الأمم المتحدة تدعو لتفكيك إرث العبودية وتحقيق عدالة وكرامة إنسانية للمجتمعات.

دعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى ضرورة التصدي لإرث تجارة الرقيق وتعزيز جهود بناء مجتمعات أكثر عدلاً وكرامة إنسانية، مستذكرة الأثر المدمر الذي خلفته تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، والتي وصفت بأنها أحد أحلك فصول التاريخ البشري. في كلمة مشتركة لرئيس الجمعية العامة والأمين العام للأمم المتحدة، تم التأكيد على أهمية الاعتراف بالماضي وتصحيحه لتعزيز العدالة الاجتماعية وخطوات المصالحة.

الأمم المتحدة تؤكد استمرار أثر تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي

رغم أن تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي توقفت منذ أكثر من قرنين، إلا أن آثارها السلبية لا تزال تُلقي بظلالها حتى اليوم. وفق تصريحات رئيس الجمعية العامة، فيليمون يانغ، فإن ما بين 25 إلى 30 مليون شخص اقتُلعوا قسراً من قارتهم الإفريقية على مدار 400 عام، وأُجبروا على العمل في ظروف غير إنسانية. واستمر يانغ قائلاً إن هذه التجارة المظلمة أسفرت عن سياسات ومؤسسات تعزز التمييز العنصري والظلم المنهجي، مما يتطلب استراتيجيات حازمة لإصلاح الأوضاع وتحقيق المساواة.

كما دعا إلى تعزيز السياسات التي تُصحح الظلم التاريخي وتمنح فرصاً متكافئة للمنحدرين من أصل إفريقي، مشدداً على ضرورة تقوية التشريعات التي تضمن حقوق الإنسان في مجالات الصحة والسكن والتعليم والعدالة الجنائية.

اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا تجارة الرقيق

كجزء من الجهود المستمرة، نظمت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة خاصة لإحياء ذكرى ضحايا تجارة الرقيق، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن هذا اليوم، الذي يُصادف الـ25 من مارس سنوياً، هو مناسبة للتأمل ومواجهة الجرائم التاريخية. وأشار جوتيريش إلى أن تجارة الرقيق تركت إرثاً من العنصرية وهيمنة القوى الاستعمارية، مؤكداً أن معالجة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لهذه الممارسات تحتاج إلى مزيد من الالتزام العالمي.

وأضاف جوتيريش أن بعض المؤسسات والدول بدأت اتخاذ خطوات جدية للاعتراف بالماضي ومعالجته، لكنه دعا إلى مزيد من الجهود لتصحيح الأخطاء التاريخية وتعزيز المصالحة في مختلف أنحاء العالم.

مبادرات جماعية لمعالجة إرث تجارة الرقيق

أكدت الأمم المتحدة أن التصدي لإرث تجارة الرقيق يتطلب تضافر الجهود بين الحكومات، المجتمع المدني، وقطاع الأعمال. وقد دعا قادة الأمم المتحدة في كلماتهم إلى تبني سياسات عادلة وشاملة تساعد على التصدي لسياسات التمييز. وتشمل المبادرات المقترحة:

  • دمج تاريخ الرق في المناهج الدراسية لتثقيف الأجيال القادمة.
  • تعزيز الشراكات بين الدول لدعم الخطوات الإصلاحية.
  • إنشاء مشاريع مجتمعية تهدف لتعزيز ثقافة المصالحة.

واختتم جوتيريش كلمته مؤكداً أن مكافحة التمييز العنصري والعنف المنهجي هي ركيزة أساسية في عمل الأمم المتحدة، مشدداً على أن كرامة الإنسان يجب أن تكون أولوية مشتركة لدول العالم أجمع لتحقيق سلام مستدام وعدالة حقيقية.