في ظل تصعيد الأحداث في قطاع غزة وامتداد تبعاتها إلى لبنان، يعاني اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات والتجمعات الفلسطينية من أجواء حزينة وضغوطٍ إضافية. يتزامن عيد الفطر هذا العام مع مشهدٍ مليء بالترقب والوجع، حيث يعيش الفلسطينيون آلام الحرب والتهجير وهم يراقبون مجريات العدوان الإسرائيلي وأثاره المدمرة على فلسطين ولبنان. وفي غياب مظاهر الفرح الحقيقية، يستحضر اللاجئون الأمل مجددًا في العودة إلى ديارهم.
عيد الفطر وسط الحرب: اللاجئون الفلسطينيون بين الحزن والأمل
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، تشهد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أجواءً مشحونة بمشاعر التضامن مع الضحايا في القطاع المحاصر. ومع استهداف جنوب لبنان مؤخرًا، تصاعدت المخاوف خصوصًا داخل المخيمات، حيث يخشى السكان من تكرار سيناريو التهجير الجماعي الذي عاشوه خلال العقود الماضية.
إلى جانب هذه المشاعر القلقة، تستمر مظاهر الدعم لغزة في شوارع المخيمات، حيث رفعت لافتات تضامن، وأقيمت حلقات دعاء في المساجد. هذه الروح التضامنية تبرز وحدة القضية الفلسطينية بين الشتات وأهل الأرض المحتلة، وتؤكد صمود اللاجئين برغم التحديات القائمة.
فرحة العيد غائبة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين
في الأعوام السابقة، ورغم صعوبات الحياة داخل المخيمات اللبنانية، كان اللاجئون يتمسكون بتقاليد العيد. من تحضير الكعك إلى شراء الملابس وتبادل التهاني بين العائلات، كانت هذه الطقوس تضفي أجواءً من البهجة رغم تواضعها. لكن مع استمرار الحرب وآثارها النفسية والمادية، تغيّر المشهد هذا العام بشكل كبير.
يُلاحظ تراجع الإقبال على الاحتفالات المعتادة، حيث باتت مظاهر الحداد تخيّم على المصلّيات وحتى في المنازل. خطب صلاة العيد ركزت على الدعاء لأرواح الشهداء والمقاومين في غزة، مشددة على أهمية الوحدة والتكاتف في هذه المرحلة الحرجة.
الأمل بالعودة: حلم اللاجئين المتجدد في عيد الفطر
بالرغم من الألم والمعاناة، يتجدد الأمل في نفوس اللاجئين الفلسطينيين في كل عيد. تتكرر الأمنية الأبدية بأن يكون العيد المقبل على أرض فلسطين حرة ومستقلة. إنه الحلم الذي صمد طيلة 76 عامًا، والذي يلهم اللاجئين بالتمسك بحقهم في العودة رغم كل الظروف القاسية.
ويُمثل عيد الفطر بالنسبة للفلسطينيين في الشتات مناسبة للصمود والبقاء، عيدًا يجدد فيه اللاجئون عهدهم بأن الطريق إلى فلسطين لن يُنسى، وأنه مهما ثقلت المحن، فإن عيد تحرير الأرض سيأتي، ليكتمل الفرح بمعانيه الحقيقية.