كيف يعكس الضمير الفروق الجوهرية بين النموذج التعليمي الفني في اليابان ومصر؟

أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن إدخال نظام التعليم الفني الياباني “كوزن” إلى منظومة التعليم الفني في مصر بدءًا من العام الدراسي 2025/2026. يركز هذا النظام على التدريب العملي أكثر من الأكاديمي، وهو ما يتشابه مع أنظمة موجودة في مصر مثل مبارك كول والتعليم التكنولوجي. ومع ذلك، يشهد التعليم الفني في مصر تحديات كبيرة تحتاج إلى معالجة جادة لتحقيق النجاح المرجو.

التعليم الفني في مصر: حقل تجارب

للأسف، تحول التعليم الفني في مصر إلى حقل تجارب لكل من يريد تطبيق أفكاره دون دراسة كافية. يوجد بالفعل أنظمة تعليمية فنية ناجحة في مصر، مثل نظام التعليم والتدريب المزدوج (مبارك كول)، الذي يعتمد على تدريب الطلاب في المصانع أربعة أيام أسبوعيًا ويومين في المدرسة. كما توجد المدارس التكنولوجية التي تديرها مؤسسات القطاع الخاص وتخصصت في مجالات مثل الذهب والصناعة النووية ومياه الشرب. بالإضافة إلى ذلك، يُطبق نظام الجدارات في المدارس الفنية الحكومية، والذي يركز على تدريب الطلاب داخل الورش والمعامل المدرسية.

الأنظمة المصرية تكفي.. المهم توافر الضمير

مع وجود هذه الأنظمة الفنية المتعددة، يطرح السؤال: لماذا يتم استيراد نظام ياباني جديد؟ هل السبب هو عقدة الخواجة أم أن كل وزير جديد يفضل البدء من الصفر بدلًا من تطوير الأنظمة القائمة؟ وما الذي يجذب وزير التربية والتعليم بالنظام الياباني “كوزن” رغم تشابهه مع أنظمة مصرية موجودة مثل مبارك كول؟ الحقيقة أن الفارق الرئيسي بين النظامين ليس في المضمون بل في التطبيق.

الضمير هو المفتاح

الفارق الحقيقي بين النظام الياباني “كوزن” والنظام المصري مثل مبارك كول هو الضمير. في اليابان، يعملون بضمير والتزام، بينما في مصر غالبًا ما تنفذ المشروعات بمراعاة المصالح الشخصية. إذا تم تطبيق المبارك كول بشكل صحيح، دون تدخلات أو فساد، فإنه يمكن أن يكون أكثر نجاحًا من النظام الياباني. يجب التركيز على توسيع برامج التعليم والتدريب المزدوج مع شركات ومؤسسات جديدة، وتأهيل الكوادر بشكل علمي، واختيار الأجدر وليس الأقرب، وتحفيز القائمين على النظام ماديًّا ومعنويًّا. بهذه الطريقة، يمكن لنظام التعليم الفني في مصر أن يتفوق على نظيره الياباني والأوروبي، بشرط توافر الضمير والالتزام.