رواية ميراث الدم الفصل العاشر 10 بقلم يمامة

َينايَ تَبكي، غيرَ أنّي لا أُرى

كم كنتُ أرجو أن أعيشَ طفولةً لا تنحني

لكنّ دمعَ اليُتمِ سالَ، وعزّتي لم تَنثني

لكنَّني، أقوى وأسمو كالضياءِ

ما انحنى قلبي لظلمٍ، ما استكانَ لأنحاءِ

سأكونُ رغمَ الجُرحِ ضوءًا، رغمَ يأسي كالسناءِ

وستُخبرُ الدنيا بأنّي، من رمادِ الحزنِ جئتُ إلى العلاءِ

فتحت عيوني بكسل على نسمة هوى باردة تتسلسل من جوة الباب

ااااه شكد برد ارتعشت شويه، وسحبت البطانية فوك راسي، غصت بيها كأنها تحضني بحنية. شكد دافي، فراشي . لو بس أكدر أبقى هيج للأبد

غمضت عيوني، أبتسم، وأتنفس بعمق… كأنه فراشي يهمس لي لا تطلعين…

الدنيا بره قاسية، خليج وياي، أني أريحج، أضمج، وأخليج تنامين بعد شويه

“إي والله، شنو بيها لو أنام بعد نص ساعة؟

بس فجأة تذكرت فتحت عيوني بسرعة. إخوتي المدرسة البيت تنهّدت، وسحبت البطانية أكثر، كأنها تحاول تمنعني أكوم بس بلا فايدة… لازم أواجه اليوم

غمّضت عيوني من جديد وكعدت أفكر

: شنو يصير لو أظل هيج طول اليوم؟ لا أحد يكعدني لا أحد يزعجني بس أنا وفراشي وحلمي اللي بعدني ما كملته والي اهرب اله من واقعي

تنهدت بعمق، وبعد جهاد عظيم رفعت راسي من المخدة.يا رب… بس خمس دقايق بعد

لازم أكوم، الدنيا ما تنتظر مديت إيدي أدور القراصة وأنا بعدني ما مجمعة أفكاري وعيوني تقفل من وحدها

وبعد جر وعر أخيراً كدرت اكعد من فراشي وابعد البطانية من فوكي واني حزينة على فراكها و اتغزل بيها وبدفئها

يا بطانيتي الغالية، والله لو جان بيدي أفتر بيچ بالبيت وما أفلتچ أبد بس هالدنيا ظالمة، لازم نترك بعض غصب

هسه اكيد ريا وسكينة منتضراتني وهم لازم اجهز اخواني للمدرسة نلتقي بالليل حتى اكمل الحلم الجميل

صدت عيني على اخواني نايمن بعمق رعد ووعد الشبه الي بينهم شي ما ينوصف سبحان الله الفرق الي بينهم ما ينوصف مثل صورتين مستنسخات ما تفرق واحد عن الثاني نفس العيون الوسيعة اللمّاعة نفس الشعر اللي يتموج بخفة على جبينهم وحتى صوتهم لما يحجون كأنه واحد يعيد كلام الثاني بنفس اللحظة

الفرق الوحيد الي يميزهم بعيني هو. وعد عندة شامة زغيرة لكن بارزة بصف حاجبة ..

المفروض بهذا الوقت اصحى من النوم على ندهة امي الي والكة الريوك متحضر بين ما أبدل ملابسي واتريك واروح للمدرسة..

لكن هذه الأمور اني الي لازم اقوم بيها ..

نهضت من فراشي وصرت اكعد بإخواني

رعد .. اكعد حبيبي كوم يمة يلة وعددد وعددد يله حبايب كعدو

اكعد بيهم وهم غاطين بالفراش ونايمين ويرفضون يكومون

: ولله ما تنلامون على هذا الدفو لو بيدي امدد بنصكم وأكمل نومتي وانعل ابو جبرية لابو فاطمة

