قناة السويس تتألق: رئيس الوزراء يعلن تحولاً جذرياً في الخدمات والشراكات

في احتفالية كبرى نظمتها هيئة قناة السويس بمدينة الإسماعيلية بمناسبة “يوم التفوق”، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن قناة السويس، باعتبارها أحد أبرز الممرات الملاحية في العالم، تعيش تحوّلاً جذرياً في خدماتها وشراكاتها رغم التحديات التي تواجهها. وأوضح مدبولي أن القناة تستمر في تعزيز مكانتها الاستراتيجية عالمياً بما يخدم الاقتصاد المصري والملاحة الدولية.

احتفالية يوم التفوق تسلط الضوء على إنجازات قناة السويس

شهدت احتفالية “يوم التفوق” حضوراً لافتاً من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية، من بينهم رئيس هيئة قناة السويس، ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وعدد من الوزراء والمحافظين. كذلك حضرت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر، جامعة الدول العربية، وسفراء دول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ممثلي البعثات الدبلوماسية العالمية وأمين عام غرفة الملاحة الدولية. هذه الاحتفالية لم تكن فقط لتكريم العاملين والمتفوقين، بل أيضاً لإبراز الإنجازات الكبرى التي حققتها الهيئة.

وأوضح مدبولي في كلمته أن الجهود المستمرة لتطوير القناة ساهمت بشكل ملحوظ في تحسين حركة الملاحة. ومن بين الإنجازات البارزة كان مشروع تعميق مناطق الانتظار في المدخلين الشمالي والجنوبي للقناة، وكذلك توفير خدمات الطوارئ وشماعات الرباط العملاقة لتأمين السفن العابرة.

مشروع تطوير القطاع الجنوبي: خطوة تاريخية بعد 35 عاماً

وأشار رئيس الوزراء إلى المشروع الأكبر الذي يشهده القطاع الجنوبي للقناة منذ عقود. فبعد توقف يصل إلى 35 عاماً بسبب طبيعة التربة الصخرية الصعبة، تم إطلاق مشروع طموح لتطوير هذا القطاع وتحسين كفاءته. ويأتي ذلك ضمن خطة استراتيجية لتحديث البنية التحتية للمجرى الملاحي، مما يسهم في تعزيز القدرة التنافسية لقناة السويس عالمياً.

رغم العقبات التي تواجهها القناة، بما في ذلك التحديات الأمنية غير المسبوقة في البحر الأحمر، أكد مدبولي أن الجهود الدؤوبة للرئيس عبد الفتاح السيسي ودعم الدولة المصرية كانا العاملان الحاسمان في التغلب على الأزمات وضمان استمرار نشاط القناة كأحد مصادر النقد الأجنبي الرئيسية للبلاد.

تحول قناة السويس إلى وجهة متعددة الأنشطة والخدمات

أعلن مدبولي أن قناة السويس تخطو بخطوات ثابتة نحو التحوّل إلى هيئة بحرية ولوجيستية متعددة الخدمات والأنشطة. وتحدث عن شراكتها الناجحة مع شركة “آنتيبوليوشن” اليونانية لتقديم خدمات بيئية متطورة لجمع مخلفات السفن العابرة، مما يعكس التزام القناة بمواكبة التوجه العالمي نحو الاستدامة البيئية.

وفي سياق آخر، أشار رئيس الوزراء إلى الخطوات التي تتخذها مصر لتعويض الآثار الاقتصادية الناتجة عن التحديات الإقليمية. وشملت هذه الخطوات تعزيز الاستثمارات، توطين الصناعات الثقيلة، والتوسع في مشاريع الطاقة النظيفة، ما يعزز من دور القناة كعنصر محوري للتنمية الاقتصادية المستدامة.

وفي ختام كلمته، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن اعتزازه بتاريخ وحاضر قناة السويس ودورها المستمر في النهوض بالاقتصاد الوطني، مؤكداً عزم الدولة على تقديم كل الدعم اللازم لضمان بقاء القناة شرياناً حيوياً لحركة التجارة الدولية.