وفاة طفل بسبب تناول فطر سام وإصابة آخر في حادث مأساوي

في حادثة مأساوية شهدتها محافظة المفرق، فارق طفل يبلغ من العمر 12 عامًا الحياة إثر تناوله وشقيقه التوأم أحد أنواع الفطر السام المعروف عالميًا باسم “الأمانيت”، أحد أكثر أنواع الفطر فتكًا بالبشر بنسبة خطر وفاة تتجاوز 90%. الحادثة تسببت بإصابة التوأم بحالة تسمم شديدة، مما استدعى تدخلاً طبيًا عاجلاً، إلا أن أحد الطفلين فارق الحياة بعد صراع مع المضاعفات الصحية الخطيرة.

خطر الفطر السام “الأمانيت” يهدد الأرواح

يعد الفطر “الأمانيت” واحدًا من أخطر أنواع الفطر السام، حيث يحتوي على مواد سامة تؤدي إلى فشل في وظائف الأعضاء الحيوية مثل الكبد والدماغ. في هذه الواقعة، أظهرت الفحوصات المخبريّة أن نسبة السُميّة في الفطر الذي تناوله الطفلان كانت مرتفعة للغاية. وقد ظهرت أعراض شديدة عليهما، تمثلت في الاستفراغ والإسهال الحادين اللذين تطورا إلى مشاكل في الكبد والدماغ.

بحسب مصادر طبية، فإن الطفلين نُقلا إلى مستشفى المفرق الحكومي لتلقي العلاج بعد ثلاثة أيام من تناولهما الفطر، ما أدى لتفاقم حالتهما الصحية نتيجة تأخر التدخل الطبي. وبالرغم من تحويلهما إلى مستشفى الملك المؤسس والاستعانة بخبراء ومراكز طبية متخصصة بحثًا عن ترياق مضاد للسم، إلا أن أحد الطفلين دخل في حالة حرجة جدًا انتهت بوفاته.

التسمم بالفطر: أعراض قاتلة وتأخر التشخيص

تعتبر الوفاة الناتجة عن التسمم بالفطر السام من الحالات الحرجة عالميًا، حيث تشير الدراسات إلى أن التأخر في تشخيص المرض يزيد من خطورة الوضع. تبدأ الأعراض عادة بأعراض هضمية مثل القيء والإسهال، قبل أن تتطور إلى فشل في الكبد والكلى، وقد تصل إلى الوفاة إذا لم تتوفر علاجات فعالة بسرعة.

من الجدير بالذكر أن الفطر السام يصعب تمييزه عن الفطر الآمن للشخص غير المتخصص، مما يجعل جمع الفطر البري ممارسة خطيرة للغاية. في السياق الحالي، أكدت المصادر الطبية أن الطفل الذي توفي كان يعاني من فشل حاد في الكبد وارتفاعٍ كبيرٍ في إنزيمات الدم، إلى جانب أضرار دماغية خطيرة كانت السبب المباشر لوفاته.

تفادي التسمم بالفطر: التوعية ضرورة ملحّة

للحد من الحوادث المشابهة، يتوجب تعزيز التوعية بمخاطر تناول الفطر البري، خاصة بين الأطفال والعائلات المقيمة في المناطق الريفية حيث تنتشر هذه الأنواع السامة. توصي الهيئات الصحية بما يلي:

• الامتناع تمامًا عن جمع الفطر من البرية دون إشراف خبير متخصص.
• التوجه إلى أقرب مركز طبي فور ظهور أي أعراض تسمم بعد تناول أنواع غير معروفة من الفطر.
• الحرص على نشر محتوى توعوي ينبه الناس بمخاطر هذا النوع من الفطر الخطير.

ختامًا، تُعد حادثة المفرق بمثابة تحذير خطير حول ضرورة توخي الحذر والوعي عند التعامل مع الفطر البري. الحفاظ على سلامة الجميع يتطلب أخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب هذه المآسي المؤلمة.