اهووو دكومو يلة لاتشعلون كلبي

رد علي رعد من جوة الفراش : بس شوية حبابة

: وهذه الاشوية شراح تسوي بله تشبعون بيها نوم

راح اخلي القوري على الطباخ ارجع الكاكم كاعدين كدامي

كمت نزلت ملابسهم من التعلاكة الي مدكوكة بالحايط وخليت كل واحد ملابسة يم رأسة

فتحت باب الغرفة ضربت البرودة وجهي ثلج الصبح وضباب تكص كص اوف اني من كّعدت الصبح اتخبل الله يساعد هاي الاطفال شلون راح يطلعون للمدرسة

غرفتنه لأن صايرة خارجية بس نفتح بابها الهوى البارد كلة يدخل بيها وتصير ثلج فتحت الباب اكثر وطلعت ، الهوى اندفع بوجهي مثل حد السچين، چنت بعدني نص نايمة، بس البرد نشّف الدم بعروگي وخلاني صحيت لفّيت ايدي على روحي، جسمي كله يرعجف

يوووه، شنو هالبرد ؟ تمتمت واني احاول اشد بلوزتي عليّه، بس ماكو فايدة، الهوى يندس بكل مكان.

الدنيا بعدها مغبشة. رفعت راسي للغيم، الشمس بعده خاتلة ومو ناوية تطلع، چنها هم بعدهه مرتاحة بفراشها هههه خبله اني هي الشمس منيلها فراش

سديت الباب برجلي وركضت للمغسلة، بعدني أرتجف من البرد. فتحت الحنفية، ومدّيت إيدي تحت المي انتفضت روحي المي چان مثل الجليد، حسّيته يدخل بجلدي ويعض عظامي.

جمعت شوية مي بكفوفي، بس من لمست ووجهي احس مخلية وجهي بنص الثلج

تنفست بعمق، لا، لازم أصحصح، دفعت نفسي مرّة ثانية، غسلت ووجهي بسرعة قبل لا اغير رأيي واسويها صدك وارجع انام المي نزل بخدي مثل سچاچين باردة، حسيت دمي تجمّد بثواني. وجهي تجمد وصار لونه ازرك من البرد خاف اني عايزة زراك

رفعت راسي ونفخت حيل اشوف البخار يطلع من حلكي حار مسحت ووجهي بالمنشفة الي معلكة يم المغسلة وبعدني أرتجف، بس عالأقل صرت واعية، صرت أدري إني بالحياة الباردة اللي حتى المي بيها يعاقب البشر والنعاس شوي نزاح من عيوني

دخلت للبيت اسحب بخشمي صار ثلج ساعات افكر ليش اكثر شي بالوجه يبرد هو الخشم معقول لأن طالع من الوجه وصاير بالمقدمة وما الكة جواب لسؤالي الغريب

باوعت بعد محد طالع من غرفته بس أصواتهم كاعدين وفاطمة تكعد بجهالها وعمامي كاعدين توجهت للمطبخ

اخذت القوري من الطباخ غسلته وترسته ماي نضيف وخليته طلعت بيض هواي وكله خليته بجدر حتى ينسلك لأن كل واحد بيهم ياكل بيضايتين

تركت كلشي ورجعت للزوج الي عندي ومتأكدة بعدهم بفراشهم وفعلاً مثل ما توقعت لازم اكرر نفس الفعل كل يوم يله يتحركون اخذت صلاحية الماي من الميز وصرت اغسل وجههم وهم بفراشهم

يله يله كدامي كومو انتو الا تتبللون يله تتحركون

وعد : اوو بسملة كافي فدوة الماي بارد

: اي غير انتو ما بيكم حيل ترحون تغسلون كلت أني اغسل الكم بفراشكم

غصب عنهم تحركوا بعد معاناة غسلو ورجعو صرت اساعدهم بترتيب ملابسهم وادخل القميص جوة البنطلون وأشد الحزام وامشط شعرهم والبسهم الجواريب وارجع على جنطهم اتفقدها وتأكد كلشي تمام

رجعت طلعت للمطبخ بعد ما الكل طلع من غرفته كشرت البيض و وزعته بمواعين وحضرت الاستكانات

خليت ريوك اخواني بصينتنه وحدنه وخليت الهم كلاصات حليب كعدت اسويلهم بيدي لفات واوكل بيهم

