تحلية المياه منخفضة الكربون: آمنة الضحاك تؤكد دورها في استراتيجيتنا الوطنية

تحتفل الإمارات باليوم العالمي للمياه وعلى رأس أولوياتها تعزيز الإدارة المستدامة للموارد المائية، مع التركيز على الابتكار والتقنيات الحديثة لضمان مستقبل مائي آمن ومستدام. وأشارت معالي الدكتورة آمنة الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، إلى أهمية مواجهة التحديات العالمية في مجال المياه، وخاصة في ظل معاناة 2.2 مليار شخص حول العالم من نقص المياه النظيفة. وتؤكد الإمارات التزامها بتعزيز استراتيجيات تحلية المياه منخفضة الكربون، أحد الحلول البارزة لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.

تحلية المياه منخفضة الكربون: خيار استراتيجي للإمارات

أكدت الدكتورة آمنة الضحاك أن تحلية المياه منخفضة الكربون تُعَد ركيزة أساسية في استراتيجيات الإمارات الوطنية. وأوضحت أن تقنية التناضح العكسي تُعتبر الخيار المستدام الذي تتبناه الدولة، حيث تتصدر مشاريع مثل “محطة الطويلة للتناضح العكسي” هذه الجهود. الجدير بالذكر أن هذه المحطة، عند اكتمالها، ستصبح الأكبر من نوعها في العالم، مع خطة طموحة للوصول إلى 90% من إنتاج المياه المحلاة بهذه الطريقة بحلول عام 2030.

وتدعم هيئة كهرباء ومياه دبي هذا التوجه من خلال استراتيجيتها التي تستهدف إنتاج 100% من المياه المحلاة عبر مزيج من الطاقة النظيفة بحلول نفس العام، مما يعكس التزام الدولة بالتقنيات المستدامة للحفاظ على الموارد الطبيعية.

الأنهار الجليدية ومستقبل الأمن المائي العالمي

شددت الضحاك على أن ذوبان الأنهار الجليدية يُعد تهديدًا خطيرًا للأمن المائي العالمي، حيث فقدت هذه النظم البيئية أكثر من 6,500 مليار طن من الجليد منذ بداية القرن. هذه الظاهرة الكارثية تزيد من التحديات المرتبطة بندرة المياه وارتفاع مستويات البحار العالمية. ومن هنا، تدرك الإمارات أهمية التعامل مع هذا التهديد بطريقة شمولية، إذ تربط بين القضايا المائية والمناخية مع التركيز على المبادرات الدولية، مثل “مبادرة محمد بن زايد للماء”، الهادفة إلى تسريع الابتكار وزيادة التعاون الدولي في هذا المجال.

استراتيجيات متكاملة لضمان الأمن المائي

تعكف الإمارات على تطبيق استراتيجيات متكاملة للأمن المائي، مثل استراتيجية الأمن المائي 2036 التي تهدف إلى تقليل إجمالي الطلب على المياه بنسبة 21%. وتعتمد الدولة على تقنيات زراعية مبتكرة تحد من استهلاك المياه وتعزز الكفاءة، إضافة إلى رفع الوعي بأهمية الاستهلاك المسؤول.

ولتعزيز الإدارة المستدامة، تدفع الإمارات نحو تحقيق حياد كربوني في إدارة المياه من خلال استخدام الطاقة المتجددة وتقنيات متطورة مثل استغلال الحرارة المهدورة وإعادة تدوير المياه. هذه الجهود تمثل توجهًا رائدًا عالميًا نحو مستقبل مائي آمن ومستدام.

ختامًا، ومع حلول اليوم العالمي للمياه في ظل شهر رمضان المبارك، تُلقي الإمارات الضوء على أهمية الاستهلاك المسؤول والمساهمة المجتمعية، داعيةً الجميع إلى الانضمام إلى مبادرات جماعية لحماية الموارد المائية وضمان استدامتها للأجيال القادمة. أزمة المياه ليست سوى انعكاس مباشر لأزمة المناخ، ومع تعزيز التعاون، يمكننا تحقيق مستقبل أفضل للجميع.