نقل التكنولوجيا والتخصيب: محادثات نووية مثيرة تبدأ بين السعودية وأمريكا

أعادت الولايات المتحدة والسعودية تفعيل المحادثات المتعلقة بالتعاون النووي في خطوة قد تمهد الطريق أمام المملكة لتطوير برنامجها للطاقة النووية التجارية، بما يشمل تخصيب اليورانيوم. جاء هذا ضمن جهود مشتركة لتعزيز الشراكة بين البلدين. وبحسب تصريحات مسؤولين أمريكيين، تكمن الأهمية في ضمان استخدام التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية وفق الضوابط الدولية.

التعاون النووي بين الولايات المتحدة والسعودية

في ظل مساعي المملكة لتقليل اعتمادها على النفط وتنويع مصادر الطاقة، يمثل تطوير برنامج نووي تجاري محوراً استراتيجياً. ورغم التقدم البطيء في المحادثات، أفاد وزير الطاقة كريس رايت بأن مباحثات الرياض الأخيرة قد أظهرت آفاقاً إيجابية للتوصل إلى اتفاق، مؤكداً أهمية التعاون الأمريكي لتجنب استغلال التكنولوجيا النووية لأغراض عسكرية.

السعودية، التي تمتلك احتياطيات وفيرة من اليورانيوم وفقاً لبعض التقارير، تسعى إلى تعزيز قدراتها المحلية في تخصيب اليورانيوم. إلا أن الولايات المتحدة تبدي قلقاً واضحاً بشأن الالتزام بقواعد منع الانتشار النووي التي تعد جزءاً حيوياً من أي اتفاق ممكن.

المشهد الدبلوماسي والتحديات الجيوسياسية

تتقاطع المحادثات النووية مع ملفات دبلوماسية وجيوسياسية حساسة كالمفاوضات السعودية الإسرائيلية. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أشار إلى أهمية شراكة نووية ضمن جهود التوصل لاتفاقية تطبيع محتملة بين الرياض وتل أبيب.

إلا أن المفاوضات المعقدة تعثرت بفعل عوامل إقليمية، أبرزها الصراعات في الشرق الأوسط والتوترات الجديدة بين إسرائيل والفلسطينيين. في المقابل، تواصل السعودية بحث التعاون مع شركاء دوليين آخرين مثل روسيا والصين، لكن الولايات المتحدة تظل الشريك النووي الأبرز في أعين الرياض.

التحديات البرلمانية والآفاق المستقبلية

يُعد الكونغرس الأمريكي عائقاً أساسياً، إذ يتطلب أي اتفاق نووي موافقته. أبدى أعضاء بارزون، مثل السيناتور ماركو روبيو، مخاوف أمنية حيال السماح للسعودية بتخصيب اليورانيوم محلياً، ما قد يشعل سباق تسلح في الشرق الأوسط، لا سيما مع إيران.

وإضافة إلى الملف النووي، تسعى الولايات المتحدة والسعودية لتعزيز التعاون في قطاعات مثل المعادن النادرة والطاقة المتجددة، مع احتمالية توقيع اتفاقيات شاملة في المستقبل القريب.

يُمثل هذا التعاون مرحلة مفصلية في العلاقات الثنائية؛ إذ تُظهر نتائج المفاوضات تأثيراً عميقاً على سياسات الطاقة والأمن في الشرق الأوسط، وسط تحديات متزايدة على الساحة الدولية.