سبع سنابل دليل الخير لمن استوفى حق المحتاج والسائل بمبادئ التضامن والعطاء

شهر رمضان المبارك هو شهر الخيرات والمغفرة، إذ يتحلى فيه المسلمون بالإيمان والعبادة الصادقة لله تعالى. يتمثل جمال هذا الشهر في تعزيز أواصر التكافل بين الأغنياء والفقراء، حيث يزداد الإقبال على الصدقات وإغاثة المحتاجين. فالصدقة لا تُعد عبادة مفردة فحسب، بل وسيلة لتحقيق الطمأنينة وجلب البركة والسعادة في الدنيا والآخرة.

## القبول والجزاء في الإنفاق

القرآن الكريم يدعو المسلمين إلى الإنفاق في سبيل الله، مقرونًا بالإخلاص ورفض الأذى أو الرياء. كما بيّنت سورة البقرة من خلال قول الله تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء}. فالصدقة تحمل أجرًا عظيمًا إذا خلت من المنّ والأذى، فالعطاء الكريم يورث السكينة لصاحبه ويعود بالخير على المجتمع بوجه عام. على المسلم أن يتذكر أن المعونة الواجبة للفقراء لا تقتصر على الجوانب المادية فقط، بل تشمل الدعم النفسي والاجتماعي أيضًا.

## الحرص على عدم المنّ ومراعاة الإحسان

قبول الصدقة مشروط بشرطين أساسين، وهما “رفض المنّ” و”نبذ الأذى”. المنّ يعتبر معيقاً لقبول العمل الصالح، حيث يتسبب بإحباط فضل العمل وربما يجلب السخط بدلاً من الرحمة. لذلك، فإن الصدقة يجب أن تراعي مشاعر الآخرين وتحفظ كرامتهم، بما يضمن استمرار التكافل المجتمعي وسد احتياجات المحتاجين بأفضل الأساليب وأرفع الأخلاق.

## مناصرة أهل فلسطين في شهر رمضان

شهر رمضان هو فرصة عظيمة لتوحيد الجهود لمساندة الأهل في فلسطين الذين يعانون من الظروف المحاصرة والقاسية. إن الصدقة لا تقتصر على المال فقط، بل تمتد إلى تقديم الدعم المعنوي والكلام الجميل، نصرةً لأهل الحق والمرابطين. إن دعم المقاومين، سواء بالقول أو الفعل، يُعد صدقة جارية تضاعف الأجر وتحقّق المساندة الحقيقية للمظلومين.

في الختام، يعتبر شهر رمضان دعوة للعطاء والمواساة، حيث يُنظر إلى الصدقة كوسيلة حب وتحقيقًا للسلام الداخلي والأجر العظيم للمحسنين.