طاقة الرياح: الإمارات واليابان تستثمران 700 مليون دولار لإنتاج 500 ميجاوات نظيفة

في إطار سعي مصر لتوسيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، يجري العمل على تنفيذ محطة “أمونت لطاقة الرياح” برأس غارب، بالشراكة بين شركة “إيميا باور” الإماراتية وشركة “سوموتومو كوربوريشن” اليابانية. بقدرة تبلغ 500 ميجاوات، وتكلفة استثمارية تصل إلى 700 مليون دولار، يمثل هذا المشروع خطوة كبرى نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

أمونت لطاقة الرياح: محطة للطاقة النظيفة برأس غارب

تبرز محطة أمونت لطاقة الرياح كأحد المشروعات الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة بمصر، حيث تُقام على مساحة 70 كيلومترًا مربعًا، ويتوقع أن تُنتج 2200 جيجاوات ساعة سنويًا. يمثل هذا الإنتاج ما يكفي لتغطية احتياجات الكهرباء لنحو 750 ألف منزل، وهو إنجاز ملحوظ في توفير مصدر طاقة منخفض التكلفة ومستدام.

وأثناء زيارتهم التفقدية للمشروع، أعلن رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير الكهرباء والطاقة، المهندس محمود عصمت، أن المحطة ستبدأ تشغيلها الكامل خلال الأسابيع المقبلة، وهو تسريع ملموس في الجدول الزمني المحدد لها سابقًا. كما أشادوا بالتعاون المشترك بين القطاع الخاص والحكومة في دعم تطوير البنية التحتية للطاقة النظيفة، مع تأكيد أهمية تعزيز الشراكات الأجنبية لتحقيق التنمية المستدامة.

خفض انبعاثات الكربون وتنويع مصادر الطاقة

يهدف المشروع إلى تقليل اعتماد مصر على الوقود التقليدي وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1.1 مليون طن سنويًا، مما يبرز دوره في تحسين جودة البيئة والحد من الآثار السلبية لتغير المناخ. كما يتم التركيز على تطبيق تقنيات تخزين الطاقة باستخدام البطاريات لزيادة كفاءة الشبكة الكهربائية، خاصة في أوقات الذروة.

ويؤكد وزير الكهرباء أن هذا النموذج يعكس رؤية الحكومة المصرية نحو توسيع دور الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني، حيث تعتمد مشروعات مثل محطة أمونت طاقة الرياح وتقنيات الإنتاج والتخزين الحديثة، ما يجعل مصر في طليعة الدول الإقليمية في هذا القطاع.

إيميا باور: شريك استراتيجي لمشروعات الطاقة المتجددة في مصر

شركة “إيميا باور”، التابعة لمجموعة “النويس”، لعبت دورًا مهمًا في المساهمة في تحقيق أهداف الطاقة النظيفة بمصر. ومن بين المشروعات الأخرى للشركة، نذكر محطة أبيدوس 1 و2 للطاقة الشمسية بأسوان ومحطة طاقة الرياح برأس شقير، مما يُبرز استثماراتها التي تجاوزت 2 مليار دولار.

هذا التعاون الدولي لا يقتصر فقط على تحقيق الأهداف المناخية بل يشكل أيضًا دافعًا قويًا للنمو الاقتصادي من خلال جذب الاستثمار الأجنبي وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. وبهذا، يظل مشروع “أمونت لطاقة الرياح” نقطة تحول رئيسية نحو مستقبل أكثر استدامة في قطاع الطاقة بمصر.