تنظيم الساعة البيولوجية للنوم: أهمية التوازن الصحي بعد رمضان

مع اقتراب نهاية شهر رمضان، يدعو خبراء الصحة إلى أهمية إعادة تنظيم الساعة البيولوجية استعدادًا لمرحلة ما بعد رمضان. التغيير الذي يطرأ على عادات النوم خلال الشهر الفضيل قد يؤدي إلى تأثيرات صحية سلبية، أبرزها الأرق واضطرابات النوم. لذلك، يُوصى باستغلال إجازة عيد الفطر لضبط مواعيد النوم والحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن.

أهمية تنظيم الساعة البيولوجية للنوم بعد رمضان

تؤثر تغييرات الروتين اليومي في رمضان على الساعة البيولوجية، حيث يتم تعديل مواعيد النوم والطعام للتكيف مع الأنشطة الليلية. وفقًا للدكتورة رند عبود، أخصائية طب الأسرة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، فإن اضطرابات النوم الناجمة عن هذه التحولات قد تؤدي إلى مشكلات صحية مثل شحوب البشرة، الهالات السوداء، والسمنة، بالإضافة إلى أضرار أكثر خطورة كارتفاع ضغط الدم، الجلطات القلبية، واضطرابات سكر الدم.
وأكدت عبود على أن الحفاظ على روتين نوم مستقر وتدريجي يُشكل خطوة محورية لتجنب هذه التأثيرات، مشيرة إلى أن الجسم قد يتطلب أسبوعين إلى ثلاثة للتكيف مع مواعيد الاستيقاظ المنتظمة.

طرق فعالة لتعديل النوم وتنظيم الساعة البيولوجية

من بين النصائح التي قدمتها الدكتورة عبود لإعادة ضبط الساعة البيولوجية، هو التدرج في تعديل وقت النوم من خلال تقديمه تدريجيًا بمقدار 15 إلى 30 دقيقة يوميًا حتى الوصول إلى التوقيت المناسب.
وأوصت بمراعاة اتباع عادات نوم صحية، مثل:

• اختيار بيئة نوم هادئة ومظلمة لتسهيل إفراز هرمون الميلاتونين.
• تجنب استخدام الأجهزة الذكية قبل النوم، حيث تؤثر الأشعة المنبعثة منها على جودة النوم.
• الحفاظ على درجة حرارة الغرفة بين 17-20 درجة مئوية.
• ارتداء ملابس مريحة واستخدام السرير فقط للنوم وليس لمشاهدة التلفاز أو تناول الطعام.

عادات صحية لتحسين جودة النوم

فيما يتعلق بالعادات اليومية، شددت الدكتورة عبود على تجنب تناول المنبهات مثل القهوة والشاي قبل النوم بما لا يقل عن خمس ساعات. كما يُفضل تناول الوجبات قبل النوم بثلاث ساعات، مع الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام لمدة 30-60 دقيقة يوميًا، خاصة في الفترات الصباحية.
وأوصت أيضًا بتخصيص وقت لممارسة تمارين الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق أو قراءة كتاب ورقي لتحفيز الاسترخاء، مما يعزز من جودة النوم الليلي.

ختامًا، يعد الانتقال السلس من روتين رمضان إلى نمط حياة يومي مستقر عاملًا أساسيًا للحفاظ على الصحة العامة. ومع إتباع التوصيات الصحية، يمكن التغلب على اضطرابات النوم واستعادة النشاط والحيوية المطلوبة للاستعداد لما هو قادم.