنظيف، الخوف من الليل.. من الخطوات اللي تقرب من باب غرفتها، من المفتاح اللي يندار ببطء، ومن النفس الثقيل اللي تعوّدت تسمعه وما تقدر تصيح..
الليل كان يختنك، مثل روح محبوسة بصدر واحد يموت ببطء. بس بذاك البيت، الليل مو بس يختنك الليل يصير وحش يترصد خطوات سمية، ينهش صمتها، يسحبها للزاوية اللي ما إلها منفذ.
إيدها ترجف وهي تحاول تلملم نفسها، كأنما حتى العتمة تدفعها، تسندها، تكول لها: اختفي، اختفي بس وين تهرب؟
الباب ينفتح، ماكو أحد يحجي، بس أنفاسه تسبق خطوته.
يمد إيده، يتلمس شعرها وايدة تبدي تنزل على جسدها وهو يكول
لا تعاندين، إنتي حلالي، مو بكيفج تتمنعين مني كلشي بيج حلال الي وحقي
عنيها تفتر بالغرفة وعلى أطفالها ، تدور على أي مخرج، بس كلشي كان صامت وصافن يتفرج عليها وهي تنازع بين أدين صالح
بالزاوية المظلمة من الغرفة، ضامّة روحها بجسدها هدومها مرمية بعشوائية بجانبها وجسمها متروّس وجع، بس ولا دمعة نزلت من عيونها، كأن الدموع يئست منها
حاولت تتحرك، تسند نفسها، بس ماكو قوة بجسمها، الألم ساحبها للأرض، والاختناق بداخلها مثل غصة عالقة ما تنزل ولا تطلع.
كانت ترتجف من القهر اللي أكل ضلوعها، من الحسرات اللي صار لها عمر حابستها، بلا صوت، بلا كلمة، بلا حق حتى تشتكي.
على الجهة الثانية، بناتها نايمين، نفسهم هادئ، غافلين عن الظلمة اللي بلعت أمهم. مدّت إيدها بصعوبة، لمست أصابع بسملة كأنها تدور نقطة دفء تنقذها كأنها تتأمل بيها لأن بسملة قوية اقوى من سمية نفسها
حاولت تجر نفسها، تمسح عن وجهها آثار الجريمة، تلملم بقاياها مثل كل مرة بس هل مره مو مثل كل مرة هل مرة غير ..
يطلع صالح من غرفة سمية يتسلل بهدوء للغرفة مالتة ويدخل بحذر يحاول ما يصدر أي صوت، بس قبل لا يمد رجله للفراش اجاه صوت جبرية
جبرية بهمس بارد، بدون ما تلفت عليه: وين چنت؟
اتوقف صالح بمكانه، مرتبك للحظة، بس بسرعة يسترجع هدوءه ويحاول يبين طبيعي
صالح يحاول يتجاهلها وهو يطيح نفسه بالفراش
:بالتواليت وين يعني؟
جبرية تضحك بشك وهي تلتفت على الجهة الثانية
وتباوع على صالح خلت أيدها تحت راسها وتكأت على عكسها
جبرية: شايفتك وأنت تتسحب، خوش شغل، تگدر تصير حرامي
صالح يحاول يستهين بالكلام وهو يعدل الغطاء عليه ويريد يغطي راسة
: هاي شبيج جبرية شكوو. بنص الليل ابطل انوب ما اطلع هااااي مو عيشة ترة
جبرية تقاطعه بسرعة بصوت ناصي ، بس كله سم ونار تطلع من عيونها
: اسمع لا تضل تلف وتدور مفهوووم تره من زمان فزيت وما لكيتك ريحة عملتك تفوووح
حاول يتعصب حتى يغطي على عملتة :
