إجلاء سكان المناطق المتضررة من حرائق الغابات بأمر رئيس كوريا الجنوبية

تشهد كوريا الجنوبية أزمة بيئية متفاقمة مع استمرار حرائق الغابات المشتعلة في جنوب شرق البلاد، مما دفع القائم بأعمال الرئيس، هان دوك-سو، لإصدار تعليمات صارمة من أجل إجلاء المواطنين في المناطق المتضررة. وأكد “هان” ضرورة حشد الموارد الإدارية والتنسيق مع مختلف الجهات لإخماد النيران وإنقاذ الأرواح، في ظل تهديد هذه الكارثة لمواقع تراثية مسجلة ضمن قائمة اليونيسكو.

أزمة حرائق الغابات في كوريا الجنوبية تهدد مواقع تراثية

تتسبب حرائق الغابات المستمرة في كوريا الجنوبية في خسائر فادحة، حيث طالت النيران أكثر من 14 ألفًا و694 هكتارًا من الغابات، وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 11 آخرين. كما دفعت هذه الحرائق إلى إجلاء ما يزيد عن 3,300 شخص من منازلهم، فيما تتعرض قرية هاهوي التاريخية، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، لخطر شديد بسبب امتداد النيران إلى مناطق قريبة منها. بالإضافة إلى ذلك، تهدد الحرائق مواقع ثقافية بارزة، من بينها أكاديمية “بيونج سان سيون” الكونفوشيوسية.

الهواجس من تفاقم الوضع تعود إلى الرياح العاتية التي تُسهم في انتشار الحرائق على نطاق أوسع، ما يجعل إخمادها تحديًا كبيرًا بالنسبة لفرق الطوارئ والجهات المعنية.

جهود حكومية ودعوات للتعاون لإخماد الحرائق

في مواجهة هذا الوضع الطارئ، أمر القائم بأعمال الرئيس بسرعة إجلاء السكان من المناطق التي طالها الخطر، مشددًا على أهمية توظيف كل الموارد الإدارية والتقنية لتأمين عمليات الإخلاء. ودعا جهاز الغابات الكوري إلى التنسيق مع الجيش وسلطات الإطفاء لمواجهة هذه الكارثة المستعرة. وتشمل أدوات التدخل الاستعانة بالمروحيات والمعدات الثقيلة وطواقم إطفاء مدربة على مثل هذه الحالات.

ورغم الجهود المستمرة للسيطرة على الوضع، يُشكل اتساع رقعة الحرائق تحديًا لجهات الإطفاء، حيث تستمر الرياح العاتية في تأجيج النيران ونقلها إلى مناطق جديدة.

آثار الحرائق تتخطى الطبيعة وتهدد السكان والأرث الثقافي

مع استمرار النيران في التهام الغابات، يتجاوز التأثير البعد البيئي ليهدد الأمن والاستقرار الثقافي بالبلاد. فبالإضافة إلى الخسائر البشرية والنزوح القسري لعشرات الأسر، يُثير قرب النيران من المواقع التاريخية قلقًا متزايدًا. ويعد هذا الوضع نموذجًا صارخًا للعلاقة بين التغيرات المناخية والتهديدات التي تطال التراث الثقافي.

وتبقى جهود الإطفاء مستمرة لاحتواء الكارثة وحماية الأرواح والممتلكات، وسط تحذيرات بأن أي تأخير أو انتشار إضافي للحرائق قد يزيد من تفاقم الأزمة.