رواية زهرة في مستنقع الرزيلة الفصل الخامس 5 بقلم جيهان عيد
2014
مرت ثلات سنوات، قد يظن البعض أنها مرت سريعة، وكما يقولون في غمضة عين، لكنها كانت قاسية، صعبة، مريرة على زهرة ونرمين، فعاودهما الاكتئاب، حاول عمهما التخفيف عنهما كثيرا، أخذ نرمين للعمل معه بالشركة، وكذلك زهرة في الإجازات، فرحت عايدة لهذا القرار كثيرا، فقد أتاح لها حرية أكثر في تنقلاتها.
استطاعت زهرة تجاوز تجربتها مع حسام، هو لم يصارحها بشئ، وهي أيضا، ربما كانت واهمة، وربما كانت مشاعره نحوها مشاعر حب لكن منعه نفس المانع الذي منع عمر عن الارتباط بنرمين، لذا قررت نسيان هذه التجربة.
لم تقطع عايدة علاقتها بخالد رغم أنها كادت أن تنكشف أكثر من مرة، وفي كل مرة تتعهد إلى الله إن مر الموقف بسلام أن تبتعد عنه وتقطع علاقتها به وبمجرد مرور الموقف تعود، وفي أحد الأيام قام عبد الرحمن بزيارة خالد وهي عنده، كانت قد تركت حقيبة يدها على مائدة الصالون الموضوع بالريسبشن، وفور ملاحظة خالد ذلك دخل إلى الصالون يتبعه عبد الرحمن وهو متعجب، فدائما ما يستقبله خالد في الريسبشن، فهم أن خالد ربما تكون معه امرأة، لم يكن يدرى أن هذه المرأة زوجته، لم يلحظ عبد الرحمن وجود شنطة عايدة فقد كان يعانى من طول نظر، لا يرى الأشياء القريبة بوضوح رغم ارتدائه نظارة طبية، ارتعبت عايدة فور سماعها لخالد وهو ينطق اسم عبد الرحمن بصوت تعمد أن يكون مرتفعا، فمعنى وجوده مع خالد أنه سيذهب إلى شقته التي تبعد عن شقة خالد بمسافة قليلة، وعندها لن يجدها، وهي لم تخبره بخروجها، أغلق خالد باب الحجرة على عبد الرحمن وخرج ليقدم له مشروبا، أمر عايدة بالانصراف قبل أن ينكشف أمرها.
مازال للستر رصيد والويل لمن يستنفد رصيده.
عاد حسام عودة طويلة بعد حصوله على درجة الماجستير، قرر تأجيل خطوة الدكتوراة بعض الوقت وإتخاذ الخطوة التي أجلها كثيرا، ارتباطه بزهرة، وما أن علمت أمه حتى ثارت ثورة شديدة وهددت بمقاطعة أى خطوة يتخذها، وأسقط في يده، حاول إقناعها بكل الطرق لكنه فشل، فعاد من جديد من حيث أتى، عاد حتى دون أن يودع زهرة أو حتى يلتقيها، قد سافر بعد رجوعه بأقل من أسبوع.
علمت زهرة بعودته وسفره مرة أخرى فحزنت بشدة، أدركت أنها كانت محقة في قرارها، وأنها لا تشغل تفكيره، والدليل أنه لم يحاول رؤيتها بعد ثلاث سنوات غياب.
بدأ العام الدراسى الجديد، وقفت زهرة وسط حرم الجامعة مع زميلاتها نادية وصفية وفاتن وهند.
نادية شقراء جميلة جمال هادئ، وجهها بيضاوى وعيونها بنية، مكتنزة الشفتين وفمها كبير إلى حد ما، وأنفها طويل قليلا، طول يناسب وجهها، تصبغ شعرها باللون الأصفر، والدها موظف بشركة استثمارية كبيرة ووالدتها موظفة حكومية، وهي في كلية التجارة.
أما صفية فخمرية اللون،.
