في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية المتسارعة، يواجه سوق الذهب تحديات وفرصًا جديدة تجعل الجميع يتساءلون: هل سينخفض سعر الذهب في عام 2025؟ هذا السؤال أصبح محط اهتمام المستثمرين والمواطنين على حد سواء، وسط مؤشرات تؤكد أن المعدن الأصفر يواصل أداءه الاستثنائي كأحد أكثر الأصول أمانًا وربحية. فما مستقبل سوق الذهب؟ وهل يمكن أن نشهد تراجعًا للأسعار أم أن الاتجاه الصعودي سيستمر؟
هل سينخفض سعر الذهب في 2025؟ خبير اقتصادي يوضح
يتوقع الدكتور محمد عبد الوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي، أن أسعار الذهب العالمية قد تحقق ارتفاعات جديدة خلال السنوات المقبلة، مؤكدًا أن المعدن الأصفر يتداول حاليًا في مستويات قياسية لم تشهدها الأسواق من قبل. ووفقًا لتصريحاته، قد يصل سعر الأوقية إلى 5000 دولار قبل عام 2027.
وأشار عبد الوهاب إلى أن أسعار الذهب بلغت 3060 دولارًا للأوقية خلال عام 2024، مقارنةً بـ2100 دولار في بداية أبريل من نفس العام، وهو ما يعني ارتفاعًا بنحو 45% خلال عام واحد فقط. هذا الأداء ساهم في تعزيز جاذبية الذهب كأصل استثماري منافس للأسهم والعملات المشفرة التي شهدت تقلبات حادة خلال العام الجاري.
ما العوامل التي تدعم ارتفاع أسعار الذهب عالميًا؟
بحسب عبد الوهاب، فإن استمرار ارتفاع أسعار الذهب يعود إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية. أبرز هذه العوامل:
- تصاعد التوترات الجيوسياسية وزيادة النزاعات الإقليمية.
- عدم استقرار السياسات النقدية في الاقتصادات الكبرى، مثل الولايات المتحدة.
- تباطؤ الاقتصاد الصيني وأزمات سلاسل التوريد العالمية.
كما أوضح أن البنوك المركزية في دول كبرى مثل الصين وروسيا والهند تزيد من مخزوناتها من الذهب كوسيلة للتحوط، ما ساهم في زيادة الطلب على المعدن الأصفر ومن ثم ارتفاع الأسعار.
التصحيحات السعرية والهدف المستقبلي لأسعار الذهب
على الرغم من التراجعات المؤقتة التي شهدتها أسعار الذهب إلى ما دون 3000 دولار للأوقية، إلا أن عبد الوهاب يؤكد أن هذه الانخفاضات تعتبر حركات تصحيحية صحية ضمن الاتجاه الصعودي العام. وأضاف أن المستوى الحالي الذي يتجاوز 3000 دولار يمثل دعمًا قويًا للأسعار.
من جهة أخرى، أشار إلى أن الهدف المستقبلي للذهب عند 5000 دولار للأوقية قد يتحقق قبل عام 2027، إذا استمرت الأزمات الاقتصادية العالمية والتحديات التي تواجه العملات الورقية.
في ظل هذه المعطيات، يُنصح المستثمرون بالاحتفاظ بالذهب كاستثمار طويل الأجل والاستفادة من أي تصحيحات سعرية للشراء، إذ أن المعدن الأصفر أثبت عبر السنوات أنه أحد الملاذات الأكثر أمانًا واستقرارًا خلال الأزمات الاقتصادية.