اهووووو شلون طلابه بنص الليل يا سالفة الما تخلص أولي انام بالهول احسن الي قبل لاتسويلج مشكلة واني ما الي خلك لسوالفج مليت اريد انطمر وراي كعدة من غبشة
جبرية تهمس بقسوة وتوعد :
لا تخاف، ما راح أحچي مو هسه ولا راح اسوي مشكلة
تصمت لحظة، تعض شفايفها وكأنها تفكر شنو الي تسوي وشنو تتصرف لأن سكوتها وراه شي ردت علي بعد سكوت
جبرية: بس سمية بعد ما راح تشوف يوم بيه راحة بهل بيت بسيطة
صالح : هو انتي يا راحة مشوفتها كاااافي عاااد
اخذ مخدتة وطلع ينام بالهول .. مر الليل وجبرية تغلي وتفكر شلون تخلص من سمية
اسبوع مر على هذا الموضوع وصالح صار ما يروح لسمية من اخر مره جبرية لزمتة صار حذر
جبرية: اريد اروح ويه امي لبيت خالتي وبطريقنه نزور
صالح : هاي خالتج الي بالنجف
: اي هي
اي روحي لازمج قابل
جبرية: خو انت ما تصدك ؟
صالح: حرت وياج عمي ضلي ما ترحين ممنوع
جبرية: لا اريد اروح اني وامي نزور ونشوف خالتي يومين ونرجع
صالح: الله وياج روحي
اكيد هذه كانت فرصه لأن صار هواي ما واصل سمية وبقى يلوب عليها ويشتاقلها
ثاني يوم جهزت جبرية نفسها وراحت ويه امها لبيت خالتها وحتى ابنها تركته يم فاطمة
بهذه اليومين صالح اخذ راحته على الاخير وصار بدل ما يروح لسمية لغرفتها يجبرها تجي وياه لغرفته حتى يأخذ راحته اكثر واكثر بدون ما يخاف طفل من أطفالها يكعد
كل ليلة، من ينام البيت وتخف الأصوات، كانت سمية تعرف شراح يصير. مجرد تشوف الباب يتحرك ينقبض كلبها، تحس روحها تطلع من جسمها. ماكو مجال للرفض، هو كالها بصريح العبارة وفهمها جبرية مو هنا اذا ما تجين وياي اجي اني مثل مره وأخلي جهالچ يشوفون كلشي بعيونهم
بذاك الخوف اللي ما يفاركها، تتحرك من مكانها، تجر روحها جرّ، تفتح الباب بهدوء، تطلع متوجه لغرفتة كل خطوة تحسها جبل ينزل على صدرها، بس ما تكدر توكف. توصل لبابة وتدخل بألم وقهر وصعوبة
توكف هناك، مثل التمثال، عيونها باردة، ماكو أي تعبير على وجهها .. وصالح مأخذ راحته على الاخر داخل الغرفة وبدأ ينهش بيها مثل ضبع جوعان
صالح ما كان ينتظر منها شي، لا كلمة، لا حركة. هو ما يريد منها غير جسدها، بلا صوت، بلا إحساس. كلشي يصير بسرعة، مثل حلم ثقيل، كابوس يتكرر كل ليلة، بس الفرق إنه مو حلم، هذا واقعها، واقعها اللي ما تكدر تفلت منه.
من يخلص، ترجع مثل ما إجت، تجر رجليها للغرفة، تسند ظهرها على الجدار حتى لا تطيح، تمشي بالظلمة، تحاول ما تطلع صوت، تخاف تبچي ويسمعها أحد من أطفالها تحط إيدها على حلكها حتى تكتم شهكتها،
رجعت جبرية من بيت خالتها ورجعت كعدت على كلب صالح وقيدتة ..
