ارتفاع الريال اليمني أمام الدولار: أكبر قفزة خلال رمضان بأحدث أسعار الصرف

شهد الريال اليمني تحسناً مفاجئاً أمام الدولار والعملات الأجنبية خلال شهر رمضان، مما أثار تساؤلات واسعة حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة. ارتبط هذا الارتفاع بتزايد التحويلات المالية من المغتربين في الخارج إلى الداخل اليمني، لتحسين قدرة المواطنين على تغطية نفقات العيد. وعلى الرغم من التحسن اللافت، يتوقع المحللون أن تكون هذه الزيادة مؤقتة نظراً للظروف الاقتصادية المتقلبة في البلاد.

تحسن سعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية

سجل الريال اليمني ارتفاعاً ملحوظاً في أسواق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن خلال الفترة الأخيرة. حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي في التعاملات المسائية 2308 ريال للشراء و2334 ريال للبيع. أما الريال السعودي فقد سجل 606 ريال للشراء و611 ريال للبيع. وبالمقابل، شهدت العاصمة صنعاء، التي ما زالت تعتمد الريال اليمني “القديم”، معدلات مختلفة، حيث حدد سعر الدولار عند 588 ريال للشراء و593 ريال للبيع، بينما سجل الريال السعودي 140 ريال للشراء و140.40 ريال للبيع.

ويبدو أن هذه التحركات في سوق الصرف تستجيب لزيادة العرض النقدي من العملات الأجنبية، نتيجة لتحويلات المغتربين التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال شهر رمضان، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على سعر العملة المحلية ولو بشكل مؤقت.

العوامل المؤثرة في تحسين سعر الريال اليمني

يرى خبراء ومراقبون اقتصاديون أن هذا التحسن المفاجئ في سعر صرف الريال اليمني يعود إلى مجموعة من العوامل المرتبطة بالمناسبات الموسمية، وعلى رأسها الزيادة الكبيرة في الحوالات المالية الواردة من الخارج. تساهم هذه الحوالات في تعزيز العرض النقدي للريال اليمني، حيث يلجأ المواطنون لتحويل العملات الأجنبية إلى العملة المحلية لتلبية احتياجاتهم الخاصة بموسم العيد.

علاوة على ذلك، يشير مراقبون إلى دور تجار العملات الذين يستغلون الظرف الاقتصادي المؤقت قبل العيد، عبر رفع قيمة الريال لتحقيق مكاسب في فترة ذروة الإنفاق الاستهلاكي. هذا الاستغلال يعزز قيمة الريال أمام العملات الأجنبية، مع بقاء الشكوك حول استدامة هذا التحسن.

التوقعات المستقبلية لأسعار الصرف في اليمن

مع انتهاء شهر رمضان وفترة العيد، يتوقع مراقبون أن تواجه أسعار الصرف تغييرات جديدة، حيث قد تشهد العملة اليمنية تراجعاً مجدداً مع عودة الطلب على العملات الأجنبية إلى مستويات مرتفعة. عادةً يرتبط السوق النقدي في اليمن بسلوكيات دورية، حيث يتأثر بعوامل موسمية مثل الأعياد، بالإضافة إلى الأحداث السياسية والاقتصادية التي تلعب دوراً كبيراً في استقرار السوق.

ويظل التأثير الأوسع للاقتصاد اليمني مرهوناً بتقلبات الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد، مما يجعل من غير المتوقع أن يحافظ الريال اليمني على هذا التحسن لفترة طويلة. لذا، فإن استمرار مراقبة هذه التطورات والبحث عن حلول اقتصادية مستدامة هو المفتاح لتحسين استقرار السوق النقدية في المرحلة المقبلة.