في ظل تزايد استخدام تطبيقات تنظيف الهواتف لتحسين الأداء وتحرير المساحة، حذّرت دراسة حديثة من مخاطر خفية مصاحبة لهذه التطبيقات، حيث تبين أن بعضها يشارك بيانات حساسة مع أطراف ثالثة. أُجريت الدراسة بواسطة شركة الأمن السيبراني “Surfshark”، وكشفت عن أن غالبية التطبيقات الشهيرة لجمع البيانات، تستخدم معلومات المستخدمين لأغراض تجارية مثل الإعلانات الموجهة، ما يثير تساؤلات حول أمان الخصوصية الرقمية.
تطبيقات تنظيف الهواتف: فوائد مشروطة بمخاطر الخصوصية
تطبيقات تنظيف الهواتف تهدف بالأساس إلى تحسين كفاءة الأجهزة من خلال حذف الملفات غير الضرورية، إلا أن دراسة “Surfshark” أكدت أن 90% من أشهر 10 تطبيقات في هذا المجال تشارك بيانات المستخدم مع جهات خارجية. وتشمل هذه البيانات معرّفات المستخدم والجهاز، بينما جمع 70% من هذه التطبيقات معلومات إضافية مثل نشاط المستخدم وسجل التصفح. الأخطر من ذلك، كشف التقرير أن 20% من هذه التطبيقات تشارك الموقع الجغرافي الدقيق مع أطراف خارجية.
على سبيل المثال، تصدّر تطبيق “Cleaner Kit”، المطور من شركة BPMobile، قائمة التطبيقات التي تشارك البيانات على نطاق واسع. ومن أبرز المعلومات التي يتم تداولها من خلاله:
- الموقع الجغرافي الدقيق والتقريبي
- معرّفات الأجهزة والمستخدمين
- سجل الشراء وتفاعلات المستخدم
- بيانات الإعلانات والاستخدام داخل التطبيق
هذه الممارسات تُظهر أن الوسيلة الأساسية لربح العديد من هذه التطبيقات ليست خدمات تعزيز الأداء، بل بيع البيانات الحساسة للوسطاء، ما يؤدي إلى استغلالها في الإعلانات المستهدفة أو التحليل السلوكي، كما أوضح التقرير.
كيف تحمي خصوصيتك أثناء استخدام تطبيقات تنظيف الهواتف؟
لحماية نفسك من المخاطر الناتجة عن هذه التطبيقات، يوصي الخبراء باتباع استراتيجيات محددة، مثل:
- قراءة سياسة الخصوصية المرفقة في متجر التطبيقات للتحقق من أنواع البيانات التي يتم جمعها وكيفية استخدامها.
- استخدام الطرق اليدوية لتنظيف الهاتف، على سبيل المثال: حذف الصور والفيديوهات غير الضرورية، وإفراغ مجلد “المحذوفة مؤخرًا”.
- مراجعة التطبيقات المثبتة بانتظام وإزالة التطبيقات غير المستخدمة، خاصة تلك التي تستهلك مساحة كبيرة.
على أجهزة iPhone، يمكن أيضًا تقليل حجم الوسائط من خلال ضبط إعدادات الكاميرا، مما يتيح توفير مساحة دون الحاجة لتطبيقات التنظيف.
استخدام تطبيقات تنظيف الهواتف: هل تستحق المخاطرة؟
على الرغم من أن تطبيقات تنظيف الهواتف قد تقدم وظائف مفيدة لتحسين الأداء، إلا أن تقرير “Surfshark” يشير إلى أن المستخدمين يدفعون في كثير من الأحيان ثمنًا باهظًا يتمثل في انتهاك خصوصيتهم. مشاركة البيانات الحساسة دون علم المستخدم لا يُعتبر خطرًا تقنيًا فحسب، بل تحديًا للخصوصية الرقمية بشكل عام.
وبالنظر إلى المخاطر التي قد تنشأ عن استخدام هذه التطبيقات، فإن اتخاذ خطوات استباقية لحماية البيانات يصبح أمرًا ضروريًا، سواء عبر الاختيار الدقيق للتطبيقات أو الاعتماد على الخيارات البديلة. تعد الخصوصية الرقمية اليوم من أهم القضايا التي ينبغي أن يوليها المستخدمون اهتمامًا بالغًا لتجنّب وقوع بياناتهم فريسة للاستغلال التجاري.