وجهها كلوحة مرسومة بريشة فنان ماهر، وجه مستدير كالقمر، عيون واسعة، أنف صغير، كأنوف الرومان، فم كحبة الكرز، كل هذا يحوطه شعر قصير ناعم جدا، فشلت كل المحاولات في جمعه وترويضه، لا بنسة شعر لصقت به ولا توكة أو حتى رباط، من شدة نعومته لا يعلق به شئ، الابنة الوحيدة لرجل الأعمال حسن مختار، من أكبر مستورد للحوم في مصر، مدللة إلى حد كبير، تنفق ببذخ، ساعدها على ذلك ثراء أسرتها، وهي في كلية تجارة انجليزى.
أما فاتن فكانت تملك وجها ملائكيا كوجوه الأطفال، من يراها لا يصدق أنها طالبة جامعية، أو حتى طالبة ثانوى، نحيفة إلى حد ما، رغم هذا تبرز معالم أنوثتها معلنة انقطاع صلتها بعالم الطفولة البرئ ودخولها عالم النساء الغامض المثير، تنتمى لأسرة عادية فوالدها مدرس ثانوى ووالدتها ربة منزل، وهي في كلية آداب قسم مسرح، اختارت هذا القسم لعشقها للتمثيل.
كانت هند أقلهن حظا في الجمال والمركز الاجتماعى، توفى والدها وعمرها ثلاث سنوات فتزوجت أمها من عمها ليكفلها هي وشقيقها، ويعمل في أحد مصانع النسيج، ورغم أنه عمها إلا أنه كان قاسى معها، حازم، بخيل في عواطفه، لم يشعرها أبداً بحنان الأب، أما الأصعب نظراته لجسدها منذ أن استدار عودها، صحيح أنه لم يفعل شيئا أبداً مسيئا، لكنها بحاسة الأنثى التي لا تخطئ أبدا أدركت أن نظراته ليست بريئة، لذا حرصت على ارتداء الملابس المحتشمة صيفا شتاءا، وهي الوحيدة التي تشترك مع زهرة في الكلية والقسم.
نادية: طب أسيبكوا بقى وأروح أحضر المحاضرة عندى محاسبة حكومية ومش فاهمة فيها حاجة.
زهرة: ده أنتى ناوية تنجحى بقى؟!
نادية: أيوه بابا حلف إنى لو سقطت السنة دى هأقعد في البيت.
زهرة: عنده حق بقالك سبع سنين في الكلية كل سنة تاخديها في سنتين، الله يخرب بيته الحب.
نادية: ما أنتى ما جربتيش يعنى إيه تحبى واحد وتعشقيه وتبقى عايزة تعملى المستحيل عشان ما تفارقيهوش.
زهرة: لا حب إيه؟! أنا خلاص توبت وموفرة مشاعرى للى هيتجوزنى.
نادية: مش بإرادتنا يا زهرة، ممكن تطبى غصبا عنك.
زهرة: لا يا حبيبتي أنا قلبى بقى في إيدى.
نادية: أما نشوف.
فاتن: عبيطة الزمن ده زمن المصلحة، شوفى مصلحتك فين ومع مين، غير كدة بلح.
هند: أنتى تسكتى خالص يا نجمة الجماهير.
صفية: سبع سنين بتحبى في رجل واحد؟ ليه؟ مازهقتيش.
نادية: لا ما زهقتش، ومش هأزهق ومش هأبطل أحبه.
صفية: أنا مش قصدي ما زهقتيش من تجاهله، أنا قصدي ما زهقتيش إن طول المدة دى ما فيش في حياتك غير رجل واحد؟
نادية: عايزة يبقى في حياتي كام رجل؟
صفية: هو واحد برضو، بس ياخد وقته وتشوفى غيره، عشان ما تحسيش بالملل.
نادية: اللى يحب بجد عمره ما يحس بملل.
هند: طب وآخرة الحب ده إيه؟ كنا هنعذرك لو دكتور مراد بيحبك.
نادية: طب والله بيحبنى، ابقى تعالى كدة شوفيه وهو عمال يبص لى في المحاضرة.
هند: والله العظيم مجنونة، أى دكتور بيبص على كل طلاب الدفعة.
نادية: ولو، مسيره هيحس بيا.
