زكاة الفطر: الموعد الأخير لإخراجها وأهم مقاصدها الشرعية العظيمة

مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تتجدد النقاشات حول الطريقة الأمثل لإخراج “زكاة الفطر”، وهي فريضة شرعية تهدف إلى دعم الفقراء والمساكين وتطهير الصائمين. يعتمد حكم إخراج الزكاة نقدًا على الاجتهادات الفقهية، ويتفاوت بين المذاهب الإسلامية المختلفة. ويُلاحظ أن بعض الدول الإسلامية تسهّل على الناس بإتاحة الخيار بين النقود أو إخراجها صاعًا من الطعام.

إخراج زكاة الفطر نقدًا: رأي دار الإفتاء

أعلنت دار الإفتاء قرارها بشأن جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا، متمسكة برأي الإمام أبي حنيفة الداعي إلى ذلك، لما فيه من تيسير على الفقراء في قضاء احتياجاتهم اليومية المتنوعة. هذه الوسيلة تتيح للفئات المحتاجة الاستفادة المباشرة من الزكاة، حيث يمكن استخدامها في شراء الأدوية، الملابس أو حتى سداد الديون.

على الجانب الآخر، يتمسك البعض بآراء المذاهب الأخرى، وخاصة رأي جمهور العلماء الذين يفضلون إخراجها صاعًا من المواد الغذائية الأساسية كما كان يفعل النبي ﷺ، إذ يُحدد الصاع ما يعادل ثلاثة كيلوغرامات تقريبًا.

دور زكاة الفطر في مجتمع المسلمين

زكاة الفطر ليست مجرد عبادة مالية، بل أداة فعّالة لتحقيق التضامن الاجتماعي. فقد أوضح العلماء أن من فوائدها:

  • تطهير النفس من الشح والبخل.
  • تعويض النقص الحاصل في الصيام بسبب الأخطاء أو الغفلة.
  • تأمين متطلبات يوم العيد للفقراء، مما يُضفي بهجة وسعادة للجميع.
  • إظهار الامتنان لله على نعمة الصيام والقيام خلال شهر رمضان.

إضافةً إلى ذلك، تساعد الزكاة على تعزيز روابط المحبة والألفة بين أفراد المجتمع، حيث يشعر الفقير بالغنى ولو ليوم واحد، وتتقارب القلوب في أجواء العيد المميزة.

زكاة الفطر بين المذاهب الإسلامية

بينما تتيح بعض الدول إخراج الزكاة نقدًا، تفضل دول أخرى الالتزام بما نص عليه الحديث الشريف، حيث يتم قياس الزكاة بقيمة الطعام الذي كان متداولًا في وقت النبي ﷺ، مثل القمح أو التمر. الجدير بالذكر أن إشراك الفقراء في يوم العيد هدف مشترك بين كافة المذاهب، مهما اختلف الأسلوب.

ختامًا، يجب على المسلمين مراعاة أحوال المجتمع وأفضل الوسائل التي تحقق مصالح الفقراء عند إخراج الزكاة، والحرص على أن تصل إلى مستحقيها بالوقت المحدد قبل صلاة عيد الفطر.