الشرطة تحجز أكثر من 60 قنطار كيف وكوكايين و14 مليون قرص مهلوس!

تعد الجزائر أحد الميادين المركزية لمواجهة تهديد شامل يتمثل في تهريب وترويج المخدرات، حيث تتصاعد وتيرة الحرب على هذه الظاهرة المدمرة التي تستهدف الشباب بشكل خاص. ضمن هذا السياق الخطير، كشفت المديرية العامة للأمن الوطني عن حصيلة مفزعة في سنة واحدة، تضمنت ضبط كميات ضخمة من المخدرات والمؤثرات العقلية. الجهود الأمنية والتوعوية تركز على كبح انتشار هذه الآفة التي تمثل تهديدًا مباشرًا للقيم المجتمعية ومستقبل البلاد.

حجز كميات ضخمة من الكيف والمخدرات في الجزائر

أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني أن السلطات الجزائرية تمكنت خلال سنة 2024 من ضبط كميات هائلة من المخدرات بمختلف أنواعها، فيما يعكس ارتفاعًا ملحوظًا عن الأعوام السابقة. ووفقًا لمحافظ الشرطة زين الدين أرعون، تم حجز أكثر من 5 أطنان و697 كغ من القنب الهندي، بالإضافة إلى 3 قناطير و78 كغ من الكوكايين وأكثر من 1.4 كيلوغرام من الهيروين. كما أن المؤثرات العقلية شكلت تحديًا مزدوجًا، إذ تجاوز عدد الأقراص المحجوزة 14 مليونًا، مما يبرز اتساع رقعة انتشار هذه السموم.

ويشير التقرير إلى أن عدد القضايا المتعلقة بالمخدرات بلغ خلال العام أكثر من 130 ألف قضية، تورط فيها أكثر من 142,926 شخصًا، وهو ما يُظهر الأبعاد الخطيرة للتحديات الأمنية والاجتماعية التي تواجه الجزائر.

انعكاسات المخدرات على المجتمع الجزائري

تُظهر البيانات الأمنية خطورة الانتشار السريع للمخدرات على النسيج الاجتماعي. يوضح أرعون أن تهريب وترويج المخدرات بات يمثل “حربًا غير معلنة” تستهدف العنصر الشبابي، الذي يُعَد الثروة البشرية الأولى للبلد. هذه الظاهرة لا تهدد فقط الجانب الصحي للشباب، بل تضرب القيم الاجتماعية وتشوه صورة الاستقرار في المجتمع.

وأضاف المسؤول أن المديرية العامة للأمن الوطني تسعى إلى محاربة هذه الآفة من خلال التعاون الأمني المشترك مع الجيش الوطني الشعبي وقطاعات أخرى، بالإضافة إلى إشراك المجتمع في توعية الأفراد بمخاطر المخدرات.

تعزيز وعي المجتمع لمحاربة الكيف والمخدرات

لمواجهة هذه الهجمة المنظمة، شدد أرعون على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بدءًا من الأسرة والمدرسة، باعتبارهما الركيزتين الأساسيتين في تهذيب السلوك. وأكد أن ملء الفراغ الروحي والفكري لدى الشباب من خلال الوازع الديني يعد خطوة أساسية لتجنب الانزلاق نحو تعاطي المخدرات.

كما دعا المسؤول إلى تضافر الجهود بين مختلف القطاعات الأمنية والمجتمعية لضمان حماية الحدود ومكافحة هذه الظاهرة من الداخل.

تماشيًا مع هذه الأرقام المقلقة، تُعد مكافحة المخدرات في الجزائر أولوية استراتيجية للحفاظ على أمن البلد وشبابه من خطر التورط في هذه الشبكات الإجرامية. البلاغات والإحصائيات المتاحة تدعو إلى التحرك السريع على جميع المستويات لضمان مستقبل أكثر أمانًا.