تعيين كريم سعيد رسميًا حاكمًا جديدًا للمصرف المركزي في لبنان

في خطوة تهدف إلى مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة، أعلنت الحكومة اللبنانية في جلستها اليوم الخميس عن تعيين كريم سعيد حاكماً جديداً لمصرف لبنان، خلفاً للقيادة السابقة. يتولى سعيد هذا المنصب في ظل مرحلة دقيقة من الأزمات المالية غير المسبوقة التي تعصف بالبلاد. وتترقب الأوساط السياسية والمصرفية نهجه الجديد في إعادة الثقة بالنظام المصرفي اللبناني وتحقيق استقرار اقتصادي مستدام.

من هو كريم سعيد حاكم مصرف لبنان الجديد؟

يُعد كريم سعيد من أبرز الشخصيات القانونية والمالية في لبنان. ولد عام 1964 في مدينة قرطبا، وحصل على بكالوريوس في القانون من جامعة القديس يوسف في بيروت، ثم أكمل دراسته بحصوله على ماجستير في القانون من جامعة هارفارد المرموقة. تميز سعيد بتخصصه في قانون البنوك، الأمر الذي ساهم في بناء سمعته كخبير في القانون المالي على المستويات المحلية والدولية.

بدأ سعيد مسيرته المهنية في بنك “أتش أس بي سي”، حيث شغل منصب المدير العام للخدمات المصرفية الاستثمارية. وقد أسهمت هذه التجربة في تعزيز خبرته بالجوانب المالية والإدارية على الصعيدين المحلي والعالمي. علاوة على ذلك، أسس كريم شركة “جروث جايت إيكويتي بارتنرز” في الإمارات، والتي تركز على إدارة الأصول البديلة واستثمارات الشركات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما ساهم في تعميق خبراته الاقتصادية.

مسيرته المهنية وأدواره القيادية

يملك كريم سعيد تاريخاً مهنياً حافلاً في مختلف المناصب القيادية. شغل منصب عضو مجلس إدارة في بنك الإمارات ولبنان، وهذا الدور منحه خبرة واسعة في عمليات اتخاذ القرارات الكبرى ضمن القطاع المصرفي. يترافق ذلك مع خبراته في إدارة الأسواق المالية وتوجيه الاستثمارات، لا سيما في القطاعات الواعدة في المنطقة.

أبرز ما يميز مسيرته هو نجاحه في بناء استراتيجيات تنموية طويلة الأمد لمؤسساته، مع التركيز على تعزيز السوق اللبنانية عبر استثمارات مدروسة. هذه الخبرة يُعوَّل عليها لإجراء إصلاحات جذرية في النظام المصرفي اللبناني المتضرر بشدة جراء الأزمات الأخيرة.

تحديات اقتصادية ومسؤوليات مستقبله في مصرف لبنان

يتولى كريم سعيد منصبه وسط بيئة اقتصادية متقلبة، حيث يُتوقع أن تكون أولوياته إعادة بناء الثقة في المصارف اللبنانية وإدارة نظام مالي أكثر شفافية وكفاءة. ومع أكثر من 80% من الشعب اللبناني تحت خط الفقر وفق تقارير حديثة، تقع على عاتقه مسؤولية تهدئة الأسواق وجذب استثمارات جديدة للمنطقة.

تاريخ سعيد الطويل في القطاع المصرفي، إلى جانب خلفيته الأكاديمية المتينة، يمنحانه الأدوات اللازمة لمواجهة تحديات المصرف المركزي. ويترقب اللبنانيون دوره في صياغة حلول مستدامة للأزمات الاقتصادية الراهنة، مع آمال بأن يتمكن من وضع خارطة طريق تعيد الاستقرار المالي.

الأوساط السياسية والاقتصادية تراقب هذه الخطوة عن كثب. ورغم التحديات التي تنتظره، فإن خلفيته المهنية ومراكز القيادة التي شغلها سابقاً تبرز كعوامل قوة تُبشر بولايته المقبلة.