انتصار الحمادي تصارع المرض داخل سجون الحوثيين بين الألم والأمل

كشف خبر حقوقي مؤلم عن تدهور الحالة الصحية للفنانة وعارضة الأزياء اليمنية انتصار الحمادي، التي تقبع في سجون ميليشيا الحوثي بصنعاء منذ أكثر من أربع سنوات ونصف. وأفاد المصدر الحقوقي بإصابة الحمادي بمرض السرطان وخضوعها لعملية جراحية لاستئصال الورم، لكنها لم تتلق الرعاية الصحية اللازمة عقب العملية. ويتزامن هذا الوضع مع معاناة أسرتها وظروفها المعيشية القاسية.

انتصار الحمادي ومعاناة المرض في السجن الحوثي

تعاني انتصار الحمادي من تدهور متسارع في حالتها الصحية بعد أن أُصيبت بورم سرطاني جديد في الغدة الدرقية، في وقت ترفض فيه ميليشيا الحوثي الإفراج عنها أو السماح بتوفير العلاج اللازم لها. وأشار المصدر الحقوقي إلى أن الحمادي خضعت في السابق لعملية استئصال ورم، لكنها لم تحظَ بأي رعاية تكميلية بعد العملية، مما فاقم وضعها الصحي.

وما يزيد من مأساة هذه القضية، عدم إبراز أي مبررات لرفض الإفراج عن الحمادي، على الرغم من إطلاق سراح زملائها المعتقلين في أوقات سابقة. تحمّل هذا الوضع مسؤولية إضافية للأسرة التي تعاني ظروفا معيشية غاية في الصعوبة في العاصمة صنعاء.

الوضع الإنساني الصعب لأسرة انتصار الحمادي

تشير المعلومات إلى أن الحمادي كانت المصدر الوحيد لدخل أسرتها قبل اعتقالها، وهي أسرة تعاني من مشكلات متعددة؛ إذ تعيش والدتها المسنة بوضع معيشي سيئ في صنعاء، بينما يقيم والدها الكفيف في الحبشة، إلى جانب أخ معاق. وبالتالي، تسبب استمرار احتجاز الحمادي في تعقيد الأوضاع وكشف عمق المعاناة الإنسانية للأسرة.

وقد دعا المصدر الحقوقي كافة المنظمات المحلية والدولية إلى التدخل السريع لإنقاذ حياة الحمادي والإفراج عنها، مؤكدًا ضرورة توفير بيئة علاجية مناسبة للحفاظ على حياتها التي باتت في خطر وشيك.

اعتقال انتصار الحمادي: قضية رأي عام

بدأت مأساة انتصار الحمادي في فبراير 2021، عندما اختطفتها ميليشيا الحوثي من أحد شوارع صنعاء بتهم تتعلق بـ”ارتكاب فعل فاضح”. وتعد هذه الاتهامات وسيلة للحد من نشاطها في مجال عرض الأزياء، الذي اشتهرت به داخل اليمن، ما أثار تضامنا واسع النطاق بين النشطاء.

تُعتبر قضية الحمادي دليلاً صارخاً على الانتهاكات المستمرة التي تتعرض لها النساء في مناطق سيطرة الحوثيين، الأمر الذي يتطلب ضغطاً من المجتمع الدولي لإنهاء هذه الانتهاكات وضمان توفير الحد الأدنى من الحقوق الأساسية للسجناء والمعتقلين.