وهم اتذكر روحي واخلي لكمة بحلكي

بسلمة : حافضين الاملاء زين لو لا

ردو ثنيهم : اي حافضين

بسملة: ولله اذا اجيتو ماخذين أقل من عشرة اذاناتكم املصها

رعد:انتي كله تملصين باذاناته يايوم اخذنه أقل من عشرة

: ايي ميخالف اذكركم اريد تصيرون شطار كلش ومتفوقين حتى تكبرون تصيرون شي جبير ضباط لو محامين لو دكاترة ويصير عدنه بيت حلوو وجبير نعيش بي بس اني وياكم

جريت نفس وزفرتة بملل من دخل لمسامعي صوت ريّا ولوث اذني وهي تصيح

: بسملة بسملة وينج

: كلمو اكل وديرو بالكم لاتكلبون الحليب وتوسخون ملابسكم

كمت من مكاني ورحت العائلة الكريمة مجتمعة بالهول يتريكون حجيت برود واعرف هل برود يحركهم حرك ويتخبلون من يشوفوني هيج باردة هادئة

وكفتي جانت بضهر جبرية الي كاعدة تتريك دارت وجها ورفعت راسها تباوع الي

: روحي كلي بيض وخلي وياها طماطة لمهدي وروحي كعدي

بدون ما ارد عليها توجهت للمطبخ سويت الي كالت علي وشلت الطاوة وجبتها الهم خليتها بالصينية واجيت ارجع للغرفة صاحت علي التفتت عليها بدون ما احاجيها أتساءل بعيوني

جبرية: صعدي كعدي مهدي

مهدي ومحمد ينامون بالغرفة الفوك الي كانت سابقا فارغة سووها الهم ينامون بيها لأن صارو ولد شباب

رديت بملل : عما ما تخلين منى لو نهاية يصعده يكعدنهم خواني راح يتأخرون على الدوام اريد اريكهم

رد عمو صادق بعدم اهتمام: دصعدي كعديهم لو الا تلاسنين اذا ما تراددين تموتين

لعنت الشيطان ولعنتهم ويه الشيطان وصعدت حتى اكعده وكفت بالباب ادك لحد ما استاذ مهدي تحرك من فراشة وفتح الباب شافني واكفة ابتسم وكرشة طالع من التيشرت وماد ايدة جوة البجامة يحك استغفرالله ربي يخلي واحد يزوع من الصبح و فوكاها لايكتله روحة ويتحرش ويصجم جنه فقمة متفوخة

: اكعد امك تكول خل يكوم يتريك

حجيت هل كلام ودرت وجهي انزل

ما حسيت غير جرني من ايدي وسحبني للغرفة وطبكني على الباب

: وخخررررر هاي شبيك

رد علي بحقارة : انتي جيتي لعرين الأسد برجليج حبيبتي

كشيت وجهي روحي لعبانة منه مصدك نفسه اسد هذا

جلب اجلب هواي علي رديت علي

باستهزاء : عرين الاسد؟ اول مرة اشوف اسد يشبه المطي وخر مني لاسوي بيك شي ما يعجبك

: اوووووف هاي وكاحتج تخبلني عليج

سديت خشمي باصابعي : بس لاتنفخ بوجهي تره راح ينغمي علية عمري ما شايفة واحد ياكل بصل وينام

حجيت هيج وبأيدي جبته بوكس ببطنه خليها فز ووخر مني ونزلت بسرعة .. اغلط علي بكلبي توجهت للغرفة بسرعة تاركة فاطمة وراي تصيح تريد ماي

طبهم الف مرض هاي كل يوم نفس القوانه

لكيت رعد ووعد مكلمين ريوك ويحاولون يشدون قيطان الحذاء وما يعرفون

كعدتهم كدامي ونزلت على الحذاء أشد القيطان بترتيب لبسو جنطهم وطلعتهم وياي دخلنه للمطبخ حطيت الهم لفات جبن وخيارة بجيس وخليتها بجنطهم

واني اوصي بيهم توصياتي اليومية

: صيرو شطار وحبابين. انتبهو على المعلمة . لاتتعاركون وية واحد اذا واحد تعارك وياكم روحو كولو للمعلمة

خلو ملابسكم نضيفة .. الخ

لحد ما وصلتهم الباب واني توصيات تتكرر

رجعت دخلت الم صينية الريوك مالتهم.

