غويري وعمورة: السلاح الفتاك للجزائر في ظل التحولات والاستحواذ

حقق المنتخب الجزائري فوزًا مثيرًا على نظيره البوتسواني في ملعب “فرانسيس تاون”، ضمن منافسات تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025. بهذا الانتصار، رفع “الخضر” رصيدهم إلى 12 نقطة في صدارة المجموعة السابعة متفوقين بفارق الأهداف عن منتخب موزمبيق الذي سيواجههم في الجزائر لاحقًا. وواصل المنتخب الجزائري سلسلة نتائجه الإيجابية خارج الديار، محققًا المباراة السابعة عشرة على التوالي بلا هزيمة في التصفيات.

تفوق تكتيكي لمنتخب الجزائر في تصفيات إفريقيا

أظهر المنتخب الجزائري تحت قيادة المدرب بيتكوفيتش مرونة تكتيكية مذهلة خلال مواجهته أمام بوتسوانا. اعتمد الفريق في الشوط الأول على استراتيجية “الاستحواذ” لتجنب الإرهاق الناتج عن الظروف المناخية الصعبة وسوء أرضية الملعب، قبل أن ينتقل إلى أسلوب التحولات السريعة في الشوط الثاني. التغييرات التي أجراها المدرب، بما في ذلك إدخال يوسف بلايلي وسعيد بن رحمة، ساهمت في رفع النسق الهجومي وصنع الفارق في الدقائق الحاسمة.

تجلّى تأثير الخطة التكتيكية في الهدفين المحققين بواسطة المهاجمين عمورة وغويري، حيث تميز كلاهما بأدوار هجومية “لا مركزية”. لعب غويري دورًا مزدوجًا كرأس حربة وجناح متنقل، مما فتح المساحات أمام زملائه، خاصة عمورة الذي استغل سرعته وقوته البدنية لتسجيل ثنائية حاسمة.

أهمية التغييرات وتأثيرها على النتيجة النهائية

اعتماد المدرب بيتكوفيتش على تغييرات مدروسة في الشوط الثاني ساعد المنتخب الجزائري في تعزيز التفوق. دخول بلايلي وبن رحمة أعطى بعدًا تكتيكيًا جديدًا، حيث تمكن بلايلي من صناعة فرصة ذهبية استثمرها عمورة في تسجيل هدفٍ رائع. ورغم تلقّي المنتخب الجزائري هدفًا سريعًا بعد التبديلات، إلا أن الأداء العام للفريق شهد تحسنًا واضحًا.

تأتي هذه التغييرات في وقت يُطالب فيه النقاد بالاعتماد أكثر على الشباب، مثل اللاعب الواعد مازا، لتطوير أداء الوسط وصناعة فرص أكبر. عدم مشاركة مازا أثار تساؤلات حول الاختيارات التكتيكية رغم الفوز الواضح.

أرقام ودلالات عن أداء المنتخب الجزائري

استطاع المنتخب الجزائري المحافظة على سجله المذهل في تصفيات إفريقيا، حيث لم يتعرض لأي هزيمة خارج ملعبه منذ أكتوبر 2018. هذا الأداء جاء كثمرة لاستقرار تكتيكي ونجاح في التعامل مع الظروف الصعبة، حيث حقق المنتخب:

• 17 مباراة تواليًا دون هزيمة في التصفيات.
• 13 انتصارًا و4 تعادلات خارج الديار منذ آخر هزيمة.

وكان للاستراتيجية الدفاعية التي اعتمدها المدرب تأثير كبير، خاصة مع تواجد قلب دفاع يساري مثل أحمد توبة، مما أتاح للظهير آيت نوري حرية أكبر في التقدم الهجومي، حيث صنع هدفًا رائعًا لزميله غويري.

يترقب عشاق كرة القدم وصول منتخب موزمبيق إلى الجزائر في مباراة قد تحدد بطل المجموعة السابعة. ويأمل الجزائريون في استمرار التألق والعمل على تحسين الأداء الجماعي، خاصة في ظل ما يملكه الفريق من طاقات شابة تحتاج إلى فرصة لإثبات جدارتها في الاستحقاقات القادمة.