الطاقة المتجددة تستحوذ على 46% من القدرة الإنتاجية العالمية بحلول عام 2030

في ظل التحول الكبير نحو مستقبل أكثر استدامة، كشف تقرير “الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية – 2025″، الصادر عن مؤسسة دبي للمستقبل، أن الطاقة المتجددة ستستحوذ على 46% من القدرة الإنتاجية العالمية بحلول عام 2030، مقارنة بـ30% فقط في 2023. مع اعتماد رئيسي على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتلبية الطلب المتزايد، تسلط هذه التوقعات الضوء على تطور عالمي في البنية الطاقية.

التوسع في الطاقة المتجددة: مستقبل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح

يشير التقرير إلى تزايد الطلب على مصادر الطاقة المتجددة نتيجة للتحول الكبير في قطاع الطاقة العالمي. من المتوقع أن تصل الاستثمارات المطلوبة لهذا التحول إلى 47 تريليون دولار بحلول عام 2030، تشمل 15.7 تريليون دولار لتطوير البنية التحتية وتوسيع قدرات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. ومن المتوقع أن تصبح ألواح الطاقة الشمسية اللاعب الأساسي في مشهد الطاقة المتجددة بحلول عام 2029، إذ ستعتبر المصدر الأكبر لتوليد الكهرباء المتجددة.

هذا التوسع لا يقتصر على الأهداف قصيرة الأجل؛ إذ يُتوقع أن ترتفع قيمة الاستثمارات في الطاقة المتجددة إلى 150 تريليون دولار بحلول عام 2050، مع تخصيص 61 تريليون دولار منها لتعزيز البنية التحتية وتطوير إمكانيات هذه المصادر بشكل شامل.

تحديات استدامة الطاقة المتجددة

رغم المزايا الاقتصادية والبيئية للطاقة المتجددة، إلا أنها تطرح تحديات كبيرة على صعيد إدارة النفايات الناجمة عن المعدات المستخدمة فيها. مع اقتراب نهاية العمر الافتراضي للعديد من توربينات الرياح التي شُيدت في التسعينيات والسنوات الأولى من هذا القرن، باتت قضية التخلص من الشفرات التالفة تثير قلقاً بيئياً ملحوظاً.

تشير التقديرات إلى أن كمية النفايات الناتجة بحلول عام 2050 ستشمل حوالي 78 مليون طن من ألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية، و43 مليون طن من شفرات توربينات الرياح. وبينما يمكن إعادة تدوير معظم المكونات، تجد الشفرات غالباً طريقها إلى المكبات، أو تُحرق، مما يفاقم التحديات البيئية.

كيف يمكن مواجهة تحديات النفايات في قطاع الطاقة المتجددة؟

لمواجهة هذه التحديات، يقترح بعض الخبراء حلولاً مبتكرة تركز على تعزيز نماذج إعادة التدوير واعتماد مواد مستدامة مستقبلاً. يمكن تحقيق هذا من خلال:

• ابتكار تقنيات تصنيع قابلة لإعادة التدوير بشكل كامل.
• إنشاء بنى تحتية مخصصة لإعادة تدوير النفايات الناتجة عن الطاقة المتجددة.
• تعزيز الوعي بأهمية الاستدامة في جميع مراحل دورة حياة المعدات.

بالنظر إلى الأرقام والاستثمارات الضخمة المرتقبة، يبدو أن الطاقة المتجددة تتحول من خيار إلى ضرورة تفرض نفسها على الساحة العالمية. ومع ذلك، لا بد أن يترافق هذا التوسع مع حلول مستدامة تعالج تحديات النفايات وتحقق التوازن البيئي المطلوب.