مسابقة الشهيد عمر القاضي تكرّم 155 حافظًا للقرآن الكريم في عامها الرابع

في أجواء مفعمة بالإيمان والعطاء، احتضنت قرية ساقية المنقدي بمحافظة المنوفية حفلاً مهيباً لتكريم المتفوقين في “مسابقة الشهيد عمر القاضي” لحفظ القرآن الكريم، والتي تُقام للسنة الرابعة على التوالي تخليداً لذكرى الشهيد. الحفل، الذي شهد حضور كوكبة من علماء الأزهر والمسؤولين، كرّم 155 حافظاً للقرآن من بين أكثر من 3250 مشاركاً تنافسوا في مستويات مختلفة من الحفظ.

تفاصيل حفل تكريم حفظة القرآن في مسابقة الشهيد عمر القاضي

أقيم الحفل بمشاركة نخبة من العلماء والشخصيات الرسمية، من بينهم الدكتور رمضان عبد الله، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور جابر طايع، نائب وزير الأوقاف، بالإضافة إلى الدكتور يسري عزام، إمام مسجد عمرو بن العاص، والدكتور إسماعيل دويدار، رئيس إذاعة القرآن الكريم. وقد استمتع الحضور بأجواء مفعمة بالتلاوة والاحتفاء بالقرآن الكريم، مما أضفى على المناسبة طابعاً إيمانياً مميزاً.

في كلمته خلال الحفل، أشار محمود القاضي، نجل عم الشهيد، إلى أن هذه الدورة من المسابقة شهدت مشاركة كثيفة، حيث خضع 3250 متسابقًا لاختبارات استمرت سبعة أيام. ومن بين هؤلاء تأهل 600 متسابق إلى المرحلة الثانية، ليتم لاحقًا اختيار 155 فائزًا، بينهم 13 حافظاً حصلوا على رحلات عمرة كتقدير لتفوقهم، بالإضافة إلى جوائز نقدية وعينية متنوعة.

مستويات وشروط مسابقة الشهيد عمر القاضي لحفظ القرآن

أوضحت إدارة المسابقة أن التنافس يُقسم إلى ستة مستويات تهدف لتلبية قدرات مختلف المتسابقين، وجاءت على النحو التالي:

1. حفظ القرآن الكريم كاملاً مع القراءات.
2. حفظ القرآن الكريم كاملاً.
3. حفظ 20 جزءاً.
4. حفظ نصف القرآن.
5. حفظ 10 أجزاء.
6. حفظ 5 أجزاء.

أما الشروط، فُحددت بأعمار معينة لكل مستوى، حيث لا تزيد عن 20 عاماً للمستوى الأول، مع منح الحق للمتقدمين الذين لم يحالفهم الحظ في التنافس مجدداً بأي مستوى يختارونه.

مسابقة الشهيد عمر القاضي: رسالة خالدة لنشر الإسلام الوسطي

أكد كمال القاضي، شقيق الشهيد، أن الهدف الأسمى من المسابقة هو تخليد ذكرى الشهيد عمر القاضي ونشر رسالة الإسلام الوسطي المعتدل، وذلك عبر توسيع نطاق المشاركة بمستوى عالمي باستخدام تقنيات الفيديو كونفرانس. وأضاف أن المبادرة تسعى لتأكيد الدور المجتمعي لأسر الشهداء الذين قدموا أغلى التضحيات من أجل الوطن.

وفي مشهد مؤثر، روت والدة الشهيد قصة إهدائها سلسلة تحمل اسم ابنها للرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرة إلى أن المسابقة تمثل جزءاً مما كان يقوم به الشهيد من أعمال الخير، ومعبرة عن رغبتها في الاستمرار بهذا النهج ليبقى اسم نجلها حياً بين الناس.

تأتي هذه المسابقة كرمزٍ يجسد التلاحم بين القيم الدينية والوطنية، وتؤكد أن عطاء الشهداء يبقى خالداً، لا في ميادين القتال فقط، بل في القلوب والعقول التي تنهل من معين القرآن الكريم.