شباب ‘فرحة’ يجسدون معنى التحدي بتقديم 250 ألف وجبة للصائمين خلال أيام الحر

في قلب الإسكندرية، يجتمع شباب ملهمون بحب الخير خلال شهر رمضان، ليعكسوا أسمى معاني العطاء من خلال مبادرة “مائدة فرحة”. تُعتبر هذه المبادرة تقليدًا سنويًا وصل هذا العام إلى عامها الحادي عشر، حيث يسعى المتطوعون لتقديم 250 ألف وجبة للصائمين، بمعدل 8 آلاف وجبة يوميًا، لتصبح أكبر مائدة إفطار في الإسكندرية. يجمع العمل التطوعي هنا بين الشباب والأطفال، مشكِّلين أسرة واحدة تربطهم قيم التضامن وحب الخير.

11 عامًا في حب العطاء

أوضح المهندس محمد رؤوف، أحد القائمين على المبادرة، أن “مائدة فرحة” تحتفل هذا العام بمرور 11 عامًا على انطلاقها. يعمل عشرات المتطوعين يوميًا من الصباح حتى ما بعد الإفطار، بهدف تقديم وجبات ساخنة للصائمين. يُعتبر هذا العمل تعبيرًا عن روح الإخاء التي تجمع الشباب من مختلف الأعمار والخلفيات.

تنظيم المائدة وإعداد الوجبات

تنقسم المائدة إلى قسمين رئيسيين: الأول يهدف لتقديم وجبات الإفطار مباشرةً للفئات المحتاجة، سواء العمال أو غير القادرين على شراء الطعام. أما القسم الثاني، فيركز على توصيل الوجبات الساخنة إلى الأسر في المناطق النائية. يتم شراء الخامات وتجهيزها صباحًا، ثم تحضيرها بعناية من قبل طهاة محترفين قبل توزيعها.

متطوعون بروح العمل الجماعي

بمشاركة 250 شابًا وفتاة، أصبحت “مائدة فرحة” نموذجًا للعمل الجماعي. يعمل المتطوعون بدافع حب الخير، حيث يُشارك الجميع في تحضير الوجبات وتوزيعها. ويؤكد القائمون على المبادرة أن الابتسامة النابعة من القلب هي أهم ما يحتاجه المحتاج، مما يجعل هذه التجربة ذات قيمة إنسانية كبيرة.

تُعتبر “مائدة فرحة” مثالًا حيًا على قوة العمل التطوعي في توحيد المجتمع وزرع قيم العطاء، حيث يحرص كل مشارك على إسعاد الآخرين بإخلاص وحب.