شهدت أسواق النفط العالمية ارتفاعًا بنسبة 1% اليوم الاثنين، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الدول المستوردة للنفط والغاز من فنزويلا. يأتي هذا القرار في أعقاب عقوبات أمريكية جديدة تستهدف صادرات النفط الإيرانية، وسط تقلبات مستمرة في سوق الطاقة العالمي بسبب النزاعات الدولية وتحالفات الإنتاج.
أسعار النفط العالمية تتأثر بإجراءات ترامب الجديدة
تصاعدت أسعار النفط، حيث سجّل خام برنت زيادة بقيمة 70 سنتًا ليصل إلى 72.86 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 73 سنتًا ليبلغ 69 دولارًا للبرميل. وفقًا لنائب رئيس بي.أو.كيه فاينانشال، دينيس كيسلر، فإن السوق يواجه “صدمة في الإمدادات” بسبب قيود على النفط الفنزويلي والإيراني، مع ترقّب المستثمرين لسياسات أمريكية أكثر صرامة تُجاه إيران.
في المقابل، أفادت أنباء عن التزام تحالف أوبك+ بخطة لزيادة الإنتاج المقررة في مايو، مما قد يضاف إلى الإمدادات العالمية من النفط، ويقوّض المكاسب السعرية المحتملة. كما أن الجهود الجارية لإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا قد تضيف عوامل غير مستقرة للسوق من خلال عودة النفط الروسي إلى الأسواق العالمية إذا توصل الطرفان إلى اتفاق.
تحالف أوبك+ يتجه نحو تعزيز الإنتاج
تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وعددًا من حلفائها بقيادة روسيا، يحمل على عاتقه 40% من الإمدادات النفطية العالمية. وقد أشار التحالف إلى الالتزام بخطته لزيادة 135 ألف برميل يوميًا في مايو، استمرارًا لتخفيضات سابقة حجمها 5.85 ملايين برميل يوميًا منذ عام 2022، وهي خطوات تهدف إلى دعم استقرار السوق.
بالإضافة لذلك، أفادت مصادر أن التحالف يتجه نحو الضغط على بعض الأعضاء للالتزام بخفض الإنتاج تعويضًا عن الفوائض السابقة. هذه الاستراتيجية تعكس التحدي المستمر في تحقيق التوازن بين العرض والطلب مع البقاء ضمن نطاق سعري مستقر.
التوترات الدولية تزيد من تعقيدات سوق النفط
تتزامن تقلبات السوق مع جهود أمريكية روسية لتهدئة النزاع في أوكرانيا، حيث أُجريت محادثات في السعودية بين مسؤولين من الجانبين بهدف الوصول إلى وقف إطلاق نار شامل. تأتي هذه المحادثات بالتزامن مع تعزيز العلاقات التجارية بين الدول، مما يُضيف أبعادًا سياسية واقتصادية إلى أزمة الطاقة العالمية.
وعلى الأرض، تواجه الولايات المتحدة تحديات مع شركائها التجاريين بشأن فرض الرسوم الجمركية، حيث أشار الرئيس ترامب إلى مرونة محتملة في التفاوض مع الصين، مما يخفف بعضًا من التوترات التجارية القائمة. هذه التحركات، إلى جانب العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، تسهم في حالة من عدم اليقين المستمرة حول مستقبل أسواق النفط.
مع تلك العوامل مجتمعة، تبقى أسواق النفط تحت تأثير ضغوط متعددة الأطراف، سواء من قرارات سياسية أو تحالفات إنتاجية، مما يجعل الأشهر المقبلة حاسمة في تحديد مسار الأسعار عالميًا.