منى ونهاية بنات عمي صادق بالمتوسطة وعمران بالابتدائية ويه رعد ووعد عمي صادق يومية يطلع من جيبه مصرف وينطيهم وأمهم تخليهم لفات بالجنطة

محمد ومهدي نفس العمر بس محمد ثاني كلية ومهدي مبطل من الثالث متوسط وعود يشتغل ويه عمي صالح بالمحل بس يطلع بوقت الي يعجبه ومدلل دلال جبرية تباوع لحكله لأن بس هذا عدها

عمي صادق مدلل بناته وابنه عمران، ينطيهم مصروف يمشون بيه للمدرسة وما يخلي شئ بنفسهم وأنا هنا واكفة اباوع عليهم اني اللي جاي يضيع عمري بهذا البيت بلا دراسة ولا مستقبل اتحمل مسؤولية إخوتي اشتاق لحنان أب وأم يدلعوني يعطوني قيمة

كل يوم، وأنا أُراقبهم بصمت وقوة أجمع حزني وقهري واشيل بصينية الريوك الثكيلة بين يدي،

وكل خطوة أخطيها للمطبخ تحجي قصة صمت طويل وآلام دفينة قصة حقد ونار تتجمع بروحي نار لازم احركهم بيها يوم من الايام ..

صرت اعزل بالاكل وافرغ بالمواعين واخلي بالسنك

واسمع عمو صالح واكف على محجر الدرج يصيح على مهدي وعمو صادق زهكان

صادق: تره ما صارت ابنك هذا يوميه هيج ما تعملة يلتزم شنو اخر الناس ينزل يترنح

جبرية: على كيفك عيوني صادق شبيك على مهدي سودة عليه هل يوميه يكعد من الصبح يطلع وياكم للشغل

اجاني صوتها من خارج المطبخ : بسيمة ولج كعدتي لو لا

رديت عليها من مكاني

: اي كعدته وكال راح انزل

اخيرا نزل مهدي نوب كبت العطية جبرية ما ترضى يطلع بدون ريوك وعمي صادق يصيح تأخرنا نريد نفتح

كوة يله تركته جبرية يطلع بعد ما سوتلة لفة يأكلها بالطريق

صار شكبره وهي تسويلة لفات وتعاملة مثل الطفل روحها من الدنيا هو وإذا يتمرض تتمرض وياه ..

كملت شغل المطبخ ورجعت للغرفة حتى اشوف سلوى

دخلت لكيتها كاعدة بفراشها احاول ما اخليها تبذل مجهود ولا تتحرك هواي ولا اخليها تطلع من الغرفة اخاف وحدة من ذني الآفات تسمعها كلمة تاذيها لو يخلنها تشتغل واني عيني غافلة عنها بالذات سلوى كل ما تكبر بالعمر تضعف أكثر وتصير فقيرة أكثر واكثر

سلوى كانت مثل وردة بيضاء ناعمة جمالها هادئ بس يخطف النظر، بعيون واسعة مثل عيون الغزلان، ونظرة كلها براءة وخجل. بشرتها صافية، بياضها يشبه نور القمر و شفايفها وردية كأنها ما ذاقت غير الطيبة شعرها ناعم، ينزل بخفة على كتفها، وكأن النسيم يلعب بيه حتى وهو ساكن

بس رغم كل هالجمال كانت روحها ضعيفة مثل جسدها اللي ما يتحمل التعب دكات كلبها دائما سريعة كأنها تركض حتى وهي كاعدة ووجهها يشحب من أقل مجهود تحاول تبتسم بس التعب يفضحها وصوتها الناعم يبين بيه رجفة خفيفة لما تتعب أكثر الكل يشوفها مؤدبة ما ترفع صوتها ولا تعترض، كأنها تخاف حتى من زعل الهوى. كلش حلوة بس هشة وما تتحمل وكل هذا بسبب مرضها بالقلب

نهملت ولا احد فكر بيها لو فكر يراجع بيها طبيب

غير مرة وحدة وبعد طلب وتوسل يله قبل عمو صالح يأخذها للطبيب كتبلها على علاج وبقت مستمرة علي

