تصعيد حوثي خطير.. “مسام” يكشف العثور على حقيبة نسائية تحمل لغماً مطوراً بتعز

في تصعيد خطر يعكس استراتيجية تمويه مقلقة، أعلن مشروع “مسام” السعودي لنزع الألغام في اليمن عن اكتشاف حقيبة نسائية مفخخة بلغم مطور في محافظة تعز. الحقيبة، التي تحتوي على لغم فردي ودواسة صاعق كهربائي، تم إعدادها باحترافية عالية تهدد حياة المدنيين، خاصة النساء. الحادثة تكشف عن تطور أساليب ميليشيات الحوثي للاستهداف العشوائي للبشر والممتلكات.

تصعيد حوثي يستهدف المدنيين: حقيبة مفخخة في تعز

بحسب تصريحات مشروع “مسام”، جاء اكتشاف الحقيبة المفخخة بعد تلقي فريق العمليات في محافظة تعز بلاغاً عن وجود جسم مشبوه في المنطقة الشرقية. لدى وصول فريق (33 مسام) إلى الموقع، وجدوا حقيبة نسائية مصممة لأدوات التجميل، لكنها احتوت على عبوة ناسفة تم تطويرها بعناية. وفقاً للعميد عارف القحطاني، أشرفت ميليشيات الحوثي على تصميم العبوة بطريقة معقدة، حيث تم دمج لغم فردي ودواسة متطورة داخل الحقيبة.

وأضاف القحطاني أن الحقيبة تعمل بنظامي الضغط والسحب، ما يجعل تفكيكها أمراً بالغ الخطورة. وشرح أن الميزة الأكثر دهاءً تكمن في استخدام دواسة صممت للانفجار عند فتح الحقيبة أو الضغط عليها، وهي تقنية تضمن إلحاق الضرر بأي شخص يحاول فتحها.

دلالات خطيرة لتطور أساليب الحوثيين في تصنيع المتفجرات

يمثل اكتشاف الحقيبة المفخخة تحولاً جديداً في سلوك الميليشيات الحوثية، التي لم توفر جهداً في تطوير وسائل الاستهداف. وبحسب ما ذكره فريق مشروع “مسام”، فإن هذا الحادث يعكس استراتيجية جديدة تهدف إلى تمويه المتفجرات بطرق تخدع المدنيين، حيث يُعد استهداف النساء علامة على مدى استهتار الحوثيين بالاعتبارات الإنسانية والأخلاقية.

تؤكد هذه الحادثة تصاعد خطورة الألغام في اليمن، إذ تشير تقارير إلى أن أكثر من مليوني لغم زرعتها الميليشيات منذ اندلاع الصراع، ما يشكل تهديداً مستمراً لحياة آلاف المدنيين. وبحسب إحصائيات حديثة صادرة عن “مسام”، تم نزع أكثر من 400,000 لغم وعبوة ناسفة خلال السنوات الأربع الماضية، وهو جهد ضخم يؤكد عزم الجهات الإنسانية على مواجهة التحديات المتزايدة.

دعوات للحذر وضرورة التوعية بمخاطر الألغام

دعا فريق “مسام” المواطنين إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر عند ملاحظة أي أجسام غريبة. تشمل التوصيات:

  • عدم الاقتراب من الأجسام المشبوهة أو لمسها.
  • إبلاغ الجهات المسؤولة فوراً عن أماكن وجودها.
  • الابتعاد عن المناطق غير المأهولة التي يُعتقد أنها ملغومة.

تأتي هذه الدعوات في وقت يواصل فيه مشروع “مسام” جهوده الحثيثة لتطهير اليمن من تهديد الألغام، أملاً في تحقيق بيئة أكثر أماناً لملايين المدنيين. ومع التصعيد الحوثي المستمر، تبقى الحاجة ماسة إلى توعية الجمهور بمخاطر الألغام، وتوفير دعم دولي لضمان استقرار حياة المدنيين في المناطق المتضررة من النزاع.