هندرسون يقود شاحنة مستأجرة لينضم إلى صفوف الإنجليز

في واحدة من القصص الإنسانية الفريدة التي تجمع بين الإصرار والشغف، كشف جوردان هندرسون، لاعب وسط المنتخب الإنجليزي السابق ونجم نادي أياكس الهولندي، عن مغامرته غير التقليدية لمتابعة نهائي بطولة يورو 2024. بعد أن حالت الظروف الطارئة دون سفره جواً، قرر هندرسون استئجار شاحنة والسفر برفقة عائلته عبر أوروبا ليكون شاهداً على لحظة تاريخية للمنتخب الإنجليزي. جاءت هذه القصة لتبرز حجم التزامه العاطفي تجاه زملائه، حتى وإن لم يكن جزءاً من التشكيلة المشاركة.

هندرسون وقصة استئجار شاحنة لمتابعة يورو 2024

في خطوة غير مألوفة، قام جوردان هندرسون باستئجار شاحنة في أمستردام برفقة زوجته وأطفاله للسفر إلى برلين. تحدث الهندرسون، البالغ من العمر 34 عامًا، عن التحديات التي رافقته قائلًا: “لم أكن متيقنًا من إمكانية السفر حتى اللحظة الأخيرة بسبب التدريبات وجداول المواعيد. وعندما اكتشفت أنني أستطيع الذهاب، لم أجد تذاكر للطيران سواء من أمستردام أو إنجلترا”. وهذا ما دفعه للبحث عن حل بديل وقطع سبع ساعات من القيادة ليكون حاضرًا في الحدث الكبير.

مغامرة هندرسون سلطت الضوء على الجانب الإنساني في حياة اللاعبين العالميين، حيث عبّر عن إحساسه بأنه كان جزءًا من حملة التأهل، رغم غيابه عن البطولة النهائية. كما أضاف أن مشاهدته زملاءه يمارسون اللعب من المدرجات كانت صعبة، لكنه أراد تقديم الدعم، على أمل أن يُتوج الإنجليز بالألقاب، وهو ما لم يتحقق في النهاية.

شغف هندرسون لا يعرف حدودًا

لم تكن تلك الرحلة مجرد قرار عابر بالنسبة لجوردان هندرسون، بل كانت تعبيرًا عن التزامه وشغفه بمتابعة منتخب بلاده. الجدير بالذكر أن هندرسون، الذي لعب لنادي الاتفاق السعودي في فترة وجيزة بين 2023 و2024 قبل أن ينتقل إلى أياكس، أظهر مرارًا تفانيه سواء داخل الملعب أو خارجه. وقد جسدت رحلته إلى برلين رسالة قوية حول أهمية الدعم وتشجيع الزملاء، حتى وإن كان ذلك يحتاج إلى تجاوز العقبات العملية.

المباراة النهائية شهدت مواجهة حماسية بين إنجلترا وإسبانيا، حيث واصل المنتخب الإنجليزي السعي لتحقيق المجد الأوروبي. وعلى الرغم من خيبة الأمل بالنسبة لهندرسون وزملائه بعد خسارة اللقب، إلا أن وجوده وسط الأجواء أعطاه شعورًا من السعادة كونه جزءًا من تلك اللحظة الاستثنائية.

الدروس المستفادة من رحلة هندرسون

قصة هندرسون تحمل بين طياتها العديد من الدروس الملهمة. في مقدمتها:

  • الإصرار على تحقيق الأهداف حتى في ظل التحديات.
  • قوة الروابط الإنسانية حتى خارج نطاق العمل الاحترافي.
  • أهمية التفكير خارج الصندوق وإيجاد حلول بديلة في المواقف الصعبة.

تُظهر تصريحات هندرسون أنه على الرغم من عدم الفوز، فإن حضور المباراة كان بمثابة انتصار شخصي له، إذ برهن عن التزامه وشغفه بكل ما يتعلق بجزء من مسيرته المهنية.
قد تظل قصة شاحنة هندرسون مثالًا يحتذى به لدى عشاق كرة القدم، حيث تعكس الروح الرياضية الحقيقية، وتبرز الدافع الذي لا يُقاوم لدعم الفريق حتى وإن كنت خارج الميدان.