حجيت وياها واني الم بالفراش واكف هوسة الغرفة

: صباح العافية سوسو

ردت علي بتعب والم يعتصر روحها الموجوعة: صباح النور

حسيت بتعبها الي كان واضح بصوتها وعلى ملامحها

تركت الفراش من ايدي وتقدمت يمها لزمت كف أيدها بخوف وأيدي الثاني على خدها

: سلوى شبيج تعبانة ؟ كلبج ماذيج ؟

ردت بتعب علية : ايي من أمس ماذيني حيل

: هسه هسه اسويلج ريوك وانطيج علاج

صرت أتلفت ادور على علاجها الي مخلينه بعلاكة يم رأسها واحجي وياها

: خاف ناسية ما ماخذة علاجج البارحة اني التهيت بمشاكل عمامج ومن الكتله نمت چفي

ما اخذت علاج دواي صار يومين خلصان

التفتت عليها فاتحه عيوني

: شلووون سلوى شلون صار يومين علاجج خلصان وما تكولين هاي شبيج يعني اذا التهي يوم واحد عنج الكاج حتى دواج تاركته اني مخليتة يم راسج ومأمنه انتي تاخذينه وره كل وجبه ليش هيج تسوين بيه

: لا بسمة بس بس تعبت من العلاج ولله وبعدين اني كل ما يخلص علاجي تروحين تتذللين لعمامي ونسوانهم حتى ينطوج فلوس العلاج ولله من اشوفج هيج ادعي اموت واخلص من الوجع واخلصج من همي

كعدت كبالها كلبي مفزع من حجايتها احتضنت رأسها لحضني

: انتي لو تحبني صدك ما جان حجيتي هيج جان عرفتي هذا كلامج شكد ياذيني ليش هيج سلوى تدعين على نفسج بالموت ولج اني المن متحملة كل هذا غير علمودج انتي واخوانج تالي هيج تسوين تهملين علاجج سلوى اذا صارلج شي ما راح اتحمل

ردت والحزن مغرك عيونها : تعبتج وياي اني شنو فائدتي شغل البيت انتي شايلتة كله ولا فد مره كمت وساعدتج

الضرب انتي تتحملي المسؤولية انتي شايلتها

ترحين تنزلين نفسج لذني الحياية الي برة علمود كم فلس تجيبين بي علاج الي لو توفرين نواقصنة

بس باقية كاعدة بهل غرفة بلا كل فائدة حتى دفاع ما اعرف ادافع عنج لو عن نفسي

بسملة تصيح بانفعال : لا تحچين هالحچي سلوى إنتي أختي وصديقتي شنو ذنبي حتى أتفرج عليچ تذبلين كدامي وانتي تتعمدين تهملين علاجج وبعدين اني قوية ما احتاج أحد يدافعلي اني اعرف ادافع عن نفسي وتدرين اصلا هم لأن يشوفوني ما اسكت صارن يتجنبني لأن يعرفن ما اعديها ولا اسكت

ضغطت على يدها بقوة، احاول منع دموعي تنزل ..

سلوى، يا أطيب كلب بالدنيا، يا أحن إنسانة عرفتها… وين راحت البنية اللي كانت تضحك وتلعب وياي والي منوستني ومهونة عليه التعب شنو صار حتى تخلين المرض ياكلچ بهالطريقة

سلوى بهمس متقطع .. بعدني باول عمري ومجاي اعرف اعيش مثل البنات الي بعمري باقية جني عجوز عمرها ثمانين سنة ما اتحرك من مكاني

بسملة تمسح على شعرها بحنان : وأني؟ أني شنو؟ مو كافي أنچ أختي حتى تعيشين علمودي ولخاطري لو بسملة ما تعنيلج شي وتردين تتركني ولله اني اقوى بيكم لاتكسريني فدوة

هزت رأسها بقهر : بس

قاطعته قبل ما تكمل كلامها ، بصوت دافئ لكنه قوي :

ماكو بس الحياة ما توكف، والوجع ما يدوم، إنتي أقوى، واني وياچ، وياچ للنهاية، بس لا تتركيني، لا تستسلمين وتوعديني بعد مجرد يخلص علاجج اذا شفتيني اني ملتهيه تكوليلي علاجي خلص مو تغلسين مثل هسه وهيج تحركين كلبي