زهرة: طالما بتحبيه قوى كدة ما تروحى تقولى له.
نادية: إيه الكلام ده يا زهرة؟ أنا مش ممكن أعمل كدة.
زهرة: بس ممكن تضيعى من عمرك تلات سنين عشان تفضلى شايفاه، اللى قدك اتخرجوا من تلات سنين وشافوا حياتهم، والله حرام عليكى.
نادية: أعمل إيه؟ غصبا عنى، بأحبه.
زهرة: ده غير إنه أكبر منك يجى بعشرين سنة.
صفية: الله، ما جربتش النوع ده، ساعات الرجالة الكبيرة دى بتبقى حبيبة أكتر من الشباب.
هند: الكلام ده لو كان بيحبها.
فاتن: هو غنى؟ لو غنى خليكى وراه لحد ما يطب.
نادية: ما أعرفش، أنا ما بصيتش على الكلام ده، أنا كل اللى يهمنى الحب.
زهرة: الحب؟ روحى يا حبيبتى احضرى المحاضرة ونتقابل بعديها، أنا كمان عندى محاضرة.
نادية: أنا عارفة ما دخلتيش تجارة زيي ليه كنت خدت منك المحاضرات دلوقتي؟
زهرة: بلاش، كنت هأحب دكتور مراد أنا كمان.
ضحك الجميع
جلست نادية في المحاضرة ربع ساعة فقط، وسرعان ما شعرت بالملل، تركت المدرج وخرجت، قادتها قدماها نحو المدرج الذي به دكتور مراد الذي تحبه بجنون، كان مدرج الفرقة الأولى، تعمدت الجلوس في الصفوف الأولى، مصوبة سهام عينيها نحوه وهو يشرح ولا يعبأ بها.
صدق المثل القائل
(مراية الحب عامية).
دكتور مراد يفتقد لكل المزايا التي تجذب إليه أى فتاة، رجل جاوز الأربعين بقليل، لا يمتلك أى حظا من الوسامة، ملابسه غير منسقة رغم حرصه على ارتداء البذل الكاملة، فدائما ما يكون القميص والكرافتة غير متوافقان مع لون البذلة التي يرتديها، عدم نومه بالقدر الكافى يجعل عيناه دائما منتفخة ووجهه مرهق وباهت بشكل عام، ورغم كل هذا كانت نادية تعشقه.
جلست نرمين مع عمها بشركة الاجهزة الطبية التي يمتلكها.
امسك عبد الرحمن بهاتفه واتصل بعايدة فوجد الهاتف مغلق.
عبد الرحمن: مش عارف ليه تليفون عايدة مقفول؟
نرمين: ما أنت عارف يا عمو البرج بتاعنا على طول ما فيهوش شبكة، ابعت لها على الواتس، النت شغال كويس في الراوتر.
عبد الرحمن: عملت كدة ما شافتش الرسالة.
نرمين: يمكن بتعمل حاجة في المطبخ، اتصل بزهرة أول ما تروح تطمنا عليها.
عبد الرحمن: لا أنا مش مطمن، أنا هأروح أطمن عليها، ليكون ضغطها وطى وتعبانة.
نرمين: طب خليك أنت وأروح أنا.
عبد الرحمن: ماشى يا حبيبتي، أول ما توصلى البيت طمنينى.
تقابلت نادية وزهرة وصفية وفاتن وهند في كافتيريا الجامعة بعد انتهاء محاضراتهن.
صفية: أشوفكوا بكرة.
نادية: مش لسة عندك محاضرة رايحة فين؟
فاتن: تلاقيها عندها ميعاد غرامى هي كمان.
زهرة: يا بنتى حرام عليكى سيبك من الهيافة دى وروحى احضرى لك محاضرة تنفعك، دى آخر سنة.
صفية: هأبقى أنقلها من أى واحدة، لازم أمشى دلوقتى زمان عاصم مستنينى.
هند: يا نهار أسود عاصم مين؟ مش كان اسمه أحمد.
صفية: لا أحمد ده خلاص خد استمارة 6.
