سوريا تعيد الاعتماد على اللاعبين المحليين بعد إنهاء ملف المغتربين

كشفت مصادر مقربة من الاتحاد السوري لكرة القدم أن المهاجمين عمر السومة وعمر خريبين سيكونان على رأس أسماء اللاعبين المستدعاة لتمثيل منتخب سوريا في تصفيات كأس آسيا 2027. يأتي ذلك في ظل توقعات كبيرة لمشاركة المنتخب في الاستحقاقات الخارجية رغم التحديات التي تواجه الكرة السورية. ويتجه المنتخب بقيادة الإسباني خوسيه لانا لبدء مشواره التصفياتي بمواجهة باكستان في السعودية يوم 25 مارس الحالي، وسط إجراءات جديدة تهدف لإعادة تنظيم الفريق بعد فترة من الاضطرابات. 

التغييرات الكبيرة في تشكيلة المنتخب

قررت القيادة الرياضية السورية استبعاد عدد من اللاعبين المغتربين المحترفين في أمريكا الجنوبية بسبب التكلفة الباهظة وصعوبة استقدامهم. وشملت القائمة أشخاصًا مثل خليل إلياس وإستيبان جليل وإيميليانو عمور، الذين اعتذروا عن المشاركة أو واجهوا تحديات تنظيمية. وبدلًا من ذلك، تم التركيز على العودة للاعبي “الحرس القديم”، بما في ذلك النجمين عمر السومة وعمر خريبين، بالإضافة إلى لاعبي الخبرة مثل أحمد مدنية وعمرو ميداني ومؤيد عجان. هذه التغييرات تعكس اتجاهًا جديدًا لإعادة بناء الفريق أثناء مرحلة انتقالية حرجة.

انقسام الرأي حول العودة للحرس القديم

أثارت هذه التغييرات جدلًا واسعًا في الأوساط الكروية السورية. يرى بعض المراقبين أن الاعتماد على لاعبين تجاوزوا الثلاثين من العمر يمثل خطوة إلى الوراء في مسار بناء المنتخب. في المقابل، يعتبر آخرون أن خبرة هؤلاء اللاعبين ضرورية لتعزيز فرص الفريق في التصفيات المقبلة، خاصة بعد سنوات من الإخفاقات بعيدًا عن النجومية. ويبقى السؤال حول مدى قدرة هذه التشكيلة على تحقيق نتائج إيجابية في ظل غياب دماء شابة جديدة.

سياسات جديدة لإدارة الاتحاد

بعد استقالة رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد نهاية العام المنصرم، تم اتخاذ إجراءات صارمة لتنظيم ملف اللاعبين المغتربين. دخل الاتحاد السوري في مفاوضات مع الجهاز الفني بقيادة خوسيه لانا لإلغاء العقود التي كانت تمنح اللاعبين المغتربين مبالغ مالية مقابل كل مباراة. وبحسب مدير المنتخب الجديد رغدان شحادة، فإن هذه السياسة الجديدة تهدف إلى تحقيق العدالة بين اللاعبين المحليين والمغتربين وتقليل التكاليف المرتفعة التي كانت تثقل كتفي الاتحاد.

تظل هذه التغييرات في مراحلها الأولى، لكنها تعكس رغبة الاتحاد في إعادة تنظيم كرة القدم السورية بعد سنوات من الاضطرابات. مع اقتراب موعد التصفيات، تترقب الأوساط الرياضية أداء المنتخب في ظل هذه التعديلات الكبيرة التي قد تحدد مستقبل الكرة السورية لأعوام قادمة.