سلوى بضعف، وكأن كلمات أختها بدأت تتسلل لكلبها :ما أدري بس تعبت…

احتضنتها بقوى : كافي اتركي كلمة تعبت و حتى لو تعبتِ، استندي عليّ، وأنا أحملج بس لا تتركيني أحتاجچ سلوى…

تنزل دموع الاثنتين، لكن هذه المرة، دموع سلوى تحمل بصيص أمل بكلام بسملة الي يدخل الامان لكلبها ابتسمت

: بسلمة تحجين كلام مال واحد جبير كلش كلامج اكبر منج احسج امي من تحجين هيج ولا كأن اكبر مني بسنه وحدة

بسلمة : ولله اني نفسي ساعات احس روحي عمري أربعين سنه مو 18 سنة

ردت سلوى بتفاجئ: شوكت صرتي 18

بسملة: هههههه نسيتي البارحه موعد ميلادي

سلوى : يااااا كل عام وانتي بخير بس يمتى تكولين عيد ميلادي ولا مره سمعتج تكوليها كله موعد ميلادي

بسملة باستهزء: عيدد؟ هيج اني يوم ميلادي عظيم واسمي عيدد .. عموما صار ساعة نسولف كومي غسلي واني راح اسوي ريوك نتريك سوى حتى اروح اجيبلج علاج يله حبيبتي

لزمت أيدها اكومها من الفراش راحت تغسل واني أرتب بالغرفة واباوع عليها من باب الغرفة المفتوح غسلت ورجعت للغرفة .. رحت اسوي ريوك الها والي طكيت ثنين بيضات عيون مثل ما نحبه وصبيت جاي اخذت الصينيه ادخلها للغرفة .. لاكتني فاطمة باوعت بالصينية وحجت

: كملن بسرعة وطلعي غسلي الملابس

وكملت طريقها .. كعدنه اني وسلوى نتريك ونسولف بأمور عشوائية كملت ورجعت الصينية ترتبها ورجعت احضر نفسي حتى اروح اجيب علاجها

لبست ثوب طويل وفوكة قبوط صاير ضيك وزغير عليه بس ماعندي غيرة مشطت شعري سويته ذيل حصان ولبست طوك .. فتحت الكنتور حتى اشوف عندي فلوس يكفن العلاج

عمي صالح كل أسبوع مرات كل اسبوعين مرات يصير شهر عود يتصدق علية هو لو عمي صالح وينطيني مصرف اسم مصرف يكول الأبنية ما ينحط بيدها فلوس اذا تردين شي كولي لعماتج واني الي ينطونه الي اخنكنهم خنك في سبيل ما اكلهم انطوني

ساعات اذا انجبر اطلب احس روحي مذلولة واني حيل اكره هل احساس بس مضطرة

ألفلوس الي جانت عندي ما تكفي للعلاج غمضت عيوني بقهر وحيرة ما اريد ما اريد اطلب منهن

خليت الي عندي بجيب القبوط والتفتت لسلوى : راح اروح اجيب علاج من الصيدلية ما أتأخر

سلوى: عندج فلوس لم هم تنزلين روحج لجبرية

بسملة : لا شبيج هذه عندي فلوس ما اكلهم انتي مددي ورتاحي اني ما أتأخر

دنكت اخذت علاكه الأدوية وياهن الراجيتة المهترية طلعت من الغرفة ورجلي كأنها مربوطة بحجر ثكيل واحس بشعور الذل مع كل خطوة أگطعها، بس شسوي؟ سلوى لازم لها علاج ومتأذية حيل من كلبها وإذا انتظرت أكثر، يمكن تتعب أكثر، أنا لا عندي فلوس ولا عندي أحد أسند عليه غير الله.

