الأمم المتحدة تدعو العالم لاعتماد اتفاقية القضاء على التمييز بشكل عاجل

في يوم حافل بالدعوات إلى تحقيق العدالة والمساواة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جميع دول العالم للتصديق على اتفاقية القضاء على التمييز العنصري وتنفيذها بشكل كامل. تأتي هذه الدعوة بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الستين لتبني الاتفاقية، حيث أكد غوتيريش خطورة التمييز العنصري وآثاره المدمرة، مشددًا على ضرورة التحرك الفوري لمكافحة هذه الظاهرة التي لا تزال تُخيم على مجتمعات العالم.

أهمية اتفاقية القضاء على التمييز العنصري في تعزيز الكرامة والمساواة

سلط الأمين العام للأمم المتحدة الضوء على التاريخ الطويل للاتفاقية، التي أُبرمت عام 1965 في خضم حركات النضال من أجل الحقوق المدنية وإنهاء الاستعمار. وأوضح أن الاتفاقية تقدم إطارًا عمليًا للقضاء على العنصرية وتعزيز قيم التفاهم والمساواة. واصفًا إياها بـ”منارة أمل” في أوقات الكراهية والاستقطاب الذي تغذيه مظاهر التفرقة الاقتصادية والاجتماعية.

وأكد غوتيريش أن العنصرية ليست مجرد مسألة أخلاقية، بل هي عقبة تقوض العدالة والتنمية والسلام العالمي. وطالب مختلف الشرائح المجتمعية، بما في ذلك قادة الأعمال والمجتمع المدني، باتخاذ إجراءات ملموسة تحقق روح الاتفاقية على أرض الواقع.

التزام الأمم المتحدة بالقضاء على التمييز العنصري

مع حلول الذكرى الستين للاتفاقية، أعاد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيلمون يانج، تأكيد التزام المنظمة الأممية بمكافحة جميع أشكال التمييز. وأشار إلى أن التمييز لم يعد مجرد قضية أخلاقية، بل أصبح عقبة أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.

وأكد يانج أن إفريقيا، رغم المعاناة التاريخية التي شهدتها بسبب التمييز العرقي، تُعتبر نموذجًا يُحتذى به للصمود والقيادة. وأوصى بضرورة دمج الرؤى الأفريقية في الجهود العالمية لمكافحة العنصرية، مشددًا على شعار الرئاسة الحالية “الوحدة في التنوع”.

تحديات عالمية تتطلب تحركًا عاجلاً

تناولت مساعدة الأمين العام لشؤون حقوق الإنسان، إيلزي براندز كيريس، خطورة تصاعد التعصب والانقسامات الاجتماعية في العالم الحديث، محذرة من الانتشار الواسع لخطاب الكراهية والتمييز في المجتمعات وعبر الإنترنت.

وأضافت أن فئات مثل الأقليات العرقية، والأشخاص من أصل أفريقي، والمهاجرين، تعاني من التهميش والقمع. وأكدت أن التمييز العنصري يشكل خطرًا مباشرًا على الديمقراطيات وسيادة القانون، ويعزز حلقات مفرغة من الصراع والانقسامات.

وفي سياق متصل، دعا رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز العنصري، مايكل بالسيرزاك، إلى التصدي للأيديولوجيات العنصرية ومذاهب التفوق العنصري، مشددًا على أهمية اليقظة الدائمة لتحقيق العدالة العرقية وضمان حقوق الجميع.

هذه الدعوات تأتي في وقت يمتلئ بالتحديات، لكن التزام المجتمع الدولي والعمل المشترك يمكن أن يجعل من العالم مكانًا أكثر عدلاً وإنصافًا.