أكبر جلسة صلح عرفية بميت حبيش البحرية تنهي الخلاف الثأري بين البنا وشلبي

شهدت قرية ميت حبيش البحرية بمحافظة الغربية اليوم حدثًا بارزًا، حيث أُقيمت أكبر جلسة صلح عرفية في المنطقة لإنهاء خصومة ثأرية استمرت لثلاث سنوات بين عائلتي البنا وشلبي. الحدث الذي حضره قيادات أمنية وتنفيذية وشخصيات دينية وشعبية، يعكس أهمية القيم النبيلة، كالصلح والتسامح، في تعزيز الأمن والاستقرار المجتمعي، ليصبح نموذجًا يحتذى به في إنهاء النزاعات.

تفاصيل جلسة الصلح في ميت حبيش البحرية

انطلقت جلسة الصلح التاريخية في أجواء مفعمة بالروحانية والتسامح، حيث بدأت بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، أعقبها كلمات مؤثرة قدمها علماء دين مثل الدكتور نوح العيسوي، وكيل وزارة الأوقاف، وفضيلة الشيخ عبد اللطيف طلحه من الأزهر الشريف. أكدت الكلمات على أهمية التصالح كقيمة دينية واجتماعية، مع الاستدلال بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تشدد على ضرورة إنهاء الخلافات بالحكمة.

الجلسة التي أشرف عليها المهندس علي محمد عز، عضو مجلس النواب، وحضرها اللواء أيمن عبد الحميد، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الغربية، شهدت إقبالاً كبيرًا من نواب البرلمان والشيوخ وعدد من القيادات الشعبية. وتمثل هذا الحضور الكثيف دلالة على تضافر جهود الدولة مع المجتمع المحلي لإنهاء هذا النزاع بطريقة سلمية.

الخصومة وأحداثها المثيرة

نشب الخلاف بين عائلتي البنا وشلبي قبل ثلاث سنوات على خلفية مشاجرة مؤسفة أدت إلى وفاة أحد الأشخاص أثناء محاولته تهدئة الأوضاع، بالإضافة إلى وقوع إصابات أخرى. على إثر ذلك، باشرت الأجهزة الأمنية التعامل مع الواقعة، وتم القبض على المتهمين وإحالتهم إلى محكمة طنطا الابتدائية التي أصدرت حكمًا بسجنهم عشر سنوات.

ورغم استمرار الخصومة لسنوات، جاءت جلسة اليوم لتطوي صفحة الماضي، حيث وافقت العائلتان بشكل كامل على التصالح دون شروط مالية أو دفع دية، في مشهد إنساني مؤثر استند إلى قول الله تعالى: “فمن عفا وأصلح فأجره على الله”.

أهمية جلسة الصلح في تعزيز السلام المجتمعي

شكّلت هذه الجلسة نقطة تحول مهمة في تعزيز قيم التسامح والسلام داخل قرى مركز طنطا، وسط إشادة واسعة من الأهالي والقيادات الأمنية والتنفيذية الذين أثنوا على الدور الفعال للعرف المجتمعي في إنهاء مثل هذه النزاعات.

أهمية جلسات الصلح تتجلى في قدرتها على:

  • تعزيز التلاحم بين العائلات والقبائل.
  • الحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمعات الريفية.
  • إظهار الوجه المشرق للمجتمع المصري في تفضيل الحلول السلمية.

ختامًا، جلسة الصلح في ميت حبيش البحرية ليست مجرد نهاية لخصومة ثأرية، بل رسالة أمل ودعوة إلى تبني قيم التسامح والحوار لحل النزاعات، ليبقى السلام هو الخيار الأول دائمًا.