وكفت كدام غرفة جبرية، كلبي يدگ بسرعة، أعرف شنو راح يكون ردها وراح تسممني بكم حجاية قبل ما تنطيني رغم اني ما طالبة غير نقطه بسيطة من حقنه

نظراتها القاسية، سوالفها اللي كلها تجرح، بس مضطرة. بلعت ريكي ورفعت يدي أدگ الباب، خفيف، كأني أتمنى محد يسمعني. بس هي سمعت، وطلعت لي، عيونها من أول نظرة تقيم بيها، من راسي لرجلي، كأنها تسأل: شنو شتردين

من موقف البارحه اليوم هي واختها عيونهم تنكط سم علية بعد ما كتلت فاطمة وهلست شعرها وعضيتها

حاولت أرفع عيني وأحچي، بس الصوت ما طلع بالبداية جمعت نفسي وگلت بصوت ناصي احس الكلمات تتكسر بصدري

: عمة جبرية سلوى علاجها مخلص واريد اجيب الها علاج

شعرت نفسي صغيرة، أصغر من التراب اللي تحت رجلي واكفة بهالموقف الي مو اول مره يمر عليَّ لكن كل مره يكون الاحساس اصعب من قبله اني اريد ابقى قوية بنضرهم ما اريد أبين مكسوره ومحتاجتهم

حجيت كلامي وأنا أعرف شلون راح يكون الجواب، بس شسوي؟ أختي تموت؟ ولو انزل نفسي ؟

وكفت كدامها ، منتظرة ردها، كلبي يدگ بسرعة، ولساني ناشف كأنه ما بيه نقطة ريگ. جبرية طوّلت وهي تبصبص بيّا من فوك لي جوّا، نظراتها تكطع بيّا مثل لسچين، وبالأخير تنهدت وگالت ببرود:

ها ؟ البارحه لسانج بطول النعال وتمدين ايدج وتتجاوزين وهسه جاية متمسكنه ومسوية نفسج فقيرة تريدين فلوس ؟

رفعت عيني لها بسرعة، حسيت روحي تنهارت من أول كلمة.تمنيت أصيح واكولها هذا حقنه انتي ما متفضلة علية ردت اسحلها من شعرها واطفي ناري بيها بس مضطرة اتماسك لأن اعرف بيها تحقر وياي وما تنطيني وسلوى تضل بدون علاج وتتاذى أكثر

حاولت أتماسك، جمعت كل قوتي وگلت بهدوء، بس بيه نبرة توسل

عمه والله العظيم سلوى علاجها خلصان وحالتها كلش تعبانة، أحتاج فلوس أشتريلها دوا

ضحكت ضحكة صغيرة، مستفزة، وحطت إيدها على خصرها:

“وفلوسنا إحنا صايرة مصرف إلكم؟ بعدين عمج ذاك الاسبوع منطيج وين وديتيهن اصلا انتي مفروض دينار ما ينحط بأيدج عمي تخوفين انتي عرمة

كل كلمة گالتها ضربتني بوجهي، بس بلعت القهر، لأني ما عندي خيار ثاني، وگلت بصوت مبحوح

: عمي صار أكثر من أسبوعين من انطاني واصلا حيل قليلات جبت حذاء لرعد لأن حذائة تملخ

رفعت حواجبها وكأن كلامي ما هز بيها شعرة، وبعدين ردت ببرود: اني راح انطيج ولو ما تستاهلين انتي بس لا تموت اختج وتطيح برأسنة

كملت كلامها بحقد : انتي اخخخ منج كلبي هلكد حاقد عليج انتي لعنه انتي شيطان انتي فد وحدة صابر يمكن جان سكران بيوم الخلفج شاكة الكاع وطالعة

حسيت روحي نزلت للحضيض، عيوني تلمعت دموع بس ما خليتها تنزل، بلعت ريكي واني بكل حرف تكوله اخذ عهد على نفسي ..

دخلت للغرفة طلعت الفلوس من الكنتور الي بيها فلوس عمي صالح وسحبتلي مدتهم الي، بس ما أنطتهم براحة، ظلت لازمتهن بين أصابعها، تنتظرني أمد إيدي، وكأنها تستمتع باللحظة، لحظة ما أحس بالذل وأنا آخذهن منها.

مدّيت إيدي، بس مو بثقة، بإحساس اللي يتوسل حتى ويا الفلوس، كأنها صَدَقة مو حقنة قبضت أصابعي عليهن، حسيت بورقهن بين ايدي، بس ما أگدر أسحبه، جرتهم جبرية شوي، عيونه بيها لمعة استهزاء.