بالليل، والبيت غارق بالظلام والناس نايمة، گامت جبرية من فراشها بهدوء، رفعت البطانية عن جسمها بحذر حتى لا يحس بيها أحد. مشت على روس اصابعها، ما تخلي صوتها ينسمع، طلعت من غرفتها وعيونها تراقب كل الجهات. دخلت المطبخ اخذت خاشوكة قوية وطلعت من المطبخ
وصلت لباب غرفة سمية، وكفت لحظة، تتأكد محد كاعد ، كلبها يدگ بسرعة، بس مو من الخوف، لا من الحماس، من شعور الانتصار، اليوم راح تخلص منها للأبد
نزلت عالأرض، بإيدها شي مثل السرة وبدت تحفر الحفرة بالخاشوكة لأن غرفة سمية ماكانت داخل البيت كانت خارج البيت كدام الهول وكدام بابها كان تراب ، حطت السرة بداخل الحفرة ، ورجعت التراب عليه، دگته بإيدها حتى يندفن زين. وساوتة وية الكاع
رفعت راسها، أخذت نفس عميق، تراجعت خطوة، ظلت
تراقب الحفرة وتتاكد منها متساوية وتتوعد لسمية
:بعد كم يوم نشوف شلون راح تصير حياتچ يل خرسة جاية تأخذين رجلي وتكلبي علية اشوف شلون يباوع بخلقتج بعد
مرت كم يوم، وجبرية كل ساعة تراقب سمية، تنتظر اللحظة اللي يبدأ بيها السحر يشتغل
. بالبداية، سمية كانت طبيعية، هادئة مثل العادة، تمشي برأس نازل وما تبين أي شي. بس بعد يومين، صارت تحس بثكل براسها، عيونها تدمع بدون سبب، تحس بدوخة قوية،
بالليل، وهي كاعدة وحدها وأطفالها نايمين وهي ترتب بالملابس داخل الكنتور حسّت بشي يتحرك بالغرفة، ظل يتحرك عالحايط،
بقت تتلفت برعب عبالها أحد من أطفالها كعد لكن كانو نايمين شكت هذا ظلها بس هي بمكان والظل صار بغير مكان.. حاولت تتجاهل الي شافتة رغم خوفها وتكمل ترتيب الملابس
فجاء صار تنفس قريب منها، خلاها نفزعت وكلبها صار يدگ بسرعة، تحاول تصرخ، تحاول تهرب، بس وين تروح؟ جسمها يرجف، تحط إيدها على راسها، تحاول تهدأ، بس كل ما تهدأ، يزيد عليها الأمر، وكأن الدنيا دا تدور بيها.
تركت كلشي من أيدها ودخلت بين أطفالها تحاول تحتمي بيهم
ثالث يوم، وهي تغسل المواعين ، شافت ظل أسود مر من ورها، التفتت بسرعة، بس ماكو أحد! إيدها ارتجفت، الماعون وكع من إيدها وتكسر، ظلت تباوع حولها بعين مرعوبة، تحاول تفهم شنو دا يصير بيها.
جبرية كانت تراقبها من بعيد، شافت الرعب بوجهها، وضحكت بخبث، وسوت نفسها عصبيه على الماعون الي نكسر وتقدمت تعت بيها : شبيججج ثولة ثولة كسرتي الماعون لميي بساع لا يدخل برجل أحد
دنكت سمية تلم بالماعون وجسمها كله يرتجف وهي تلم بقطع الماعون المتكسر
حجت فاطمة بستهزاء، وهي تباوع سمية تحرك إيدها بارتباك وترجف بطريقة كلش قوية : ها سمية شبيچ؟ شايفة جن ؟
سمية ترتعش، تأشر بإيدها للفراغ، تحاول توصل إنه أكو شي غريب كدامها، عيونها تدمع من الخوف
جبرية تمثل الاستغراب: هااا، بديتي تشوفين أشياء؟ يمكن عقلچ ما تحمل، الله يعينچ
من هاليوم، بدت حالتها تتفاقم، تحجي ويا نفسها بإشارات ماحد يفهمها، تصرخ بصوت مكبوت، تخاف من أي حركة، حتى أولادها صاروا يخافون منها.
