تُثير وضعية النوم أثناء الحمل العديد من التساؤلات بين النساء، وخاصة النوم على البطن، في ظل الخوف من تأثيرها على صحة الأم والجنين. تعالج هذه المقالة تلك التساؤلات عبر توضيح مدى أمان تلك الوضعية والحالات التي قد تصبح فيها خطيرة، استنادًا إلى دراسات علمية وتجارب طبية موثوقة. كما تتناول المقالة أفضل وأسوأ وضعيات النوم للمرأة الحامل، لتوفير دليل شامل يساعد النساء على تجاوز هذه الفترة بأمان وسلامة.
هل النوم على البطن يؤثر على صحة الحامل والجنين؟
النوم على البطن خلال الأشهر الأولى من الحمل يُعد آمنًا، حيث يكون الرحم صغيرًا ومحصنًا بحماية عظام الحوض. ومع ذلك، يصبح الأمر مختلفًا مع تقدم الحمل ودخول الثلث الأخير، حيث يزداد حجم البطن ووزن الجنين، مما يجعل النوم على البطن غير مريح بل وأحيانًا ضارًا.
في الأشهر الأخيرة، قد يؤدي النوم على البطن إلى زيادة الضغط على الرحم، مما قد يقلل من تدفق الأكسجين والدم إلى الجنين عبر المشيمة. وفقًا لتقارير طبية، فإن تقييد الأوعية الدموية المغذية للمشيمة في هذه الفترة يعد أمرًا خطيرًا ويؤثر سلبًا على نمو وتطور الجنين.
أفضل وضعيات النوم للحامل
يوصي الأطباء دائمًا النساء الحوامل بالنوم على الجانب الأيسر. هذه الوضعية تعتبر الأفضل لأنها تعزز تدفق الدم والأكسجين إلى المشيمة، مما يضمن صحة الجنين ونموه السليم. كما تُقلل من الضغط على أعضاء الجسم الحيوية مثل الكبد والكلى والشرايين الرئيسية.
للنوم بشكل مريح، يمكن اتباع النصائح التالية:
- استخدام وسائد داعمة لدعم البطن والظهر عند النوم.
- محاولة رفع الأرجل قليلاً باستخدام وسادة لتقليل التورم الناتج عن الحمل.
- مع الأخذ في الاعتبار أهمية الحصول على راحة كافية خلال هذه المرحلة الحساسة جزئيًا.
وضعيات النوم التي يجدر تجنبها أثناء الحمل
بالإضافة إلى النوم على البطن في الثلث الأخير، يجب الامتناع عن النوم على الظهر لفترات طويلة. وذلك لأن النوم بهذه الوضعية قد يؤدي إلى ضغط إضافي على الوريد الكبير (الوريد الأجوف)، ما يُضعف تدفق الدم من الجزء السفلي للجسم إلى القلب، ويسبب انخفاض ضغط الدم لدى الحامل. يُوصى أيضًا بتجنب النوم على الجانب الأيمن، إذ أن بعض الدراسات أشارت إلى ارتباطه بمضاعفات مثل:
- انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
- ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل.
- تأثير سلبي على الدورة الدموية.
بالتزام الإرشادات الواردة واختيار الوضعية الصحيحة، يمكن للأمهات الحوامل تحسين جودة نومهن وضمان سلامة حملهن، مع تقليل المخاطر المحتملة التي قد تؤثر على صحتهن وصحة الجنين.