:لازم تذكرين هاللحظة، وتعرفين فضلنا عليكم

هزيت راسي بسرعة، ما گدرت أجاوب، ريكي ناشف ودموعي على حافة عيوني، وإذا تجرأت وگلت كلمة، يمكن تنهار بوجهي كل قوة كنت أحاول أتمسك بيها.

شدّيت الفلوس من إيدها بقوة، أخيرًا صارن بإيدي، بس ثكلهم چان أگبر من وزنهم الحقيقي، چانوا ثمن كرامتي اللي انهدت كدامها..

جنت واكفة يم باب الغرفة من الداخل صارت الفلوس بيدي درت وجهي وطلعت من الغرفة اجاني صوتها وراي وهي تكول ..

حتى ما تعرف تكول شكراً عمة من كون عما الدج عيونج

غمضت عيوني بقلة صبر هذا هو الفلوس وأخذتهم ونجبرت انزل نفسي الها علمود اختي بعد عليش استمر بالتمثيل مدام اخذت الفلوس . رديت عليها من مكاني قبل ما استعد للركضة وكلت الها بصوت عالي

: ما مطيتني من بيت الخلفووج هذا حقنه الي انتو بايكي

حجيت هل كلام وخليت بس التراب وراي واني اسمعها تغلط وتحاول تركض وتلحكني بس سبقتها وطلعت من البيت من صرت خارج البيت امنت عدلت نفسي ورجعت امشي بهدوء متوجهة للصيدلية ..

مشيت وعبرت شارعين وصلت للشارع العام رجلي طاحن لحد ما وصلت للصيدلية

جريت نفس ونفخته بضجر واني اشوفها معزلة اوووف خوفي على سلوى خلاني اجيت الصبح ونسيت الصيدلية تفتح وره الضهر كعدت على الرصيف حايرة شنو اسوي لازم اخذ العلاج وارجع لسلوى

بقيت يمكن نص ساعه على كعدتي أتلفت متأملة تفتح شلون هسه وشنو اسوي اضطريت اكوم من مكاني ارجع للبيت مجبورة

دخلت لمحل الحلويات الي بصف الصيدلية اشتري لسلوى ورعد ووعد افرحهم خطر على بالي أسأل ابو المحل اذا اكو صيدلية ثانية تفتح الصبح

وكأنما اجاني إنقاذ من دلاني على صيدلية تفتح الصبح

بس المشكلة بعيدة عن البيت

طلعت منه بيدي علاكة الحلويات وحايرة بين ارجع للبيت وبين اروح الصيدلية الي دلاني بيها ابو المحل

اذا انتضرت الصيدلية تفتح بعد أقل شي ست ساعات او سبعة والصيدلية الثانية عشر دقائق بالسيارة

ما اكدر اخذ سيارة اولا اخاف اصعد سيارة وحدي وثانيا خاف الفلوس ما تكفي

خوفي على سلوى خلاني لا إراديا خطواتي تتجه بطريق الصيدلية مشيت ومشيت لحد ما رجلي احسهم صارن خيوط ويا محلاها اذا بعد كل هل مشي الكاها معزلة

لكن الحمدلله من وصلت لكيتها مفتحة

سرعت مشيتي لحد ما وصلت الها ودخلت جريت نفس براحة لكيت رجال جبير بيها

انطيته الراجيته وأخذت العلاج ورجعت طايرة اركض ركض متناسية العالم الي تباوع ..

كانت خطوة صعبة مني امشي كل هذه المسافة وحدي ما سبق وسويتها بس كنت مضطرة.. والحمدلله من وصلت للبيت واني بيدي العلاج دخلت بلهفة حتى انطي لعلاج لسلوى اكيد هسه حيل تأذت بس فتحت عيوني على وسعهم رجلي تبسمرن بمكاهن شهكت شهكة طلعت من نص روحيي

رحلتَ، ولم ترحل معك المواجع،

بل أورثتني حملاً من الدمع والوجعِ.

لم يكن موتك قضاءً عادلاً،

بل كان ظلماً طوّق عنقي كالقيدِ.

كم صرختُ في الليل، كم ناشدتُ القدر،

لكن الصمت كان حَكَماً لا يُنصِفُ العاجز.

سُرِقتْ حياتك بين أيدٍ خائنة،

وتركوني وحدي أواجه التيه والمحنة.