وبهذه الفترة بدت بسملة تشيل مسؤولية هي ماتكدرلها هي طفلة تريد تلعب تريد تركض تريد تعيش طفولتها
وين تكدر لازم تدير بالها على اخوانها الزغار وين تكدر تشيل مسؤولية امها الي بدت تفقد وتدخل بحالة غريبة
صالح: اني اكول نأخذها لسيد يشوف شنو بيها ما معقول تضل هيج
جبرية: تره اخذناها لكشافة وكالت ما بيها شي
صالح: شوووكت اخذتيها ما تكليلي مو هاي بغرفتها ما طالعه منها
جبرية: من انت بالشغل اخذتها لكشافه دلتني عليها امي وكالت ما بيها شي تلكاها تمثل
صالح بخوف : لا لا تره واضح بيها شي ولله المرة مو طبيعية يمعودة لاتسوي شي بخلفتها
جبرية برود : صدكني ما بيها شي هم الخبال الضاهر وراثة عدهم شدعواك انت هيج تتراجف عليها لو مصلحتك يمها ؟
صالح : انتي ما بيج فائدة اشو انتن الي مستفادات منها اربع وعشرين ساعة تفتر وترتب بهل بيت وشايلة كلشي عنجن انتي واختج وشايلة جهالها بعد اذا صار بيها شي
منو الهم انتن تدرانهم اشو كل الي ردنا صار النه عالاقل خلي جهالها جوه جناحها
باوعت اله جبرية باستهزاء: وانت وياهم هم جوة جناحها عاد خوش جناح خلاك بس وصلت يمها كلبت والمحنه صارت تنكط منك
مل من الكلام وياها تركتها وطلع متوجه لسمية دفع باب الغرفة لكة سمية نايمة وبسملة سلوى يم رأسها كاعدات
صالح: شوكت نامت امكم ؟
ردت بسملة: قبل شوي غفت جانت كاعدة وتهلس بشعرها شعراية شعراية
.. كملت بخوف على امها : عمو ماما شبيها ليش هيج تسوي صايرة ، البارحة كرصت رعد حيل وخلته يصرخ عمو اني صايرة اخاف منها
جر نفس ولاول مره يحس بالقهر على وضع سمية الي بدة يتعلق بيها تركهم بلا رد وطلع
ثاني يوم كعدن الصبح فتحت بسملة عينها على صوت اخوانها يبجون باوعت لفراش امها فارغ
شي طبيعي مثل كل يوم توقعت امها كاعدة قبلهن
وشي طبيعي ما تسمع صوت بچي رعد ووعد لأن خارج الغرفة نهضت من فراشها وشالت ووعد الي كان يبجي
كشت وجهها من ريحتة وصارت تحجي وياه
: ايععع ما اغسلك ابو الوصخ تجي ماما هي تغسلك
بقت تهز بي لحد ما سكت وطلعت من الغرفة تدور امها حتى تشوفها وينها
البيت هادئ بعد ما يطلعون عمامها للشغل جبرية اغلب الاحيان تطلع للسوك تتسوك لو يكعدن بغرفهن
دخلت المطبخ توقعت تشوفها مثل كل مره ما لكتة
وهي تحاجي نفسها وين راحت ماما
صعدت للسطح مالكتها. حتى للحمام راحت ما لكتها
هنا بدت تتوتر يعني وين تروح امها وهي سمية ابد ما تطلع باب الحوش
طلعت فاطمة من غرفتها سالتها بهمة : عمة وين ماما ؟
ردت ببرود: بجيبي ؟
:عمة ماما ماكو دورت البيت كلة وهي ماكو
طبكت حواجبها مستغربة: وين راحت يعني اول تالي تطلع خاف بالسطح شفتيها
جرت نفس : دورت عمة دورت البيت كله ماكو وهي ابد ما تطلع وين راحت