زهرة: هو أنتى مش هتعقلى بقى؟ كل شهر مع واحد، خلصتى على شباب الكلية.
هند: دى خلصت عليهم ونقلت على الكليات التانية، الجو الجديد من كلية طب.
زهرة: يخرب بيتك، طب مرة واحدة؟! سيبى الواد هتضيعى مستقبله.
صفية: أعمل إيه بأزهق بسرعة.
نادية: يبقى ما حبتيش لما تحبى عمرك ما هتزهقى من حبيبك.
صفية: والله كل واحد بأعرفه بأبقى معجبة بيه وبأحبه قوى، بس غصب عنى بعد شوية بأزهق منه وأبقى مش طايقاه، بس المرة دى أنا حاسة إنى خلاص لقيت حب عمرى.
زهرة: كل مرة بتقولى كدة، وفرى مشاعرك دى للى هيكون نصيبك.
صفية: أدينى بأتسلى لحد ما أقابل نصيبى.
زهرة: بتتسلى بعواطف الناس؟ طب مش خايفة على نفسك خافى على اسم أبوكى رجل الاعمال الكبير.
صفية: هو أنا بأعمل حاجة غلط؟
زهرة: بكرة تعملى الغلط يا حبيبتي.
صفية: أنا ماشية بقى، ونبقى نكمل الموضوع ده بعدين، للواد يطير.
دخلت نرمين الشقة، بحثت عن زوجة عمها فلم تجدها، وأسقط في يدها، لقد كانت تحادثهما من ساعة فقط وأخبرتهما أنها في البيت، ولم تقل أنها ستغادره، أين ذهبت؟ وقبل أن تخرج حضرت عايدة، كان واضحا عليها الارتباك.
نرمين: طنط عايدة مالك؟
عايدة: حسيت فجأة بهبوط وإن ضغطى مش مظبوط، خفت يجرالى حاجة وأنا لوحدي، جريت على الصيدلية خدت حقنة
نرمين: طب ما اتصلتيش ليه كنت جيت لك؟
عايدة: ما كنتش عايزة عمك يقلق، وبعدين أنا كنت سايبة الموبايل هنا خوفت يجرالى حاجة حد يسرقه.
نرمين: طب أنا هأقعد معاكي.
عايدة: لا يا حبيبتي، كدة عمك هيقلق، أنتى ترجعي وتطمنيه عليا وما تجبيش سيرة لعمك، أنتى عارفة إنه تعبان، مش عايزين نقلقه.
نرمين: بس أنتى شكلك تعبان.
عايدة: أنا هأبقى كويسة، أنا هأنام شوية وأنتوا ابقوا هاتوا أكل جاهز وأنتوا راجعين، مش هأقدر أعمل حاجة.
نرمين: حاضر.
عايدة: خليها تيجى منك، يعنى قولى لعمك نفسى أكل بيتزا أو سمك مشوى من برة، عشان لو طلبت أنا هيفهم إنى تعبانة.
نرمين: حاضر يا طنط، محتاجة أى حاجة منى؟
عايدة: لا يا حبيبتي امشى بقى تعبانة وعايزة أنام.
سعر الريال السعودي اليوم في مصر الإثنين 24 مارس 2025 بشركات الصرافة
مشاهدة مباراة آرسنال وتشيلسي بث مباشر الآن في الدوري الإنجليزي الممتاز بجودة عالية فيديو
سعر جرام الذهب اليوم في مصر الخميس 27 مارس 2025 وتحديثات الأسعار
شغل مضمون: رابط التسجيل في برنامج حافز السعودي 1446 مع الشروط المطلوبة
رواية هاوية الرعد رعد ورهف كاملة جميع الفصول بقلم اسراء ابراهيم
لعبة Rocksteady القادمة هي لعبة أكشن عالم مفتوح من منظور شخص ثالث – مصر بوست
أداة «ويسك» من «غوغل» لتجربة إبداعية مفيدة بالذكاء الاصطناعي
موعد مباراة ليفربول وولفرهامبتون والقنوات الناقلة بالدوري الإنجليزي السبت 15/فبراير/2025 – 10:45 م p