حماية الأسنان: كيف يعاني 50% من الأطفال من التسوس منذ الصغر؟

مع انطلاق فعاليات الأسبوع الخليجي لصحة الفم والأسنان لعام 2024، أعلنت وزارة الصحة في المملكة عن تزايد نسب تسوس الأسنان بين الأطفال والمراهقين، مما أثار قلقًا واسعًا بين الأوساط الصحية. وذكرت الوزارة أن أكثر من نصف الأطفال السعوديين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و8 سنوات يعانون من تسوس في أسنانهم اللبنية، فيما يواجه أكثر من 50% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عامًا تسوسًا في أسنانهم الدائمة، مع ملاحظة أن الأسر ذات الدخل المنخفض تعتبر أكثر عرضة للإصابة.

الأسبوع الخليجي لصحة الفم والأسنان يعزز الوعي

يمثل الأسبوع الخليجي لصحة الفم والأسنان فرصة مهمة لتسليط الضوء على أمراض الفم وتأثيراتها السلبية. أشارت وزارة الصحة إلى أن تسوس الأسنان وأمراض اللثة وفقدان الأسنان تعتبر من الأمراض السائدة، والتي يمكن الوقاية منها بسهولة عند تعزيز التوعية بسبل العناية بالأسنان. من جهة أخرى، أكد مختصون على أهمية التثقيف المجتمعي، حيث أوضحت الدكتورة عبير بخاري، استشارية طب الأسنان، أن نشر الوعي بالعناية الفموية يُعد ركيزة أساسية لتحسين جودة الحياة.

وتعمل الفعاليات المُقامة خلال هذا الأسبوع على تقديم محاضرات توعوية للأطفال وأولياء الأمور حول أساليب العناية بالأسنان، إلى جانب تفعيل حملات الكشف المجاني في المرافق الصحية والمدارس.

عادات يومية تضر بصحة الأسنان

يعد إهمال تنظيف الأسنان أبرز العادات التي تؤدي إلى تفاقم أمراض الفم. وأوضحت الدكتورة عبير بخاري أن استخدام الفرشاة وخيط الأسنان بشكل منتظم، إلى جانب تقليل تناول السكريات والمشروبات الغازية، يمكن أن يسهم بشكل كبير في الوقاية من التسوس. وحذّرت بخاري من ممارسات أخرى مثل استخدام الأسنان لفتح العبوات أو كسر الأشياء الصلبة.

وأضافت بخاري أن تعزيز السلوكيات الصحية يبدأ من التعليم المبكر، حيث يلعب الوالدان والمدارس دورًا محوريًا في تعليم الأطفال أهمية العناية بأسنانهم منذ الصغر. كما شددت على أهمية إجراء فحوصات دورية عند طبيب الأسنان لتجنب تفاقم المشكلات الفموية.

مبادرات وزارة الصحة في تعزيز صحة الفم

تؤدي وزارة الصحة دورًا فعالًا في إطلاق مبادرات توعوية تركز على أهمية العناية بصحة الفم، خاصة عند الأطفال الرضع. وأشار الدكتور فهد الزهراني إلى أن الاهتمام بأسنان الطفل يجب أن يبدأ منذ بزوغها في عمر ستة أشهر، مع تجنب ترك الحليب لفترات طويلة في فم الطفل، لتفادي الإصابة بـ”تسوس الرضاعة”.

وأكد الزهراني كذلك أن طبيب الأسنان يمكن أن يسهم في التثقيف المجتمعي من خلال المشاركة في الحملات والفعاليات التي تنظمها الجهات الصحية، بالإضافة إلى الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لنشر النصائح الطبية. كما شدد على أن تعزيز صحة الفم والأسنان يُعد جزءًا أساسيًا من رؤية المملكة 2030 لتحسين جودة الحياة.

تدعو وزارة الصحة الجميع للمشاركة في الأسبوع الخليجي لصحة الفم والأسنان، والتفاعل مع الأنشطة التوعوية لتعزيز الوعي المجتمعي، بهدف حماية الابتسامة وصحة الفم للجميع.