ارتفاع أسعار الذهب في دبي: قفزة تاريخية غير مسبوقة بسبب الرسوم الجمركية

شهدت أسعار الذهب في دبي ارتفاعاً تاريخياً غير مسبوق، حيث بلغت قيمة الأونصة 11,650 درهماً إماراتياً (3,186 دولاراً أمريكياً) يوم الخميس، مدفوعة باستمرار التوترات الاقتصادية العالمية والقلق بشأن الرسوم الجمركية. يأتي هذا الإنجاز في وقت تشهد فيه الأسواق تقلبات حادة، بسبب حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتصاعد المخاطر الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أسهم في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن للاستثمار.

ارتفاع أسعار الذهب في دبي: الأسباب الرئيسية

القفزة التاريخية في أسعار الذهب في دبي تزامنت مع إعلان البيت الأبيض عن تعليق مؤقت لبعض الرسوم الجمركية العالمية الجديدة، مما منح الأسواق بعض الدعم المؤقت. لكن استمرار القلق بشأن إمكانية فرض زيادات إضافية على الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين أعاد للأذهان تأثير النزاعات التجارية على الاقتصاد عالميًا.

وأفاد الخبراء بأن ارتفاع سعر الذهب الفوري تجاوز مستوى 11,300 درهم إماراتي للأوقية ووصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 11,650 درهماً. ومن الجدير بالذكر أن المعدن الثمين سجّل عائداً بنسبة 19.22% منذ مطلع العام الجاري، وفقاً لجيمس كامبيون، أحد المستثمرين البارزين. تعكس هذه الأرقام مرونة الذهب في مواجهة الضغوط الاقتصادية الناتجة عن تضخم الأسواق وتزايد المخاطر الجيوسياسية.

تحليل لاستثمارات الذهب وتعافي الأسواق

رغم مؤشرات التراجع الطفيفة نتيجة نقص السيولة بداية الأسبوع الماضي، أظهر الذهب تعافياً ملحوظاً أثار انتباه المستثمرين. حيث لامست الأسعار مستوى 10,900 درهم للأوقية قبل أن تعاود الارتفاع إلى مستويات قياسية. هذا الأداء القوي يعكس الثقة المتزايدة في الذهب كأصل استثماري رئيسي في ظل أجواء عدم اليقين الجيوسياسي واحتدام النزاعات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى.

بحسب بيانات السوق، شهدت صناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب تدفقات استثمارية كبيرة بلغت 21 مليار دولار (226 طناً) في الربع الأول من عام 2025. يُعد هذا ثاني أعلى تدفق نقدي فصلي على الإطلاق، مما يبرهن على قوة الطلب العالمي على الذهب في ظل الظروف المالية العالمية المتقلبة.

النظرة المستقبلية لاستقرار الذهب في دبي

رغم تعليق الرسوم الجمركية بين الحين والآخر، إلا أن المعطيات الحالية تؤكد استمرار العوامل الداعمة لأسعار الذهب. وتشمل هذه العوامل الضغوط التضخمية، حالة عدم اليقين بشأن سياسات البنوك المركزية، واستمرار النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

أشار الخبراء إلى أن الذهب لا يزال يحافظ على مكانته كأحد أفضل الخيارات الاستثمارية. وبتوقعات تفيد بإمكانية المزيد من المكاسب خلال المئة يوم المقبلة، يظل المعدن الثمين أحد أبرز الأصول المفضلة للمستثمرين في مواجهة الغموض الاقتصادي العالمي.