اختلاف رؤية هلال ذي الحجة بين مصر والسعودية بعد تضارب هلال رمضان!

يشهد العالم الإسلامي في كل عام جدلًا عامًا مع اقتراب موسم الحج وعيد الأضحى المبارك، خاصة عند حدوث اختلاف بين الدول في رؤية الهلال. هذا الجدل يزداد أهمية بسبب تأثيره المباشر على تحديد أعظم شعائر الإسلام ووقتها، مثل وقفة عرفات وعيد الأضحى. في هذا السياق، يطغى سؤال محوري حول توافق رؤية مصر والسعودية لهلال ذي الحجة، خصوصًا بعد الجدل الذي أثاره اختلاف الجانبين في رؤية هلال عيد الفطر لعام 2025.

توافق رؤية مصر والسعودية لهلال ذي الحجة

رؤية هلال ذي الحجة لها أهمية خاصة؛ لأن توقيت مناسك الحج وأداء وقفة عرفات وعيد الأضحى مرتبط جميعه بالمملكة العربية السعودية. وفقًا لما أوضحته دار الإفتاء المصرية، فإن رؤية الهلال الخاصة بشهر ذي الحجة تُعتبر موحدة عالميًا ويجب أن تكون متماشية مع توقيت المملكة. السبب في ذلك يعود إلى أن جميع شعائر الحج تتم داخل أراضي المملكة، ومن غير المنطقي أن تختلف الدول الإسلامية في هذا الشأن.
وعلى الرغم من أن الدول الإسلامية تمتلك آلياتها الخاصة لرصد الأهلة، فإن هذه الآليات تُعتمد فقط في المواسم التي لا ترتبط بالمناسك. دار الإفتاء المصرية أعادت التأكيد على هذا التوحد بالاعتماد على نصوص القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ"، موضحةً أن توحيد التوقيت في هذا الموسم أمر منطقي وشرعي.

الجدل حول اختلاف الهلال بين الدول الإسلامية

الجدل حول رؤية الهلال يعود غالبًا إلى طرق الرصد المختلفة. البلدان تختلف أحيانًا في تحديد بداية الشهور الهجرية اعتمادًا على الرؤية البصرية مقابل الحسابات الفلكية. وفقًا لتوضيحات خبراء الفلك، فإن الحسابات الفلكية قد تُظهر استحالة رؤية الهلال في مناطق معينة، بينما تكون ممكنة في مناطق أخرى. وهذا ما حدث في عيد الفطر 2025، إذ قررت السعودية والإمارات وقطر بداية العيد يوم الأحد، فيما أعلنت مصر أنه موافق ليوم الإثنين.
قدّمت دار الإفتاء تفسيرًا لهذا الاختلاف موضحةً أن الهلال يُثبت لكل بلد بناءً على رؤية أهله، ما لم يكن هناك دليل فلكي قاطع ينفي إمكانية رؤيته. في هذه الحالة، يكون الحساب الفلكي هو الفيصل.

عيد الأضحى وتأثيره على العالم الإسلامي

عيد الأضحى لا يخص موعده فقط المملكة العربية السعودية، بل ينعكس هذا التوقيت على جميع الدول الإسلامية، نظرًا لارتباطه بمناسك الحج ووقفة عرفات. وتحرص الدول على اتباع رؤية السعودية حرصًا على وحدة الأمة الإسلامية في هذا الموسم العظيم. ووفقًا للبيانات الرسمية، فمن المتوقع أن يوافق عيد الأضحى لعام 2025 يوم الجمعة 6 يونيو، وفقًا لتقديرات المملكة.
لتجنب هذا الجدل، دعا علماء الدين وخبراء الفلك إلى تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية في مراقبة ورصد الهلال، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتوفير دقة أعلى وتقليل الاختلافات في المستقبل. في النهاية، يبقى الهدف الأسمى هو تعزيز وحدة المسلمين في شعائرهم وعباداتهم.