مهرجان السلام 2025: احتفال عالمي مذهل يجمع الثقافات في قلب ملبورن

يشهد مهرجان “سلام فِست”، الذي انطلق لأول مرة في عام 2018، حضورًا متزايدًا عامًا بعد عام، ليصبح واحدًا من أبرز الفعاليات الثقافية في أستراليا التي تحتفي بالتنوع الإسلامي. المهرجان الذي أُقيم في عام 2025 جمع بين أجواء احتفالية ورسائل توعوية تهدف إلى كسر الصور النمطية حول المسلمين وتعزيز الحوار الثقافي مع المجتمع الأسترالي.

مهرجان سلام فست يعرض تنوع الثقافات الإسلامية

يُبرز مهرجان “سلام فِست” ثراء التنوع الثقافي داخل المجتمع المسلم الذي ينتمي إلى أصول متعددة، كالأفارقة والعرب والآسيويين، مما يعكس التعدد الذي يميز أستراليا كدولة متعددة الثقافات. أشارت مديرة المهرجان، عائشة بخش، إلى أن هذه الفعالية لم تكن مجرد احتفال وحسب، بل ردًا حضاريًا على تزايد الإسلاموفوبيا من خلال تسليط الضوء على الإسهامات الثقافية والفنية للمسلمين.
ومن بين الفعاليات التي جذبت الأنظار هذا العام، عرض بيت صومالي تقليدي بُني يدويًا باستخدام مواد محلية، مما قدم للزوار تجربة فريدة وعمّق فهمهم للهندسة المعمارية التقليدية الإفريقية.

أنغام عربية وجسور ثقافية في “سلام فست 2025”

لم تقتصر فعاليات المهرجان على التراث اليدوي فقط، بل امتدت إلى الموسيقى العربية مع فرقة “الطرب أنسامبل”، التي استطاعت جذب الجمهور بمزيج متناغم من الموشحات والأنغام الكلاسيكية. وبهذا العرض المميز، ساهمت الفرقة في تعزيز الحوار الموسيقي بين الثقافات، حيث شارك عازفون من أصول عربية وغربية على حد سواء.
كما أضفى الفلكلور الفلسطيني طابعًا حماسيًا على الأجواء، مع عروض الدبكة التي تركت أثرًا عاطفيًا لدى الجمهور، حيث أكد المشاركون أن هذه الرقصة ليست فقط فنًا تقليديًا، بل تحمل رسائل متجذرة ترتبط بالقضية الفلسطينية والهوية الوطنية.

“سلام فست”: عيد للوحدة والتفاهم

بالرغم من الطابع الاحتفالي للمهرجان، لم تغب الرسائل الإنسانية التي ركزت على أهمية الوحدة والسلام في ظل الأزمات العالمية. عبّر المشاركون عن أملهم في أن تكون هذه الفعالية وسيلة لتعزيز العلاقات بين المجتمعات المختلفة وبناء جسور للتفاهم المشترك.
وبفضل التنوع الكبير في الأنشطة والعروض، استطاع المهرجان استقطاب الآلاف من الزوار الذين استمتعوا بالأزياء التقليدية والمأكولات المتنوعة والفنون اليدوية.

يمثل مهرجان “سلام فِست” نموذجًا ملهمًا لقدرة الثقافات على تقوية أواصر التفاهم والاندماج، مما يجعل هذه الفعالية السنوية حدثًا ينتظر بفارغ الصبر للاستمتاع به ومعايشة تجربة لا تُنسى.