في خطوة تعكس التزام مصر بتعزيز التعاون التنموي مع الدول الأفريقية، أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، عن متابعة مستمرة لمراحل تنفيذ مشروع سد ومحطة كهرباء جوليوس نيريري في تنزانيا. المشروع، الذي يُنفذه التحالف المصري المكوّن من شركتي المقاولون العرب والسويدي إليكتريك، يُعد إحدى المبادرات الإستراتيجية التي تهدف إلى دعم التنمية المستدامة في منطقة شرق أفريقيا عبر توفير الطاقة النظيفة ومواجهة تقلبات المناخ.
أهمية مشروع سد جوليوس نيريري وتنمية أفريقيا
يُجسّد هذا المشروع البارز قدرات الشركات المصرية في تنفيذ مشروعات تنموية كبرى خارج الحدود الوطنية، إذ تسعى مصر من خلاله إلى تمهيد الطريق أمام تعاون اقتصادي أكبر مع دول القارة. وأكد الدكتور مصطفى مدبولي اهتمام القيادة السياسية المصرية، ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتنفيذ المشروع بمنتهى الدقة والجودة، مشيرًا إلى أن هناك دعمًا مستمرًا من الحكومة المصرية لضمان سير العمل وفقاً للجداول الزمنية المقررة.
يتكون المشروع من سد رئيسي بطول 1036 متراً وارتفاعات متنوعة، إلى جانب أربعة سدود فرعية لتكوين خزان مياه بسعة 32.7 مليار متر مكعب. أما محطة الكهرباء فتعتبر الجانب الأبرز في المشروع حيث ستسهم في تعزيز البنية التحتية للطاقة في تنزانيا عبر توريد الكهرباء المستدامة.
تطورات التنفيذ ودور الشركات المصرية
وفي آخر مستجدات المراحل التنفيذية للمشروع، أعلن وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية عن تقدم ملحوظ في مختلف بنود الإنشاء. ويشمل ذلك بناء مجمع سكني ومرافق داعمة مثل محطات الربط الكهربائي والأنفاق. كما يجري العمل على إنتاج فيلم وثائقي يوثق أهمية المشروع وجهود التحالف المصري في تحقيق أهدافه.
ومن بين الإنجازات التقنية الملحوظة إنشاء نفق تحويل مياه النهر بطول 703 أمتار، بالإضافة إلى 3 أنفاق إضافية لتمرير المياه إلى محطة الكهرباء. تسعى مصر أيضاً لتعزيز التعاون الاقتصادي مع تنزانيا من خلال دراسة مشروعات تنموية أخرى والعمل على تقديم مصر كوجهة رائدة للمستثمرين في القارة الأفريقية.
سد جوليوس نيريري: رؤية تنزانية وأيادٍ مصرية
وفي إطار تعزيز التعاون الثنائي، شهد المشروع تعاونًا مشتركًا على عدة مستويات بين الحكومة التنزانية والتحالف المصري. وقد حرص المهندس أحمد السويدي، رئيس شركة السويدي إليكتريك، على الإشارة إلى الدور الكبير الذي تلعبه الشركة في توفير البنية التحتية في تنزانيا، بما في ذلك إنشاء 6 مصانع تعمل بكفاءة عالية للتصدير إلى دول الجوار.
يُذكر أن المشروع يتضمن أيضاً تجهيزات داعمة للمنطقة مثل الطرق المؤقتة والدائمة، ومحطات معالجة، إضافة إلى تصميم سدود ثانوية للحماية من الفيضانات. ومع قرب اكتماله، يُتوقع أن يكون المشروع نموذجًا يُحتذى به في التعاون الأفريقي المصري بمجال الطاقة والبنية التحتية.
تسير مصر بثبات نحو تحقيق أهداف التنمية على مستوى القارة الأفريقية، مؤكدة من جديد التزامها بمساندة الشعوب الشقيقة في مواجهة التحديات التنموية وتحقيق تطلعاتها لمستقبلٍ أفضل.