الذهب يتراجع مع ارتفاع الدولار وزيادة عوائد السندات الأمريكية.

مع تزايد الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية، شهدت أسعار الذهب اليوم الأربعاء انخفاضًا طفيفًا مع تسجيل الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعًا. وعلى الرغم من هذا التراجع، بقيت الأسعار فوق مستوى 3000 دولار للأوقية، ما يعكس استمرارية اهتمام المستثمرين باقتناء المعدن النفيس كملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق المالية والمخاوف من التصعيد التجاري الأمريكي.

تراجع أسعار الذهب وسط صعود الدولار

انخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1٪ لتصل إلى 3015.5 دولار للأوقية، بينما هبطت العقود الآجلة بنسبة مماثلة مسجلة 3022.10 دولار. يساهم ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.1٪ في تعزيز تكلفة الذهب لحائزي العملات الأخرى، حيث تزامن ذلك مع زيادة عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات.

من جانبه، قال “بيتر جرانت”، نائب رئيس شركة زانر ميتالز، إن الطلب على الذهب كملاذ آمن لا يزال يحافظ على استقراره، خاصةً مع حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية المتوقعة والمخاطر الجيوسياسية. كما أشار إلى إمكانية وصول الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة بقيمة 3150 دولارًا للأوقية في الفترة المقبلة.

المؤثرات الاقتصادية والجيوسياسية على أسعار الذهب

تصاعدت المخاوف الاقتصادية بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إمكانية فرض رسوم جمركية على السيارات قريبًا، مع احتمالية تطبيق استثناءات لبعض الدول. وتثير هذه الإجراءات قلق المستثمرين من تأثيرها في رفع معدلات التضخم وتهديد النمو الاقتصادي، ما يزيد من جاذبية الذهب كوسيلة تحوط.

من جانبه، سجل الذهب ارتفاعًا إجماليًا بأكثر من 15٪ منذ بداية العام، ووصل لأعلى مستوياته القياسية عند 3057.21 دولار منتصف مارس. ويرى الخبراء أن استمرار السياسات النقدية المرنة قد يعزز أداء الذهب، لا سيما وأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أشار مؤخرًا إلى احتمالات خفض أسعار الفائدة مستقبلًا.

الأداء العام للمعادن النفيسة

لم تقتصر التحركات السوقية على الذهب، بل شملت أيضًا المعادن النفيسة الأخرى. حيث هبطت الفضة بنسبة 0.2٪ لتصل إلى 33.69 دولار للأوقية، بينما استقر البلاتين عند 976.70 دولار. وعلى عكس ذلك، سجل البلاديوم ارتفاعًا بنسبة 2٪ مسجلًا 971.50 دولار.

في غضون ذلك، تترقب الأسواق إعلان بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي يوم الجمعة المقبل لمعرفة الاتجاهات المرتبطة بالسياسة النقدية الأمريكية، كون هذه البيانات تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مستقبل قرارات البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة.

أسعار الذهب الحالية توضح مدى تأثير التقلبات الجيوسياسية والاقتصادية على قرارات المستثمرين، ما يعكس أهمية الاستمرار في مراقبة المشهد العالمي لتحقيق استثمارات أكثر وعيًا واستقرارًا.