تركتها فاطمة وصاحت جبرية : جبرررية ما شايفة سمية وين اشو ماكو
طلعت جبرية ترد عليها : شدراني بيها وين
القلق ترس كلب بسملة على امها وطلعت حافية بالباب تباوع بالشارع تتلفت يمين ويسار وامها ماكو
كعدت بعتبه الباب بخوف تتسائل : يا ربي وين راحت امي
اجى ابالها من ذيج المرة من راحو يم بيت ام خالد
وكفت بهمة ورحت لبيتهم دكت الباب فتح الها ابنهم الجبير
عمو ماما يمكم ؟
: لا بسمة مو يمنا ليش
: ما اعرف شكد دورتها ماكو
: خاف رايحه للسوك لو طالعه لمكان
: عمو امي ابد ابد ما تطلع من البيت راح اروح ادور عليها
: اوكفي راح اصيحلج صويحبج يدور وياج .. عدددنان تعال
صاح لعدنان الي اجة يلوج بلكمتة يتريك : هااا شبيج بسملة
: عدنان امي ما اعرف وينها دورت شكد وماكو كلت ادور عليها بلكي الكاها رايحة للمحل
لبس نعاله بسرعة وطلع وياها
: لا انتي ضلي يم اخوانج واني راح ادور عليها واجي اكلج
هزت راسها بتوتر وخوف وطلع عدنان يدور وهي رجعت انجبرت تغسل لإخوانها شلون ما كان لأن ضلو يبجون حيل وخلت اخوها بحضنها وسلوى مخليه الاخ الثاني وكاعدات بقلق منتضرات خبر من عدنان الي تأخر عليهن
حيل لحد ما رجع بس رجع وياريت ما رجع وهن يشوفن المنضر .. راجع حزين حيل وسمية بأيدة ومنضرها كان منضر وحدة ما برأسها ذرة عقل حافية وبدون حجاب ولا عباة وتدفع بايد عدنان وعدنان كوة لازم أيدها وهي تريد تفلت من يمه وكل شوي تضربه على راسة ..
سحرُوها ظُلمًا… فأَضْحت هائمه * بيْن الطرُقاتِ، كسيرةً، مُتواهمهْ
ثوبُ الحياء تمزّقت أَطيافه* وتكلّمتْ عيناها الدمع والالمهْ
كانت مليكة دارها، فتناثرتْ * تِلك الممالِك واحتوَاها العتمه
تركت خلفها أربعةً كطُيورٍ * ترتاعُ في العُشِّ الخراب، متيّمه
والكبْرى، عشر سنين تحمل عجزهَا * وعلى الصغار تكف دمعًا مُنهدِمَه
تُوارِي بثوب الصبر روحاً واهنةً * وترد لِلأيّام كفًّا مؤلمه
فمتى يرد الحق أمًّا ضائعةٌ؟! * ومتى تزول مِن الحياة المظلمة؟
العاشر من هنا
اخترنا لك
رابط التسجيل في مساعدات الوليد بن طلال بالسعودية: فرصة للحصول على الدعم الآن!
نيوكاسل يواجه وست هام في آخر تجربة استعدادية قبل مواجهة ليفربول بالنهائي
بث مباشر مباراة مانشستر يونايتد وليون اليوم في الدوري الأوروبي الآن
أسعار الذهب اليوم في الجزائر: عيار 21 يصل إلى 11,450 دينار بنهاية التداولات
إطلاق حاضنة الأعمال الرقمية للمدرسة العليا للتجارة بالقليعة – مصربوست
تشكيل النصر المتوقع أمام استقلال طهران بدوري الأبطال.. موقف رونالدو – مصربوست
إبراهيم النجعاوي لاعب الإسماعيلي ينضم رسميًا لقائمة منتخب الشباب استعدادًا للاستحقاقات المقبلة
ياسر حمد يشكو الزمالك ويطالب بمستحقاته المالية المتأخرة عبر الوطن سبورت