علماء: اكتشاف رابط غامض ومثير بين التنفس والبصر يغير مفاهيمنا!

متابعة – وكالات

أظهرت دراسة علمية حديثة أن العلاقة بين التنفس وحجم حدقة العين تتجاوز التأثيرات التقليدية للضوء على الحدقة. وأكد الباحثون أن التنفس يلعب دورًا غير متوقع في تغير حجم حدقة العين بشكل طفيف ولكنه ملحوظ، ما يعكس تفاعلًا معقدًا بين الجهاز العصبي والتنفس. هذا الاكتشاف العلمي يفتح آفاقًا جديدة لفهم التأثيرات التنفسية على عمل الدماغ والإدراك البصري.

تأثير التنفس على حجم حدقة العين في أبحاث الفسيولوجيا

أظهرت الدراسة، التي أجريت في معهد كارولينسكا بالسويد بالتعاون مع جامعة خرونينجن في هولندا، تأثيرًا مباشرًا للتنفس على حجم حدقة العين. وقد لاحظ العلماء أن الحدقة تميل للتضييق عند بداية الشهيق وتتسع أثناء الزفير. واستند هذا الاكتشاف إلى خمس تجارب شملت أكثر من 200 شخص خضعوا لاختبارات تنفس متنوعة من حيث السرعة والطريقة (فموي أو أنفي).

وتبين أن هذه الظاهرة تحدث بشكل متواصل ومستقر في كافة الحالات. فعلى سبيل المثال، حتى عند تغيير نمط التنفس (سريع أو بطيء) أو حصره بأنفاس أنفية فقط، ظل حجم الحدقة مستجيبًا بشكل مماثل. تشير هذه النتائج إلى وجود صلة وثيقة بين عمل الجهاز التنفسي والجهاز العصبي، ما يفتح المجال لمزيد من الدراسات عن تأثير التنفس في أداء وظائف الدماغ.

حجم الحدقة: مؤشر حيوي لتقييم الدماغ

عرف العلماء منذ فترة طويلة أن حجم الحدقة يتأثر بعوامل كثيرة مثل الضوء والإثارة العاطفية والنشاط الذهني. لكنها المرة الأولى التي يرتبط فيها حجم الحدقة مباشرة بعملية التنفس. هذه الاستجابة الجديدة قد تساعد الأطباء على تطوير أدوات تشخيصية إضافية. فكما تُستخدم التغيرات في استجابة الحدقة للضوء لتشخيص مشكلات عصبية محتملة، قد تكون التغيرات المرتبطة بالتنفس دليلاً مبكرًا على اضطرابات عصبية.

على سبيل المثال، وجد الباحثون أن تقلبات حجم الحدقة المرتبطة بالتنفس تحدث بمعدل أجزاء من المليمتر. وعلى الرغم من صغر هذا التأثير، إلا أنه قد يكون كافيًا للتأثير على كيفية إدراك الإنسان لبصرياته.

الرؤية المستقبلية للتنفس والإدراك البصري

يرى الباحثون أن هذا الاكتشاف العلمي يسلط الضوء على أهمية التنفس ليس فقط في الحفاظ على الوظائف الفسيولوجية الأساسية، بل أيضًا في تنظيم العمليات الإدراكية. ومن المتوقع أن تساهم هذه النتائج في الكشف عن آليات جديدة مرتبطة بكيفية تأثير التنفس على الإدراك الحسي.

تشير الدراسات إلى أن فهم العلاقة بين التنفس وحجم الحدقة يمكن أن يُستخدم لإجراء تقييم فوري لحالة الدماغ والجهاز العصبي، ما قد يلعب دورًا مفصليًا في الطب العصبي. ومع تطور هذه الأبحاث، قد يتمكن الأطباء من تطوير تقنيات جديدة لعلاج العديد من الحالات العصبية والنفسية بناءً على هذا الاكتشاف.

المصدر: وكالات